الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 03:02

مولد الحق لكل الخلق/ بقلم: أبو وهيب

كل العرب
نُشر: 10/01/14 19:01,  حُتلن: 19:05

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

أيها الناس جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير.. في مثل هذه الأيّام والليلي ولد محمّد بن عبد الله بن آمنة صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من ربيع الأوّل يوم الاثنين قبل واقعة الفيل بخمسين يوما تقريبا ويوم الاثنين كما تعلمون مستحب صيامه، ولمّا سئل عليه الصلاة والسلام عن صيام هذا اليوم قال: ذلك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه، وأنزل فيه.

كان مولد النور الذي أخرج الخالق من خلاله الناس من الظلمات إلى النور، جعله الله خاتم الأنبياء والمرسلين أرسله سبحانه رحمة للعالمين وبشيرا ونذيرا ليكون شاهدا لأمّته وعلى الناس أجمعين بقوله تعالى وهو أصدق القائلين: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتّبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بأذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم).
لذلك يجب أن نستنّ بسنة نبينا محمد صلى الله علي وسلم الذي كان خلقه القرآن وكذلك سنّة جميع الأنبياء والرسل صلى الله عليهم وسلم جميعا والسلف الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم، لماذا لا نجعل منهم أسوة حسنة من خلال إقتدائنا بهم والعمل بمنهجهم لماذا؟.

ها نحن نرى الأخلاق والقيم تذهب في مهب العنف والقتل بسبب كرسي أو منصب زائل، نغوص في مستنقع من الفتن ما ظهر منها وما بطن بسبب هذا الكرسي الزائل لتسيطر علينا نعرة الرئاسة والعائلية العصبيّة العمياء العوجاء الهوجاء، إلاّ ما رحم ربي.

والله ما على هذا تبعناك يا رسول الله صلى الله عليك وسلم بل تبعناك لنكون من الذين قال الله تعالى فيهم : (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا انّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) وتبعناك أيضا لنكون من أهل حديثك صلى الله عليك وسلم : " لا فرق بين عجمي على عربي ألا بالتقوى" وكي ننزع هذه النعرة الماحقة يتوجّب علينا أن نتخلّق بخلق نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن، بل كان قرآنا يمشي على الأرض.

قد يتساءل الإنسان أحيانا مع نفسه لماذا اختار الله تعالى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام من بين كل البشر لرسالة الإسلام ؟ وما هي الصفات والميّزات التي يتميّز بها عن غيره صلى الله عليه وسلم ؟.
الله تعالى هو وحده الذي يعرف قيمة رسوله صلى الله عليه وسلم وليس ذالك لأحد من البشر بقوله تعالى : (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )، إنّه منهج الحق لكل الخلق، وإذا أردنا أن نتعرض لتقييم الخالق لرسوله صلى الله عليه وسلم وجدناه سبحانه يخاطب جميع الرسل بأسمائهم مباشرة بقوله تعالى : (فقلنا يا آدم إنّ هذا عدو لك ولزوجك )، وقوله تعالى أيضا : ( فلمّا آتاها نودي يا موسى أنّي أنا ربّك فاخلع نعليك)، صدق الله العظيم.

فالأمر هكذا: عندما يتوجّه سبحانه إلى حبيبه محمد صلى الله عليه لا يقول له يا محمد أو يا أحمد بل يخاطبه : (يا أيها النبي إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا )، يرفع الله تعالى نبيّه إلى أعلى المنازل صلى الله عليه وسلم.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل نجد أنّ الله تعالى حينما يقسم بأشياء، لعظمها ولأهمّيتها مثل الجماد، والحيوان، والأشجار، أو الضحى، أو الريح، أو الليل، أو الفجر، أو السماء، أو الملائكة، وغيرها، ولا يقسم الله بشيء إلاّ لأهمّيته وعظم شأنه، والرسول صلى الله عليه وسلم عظيم الشأن، فيقسم سبحانه بحياة رسوله محمد بن عبد الله فيقول تعالى : (لعمرك إنّهم في سكرتهم يعمهون).

وكذلك يصفه الله تعالى بالوصف البليغ : (وإنّك لعلى خلق عظيم)، كان خلقه صلى الله عليه وسلّم واسع الصدر ليسع حمل أذى المنافقين والمشركين لنشر الرسالة وبث الدعوة التي انطلقت من غار حراء ومن ثمّ إلى بيت بن الأرقم ثمّ إلى كل المعمورة لإتمام مكارم الأخلاق على الأرض " إنّما بعثت لإتمام مكارم الأخلاق".

هكذا كان وما زال في قلوبنا صلى الله عليه وسلم، صاحب المنهج الرباني القويم إنها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنّه المنهج الذي يقيّد الناس في حياتهم وتعاملهم مع بعضهم البعض لإخراجهم من الظلمات الى النور.

الإنسان منا يألف شهوة النفس والاستعلاء ونعرة التعصّب القبليّة لتطرأ عليه الغفلة وقد ينسى شيئا من المنهج وربّما كل المنهج والعياذ بالله، ونسيان المنهج لا ينجم عنه إلاّ الفتن ما ظهر منها وما بطن وها نحن نرى الفتن الظاهرة منها والباطنة تخيّم على قرانا ومدننا مع الأسف الشديد.

إنّ منهج السنة المطهّرة مستمدّة من كتاب الله تعالى ألا وهو القرآن الكريم ومن خلال رسول الله محمد خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم الذي أودع الله في أمته خصائص تقوم بتعدّد النبوات والرسالات والإيمان والتصديق بجميع الأنبياء والرسل، وكذلك الصلاة والسلام عليهم جميعا، وهذا يكمن بقوله تعالى في أواخر سورة البقرة ( لا نفرّق بين أحد من رسله).

فلا بدّ من إتباع محمد وإخوانه الأنبياء والرسل صلى الله عليهم وسلم نستن بسنتهم ونأتمر بأوامرهم جميعا من خلال التواضع والتحابب دون التكبر والتجبّر والاستعلاء على بعضنا البعض ودون العنف والقتل، نسأل الله أن يحسّن خُلُقنا كما حسّن خَلقنا وأن يهدينا جميعا إلى الصراط المستقيم وإلى سبيل الرشاد آمين. .آمين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة