الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 04:01

من التطوع في جيش الاحتلال إلى فرض التجنيد الإجباري/ بقلم: النائب د.باسل غطاس

كل العرب
نُشر: 13/02/14 11:57,  حُتلن: 15:56

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

النائب د.باسل غطاس في مقاله:

مشروع تجنيد المسيحيين سيحول في المستقبل القريب جدا إلى مشروع لفرض الخدمة العسكرية الإلزامية عليهم

هذا هو نهج المؤسسة الصهيونية القديم الذي طالما ذاق شعبنا الأمريين من طغيانه وجبروته ودوسه على أبسط حقوقنا الوطنية

حذرنا منذ البدايات بأن النية الحقيقية للمشروع ليس تشجيع المسيحيين للتطوع في جيش الاحتلال وانما فرض التجنيد الاجباري عليهم وبدء تطبيق مشروع سلخ المسيحيينن عن شعبهم وقوميتهم العربية

ما حدث في أقل من سنة من بدء مشروع تجنيد المسيحيين في جيش الاحتلال الاسرائيلي يشكل مثلا على الطريقة والإصرار والعزم الذي تتعامل به المؤسسة الاسرائيلية مع العرب الفلسطينيين المواطنين في الدولة العبرية. ويمكن القول في المقدمة قبل الخوض في الديباجة أن هذا هو نهج المؤسسة الصهيونية القديم الذي طالما ذاق شعبنا الأمريين من طغيانه وجبروته ودوسه على أبسط حقوقنا الوطنية والانسانية.

مع ذلك الجديد في الموضوع هو نمو قدرات المظلوم والضحية كما وكيفا وازدياد قدرته على المقاومة والصمود من ناحية وازدياد وطأة المخططات الحكومية مع تسخير موارد الدولة ومقدراتها وأجهزتها الأمنية والقضائية والحكومية لصالح تنفيذ مآربها من ناحية أخرى. هذا ما لمسناه في السنوات الأخيرة من مشاريع الخدمة المدنية ومخطط برافر والآن في مشاريع ضرب التمثيل السياسي للعرب من خلال رفع نسبة الحسم وكذلك في مشروع تجنيد المسيحيين الذي سيحول في المستقبل القريب جدا إلى مشروع لفرض الخدمة العسكرية الإلزامية عليهم.

ظاهرة جديدة نمت بقوة في السنوات الأخيرة وهي تحول اليمين الاسرائيلي إلى تأسيس قطاع مؤسسات مدنية تحمل فكر اليمين الإقصائي والإلغائي الصهيوني وتسعى بتمويل خارجي أمريكي في الأساس لتنفيذ أجنداتها. أي لا يكتفي هذا اليمين في أنه في السلطة ويسيطر على مقدرات الحكم وانما يسعى أيضا من خلال استعمال الحيز المدني العام الذي لجأ إليه اليسار الصهيوني منذ السبعينات إلى تحقيق أهاف اليمين بوتائر اسرع وبمثابرة وعزم تميز به المستوطنون. وأصبح هناك فعلا تأثير متزايد لمنظمات مثل إم ترتسو ورغابيم ومرصد الجمعيات غير الحكومية الذي يدب الرعب في صناديق الدعم الانساني مثل فورد وحتى الاتحاد الأوروبي.

موضوع التجنيد
ونعود إلى موضوع التجنيد الذي بدأ بتمويل وتشجيع مؤسسة إم ترتسو اليمينية ودعمها ما سمي فوروم الضباط لتجنيد المسيحيين وبعدها تجنيد كاهن قبل أن يكون عميلا وأداة في يد ام ترتسو والفوروم.

لقد حذرنا منذ البدايات بأن النية الحقيقية للمشروع ليس تشجيع المسيحيين للتطوع في جيش الاحتلال وانما فرض التجنيد الاجباري عليهم وبدء تطبيق مشروع سلخ المسيحيينن عن شعبهم وقوميتهم العربية مثلما فعلت المؤسسة الاسرائيلية الصهيونية مع أبناء الطائفة العربية الدرزية منذ منتصف الخمسينيات. لنراقب ما حدث خلال أقل من عام، تطور الموضوع من صوت خافت لبعض المتجندين وكاهن أرعن لا يتمتع بأي مصداقية اجتماعية أو خصوصية روحية أو دينية إلى موجة متصاعدة تدعمها المؤسسة الحكومية ورئيس الحكومة شخصيا ويتجند الإعلام العبري لصالحها بدون إلتزام بالحد الأدنى من المهنية والمصداقية وينجح بفرض هذا الموضوع على الأجندة العامة ويصبح في صلب اهتمام حتى ممثلي الصحافة العالمية في إسرائيل (وكالة الأنباء الصينية عملت تقريرا عن الموضوع).

تصريح دنون كما نقله موقع والـله الاخباري بأنه يجلب للحكومة قريبا إقتراح قانون بفرض التجنيد الاجباري على المسيحيين بناء على طلب وجهاء ونشيطين من أبناء الطائفة المسيحية هو الفصل الأخير في المؤامرة المشروع وهو ما يؤكد ما قلناه عن حقيقة النوايا الاسرائيلية الصهيونية منذ البداية. الموضوع يتطلب الآن تصعيدا مقابلا في التصدي للمشروع ويلقي على كاهل الحركة الوطنية في الداخل والشعب الفلسطيني بكافة مؤسساته وبكافة أماكن تواجده مسؤولية كبرى في توفير العدة وشحذ كافة وسائل لنضال لإفشال هذا المشروع الصهيوني لضرب صلب الوحدة الوطنية ومحاولة خلق الفتنة الطائفية وتفريق أبناء الشعب الواحد.

حان الوقت لكي تفرض الحركة الوطنية هيبتها من خلال خلق الاجماع الوطني الشامل ونبذ الأصوات الشاذة التي قبلت لعب دور الوسيط الخائن لمصالح شعبه ومجتمعه. هذا هو الوقت للبدء بتحضير المؤتمر الوطني الشامل ضد التجنيد وبخلق قاعدة متينة من مؤسسات وأحزاب وفعاليات شعبية لقبر كافة أنواع التجنيد والتجند ولاستعادة الدور الفاعل للأمة وللشعب في الدفاع عن لحمته الداخلية وعن تنوعه المذهبي والديني والاجتماعي. وأنتظر من الشباب دورا مميزا في التحضير والتجهيز للمؤتمر وفي إطلاق حملات التوعية والتصدي فهذا المشروع لا يقل خطورة عن برافر وعن مشاريع التهويد انه لا يستهدف مصادرة الأرض وتهويد المكان ولكنه يستهف تشويه الروح ومصادرة الارادة والانتماء وسنتصدى له ونفشله كما فعلنا في برافر وأكثر.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة