الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 06:02

شرطة الموز وجريمة تدفيع الثمن/ سعيد بدران

كل العرب
نُشر: 18/04/14 20:59,  حُتلن: 07:56

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

سعيد بدران في مقاله:

من يظن ان شرطة اسرائيل تبذل جهداً للقبض على هؤلاء الجناة فهو مخطىء

بات واضحاً للجميع تقصير الشرطة من حيث التعامل مع القضايا المختلفة التي تخص المجتمع العربي وخاصة حوادث "تدفيع الثمن" وعشرات ملفات القتل الكثيرة التي ما زالت معلقة ضد مجهول 


جريمة جديدة اخرى تقوم بها عصابة منظمة من الحيوانات البشرية وتعتدي كخفافيش الليل وتحت جنح الظلام على مسجد اخر في بلدة عربية اخرى، وكالمعتاد تتوافد الشخصيات للشجب ، وتتزين وسائل الاعلام ببيانات الاستنكار الرنانة، وكالمعتاد "تهرع" شرطة اسرائيل الى المكان للتحقيق بملابسات القضية، وكما تعودنا تُسجل الحادثة ضد "مجهول". وبعد مضي بضع ساعات فقط نعود لممارسة حياتنا كالمعتاد وكأن ما حدث قد اصبح امراً عادياً يرافق ويميز حياتنا اليومية كمواطنين عرب في هذه البلاد.

ولكن..من يظن ان شرطة اسرائيل تبذل جهداً للقبض على هؤلاء الجناة فهو مخطىء...!! والمواطن وفي كل مكان بالعالم يريد شرطة تعمل على حماية ممتلكاته وتوفير الامن والامان له، وليس شرطة تختص بتحرير مخالفات السير وتجنيد المخبرين للمحافظة على امن الدولة. وقد بات واضحاً للجميع تقصير الشرطة من حيث التعامل مع القضايا المختلفة التي تخص المجتمع العربي، وخاصة حوادث "تدفيع الثمن" وعشرات ملفات القتل الكثيرة التي ما زالت معلقة ضد مجهول، وهذا التقصير يدل على الاستهتار بكرامة المواطن العربي وحقه بالعيش بسلامة وأمان اذ لا يعقل ان تتمكن هذه الاجهزة الامنية من تحقيق اهدافها في كل مكان وحتى خلف البحار، ولكنها تتحول الى اجهزة من الموز عند علاجها القضايا التي تخص المواطنين العرب.

وهذا التقصير يضاعف يوماً بعد يوم الشعور بعدم الثقة وعدم احترام الشرطة وحتى ان المواطن العربي لا يتردد بتوجيه اصابع الاتهام للاجهزة الامنية وخاصة الشرطة بانها تعرف وتعلم علم اليقين هوية الجناة في حوادث تدفيع الثمن وغيرها ولكنها تتستر عليهم لحاجة في نفس يعقوب.

ومن هنا وازاء تقاعس وتخاذل وتقصير شرطة اسرائيل يتوجب علينا الاهتمام بامننا وتشكيل فرق حراسة محلية على نهج فرقة الحراسة المحلية التي عملت على سبيل المثال في بلدة كفر قاسم في العقد الاخير من القرن الماضي، وتسهر هذه الفرق على حماية المساجد ليلاً، ولا ضير ان تعمل هذه الفرق تطوعاً وان لم نجد المتطوعين فيجب تمويل عملها من قبل السلطات المحلية والاحزاب العربية وجهات اخرى . وفي المقابل علينا التوجه بشكل فعلي ورسمي ومطالبة حكومة اسرائيل ووزارة الامن الداخلي بشكل خاص بتخصيص الميزانيات الضرورية لهذا الغرض، واتاحة المجال لاستغلال ميزانيات برنامج برنامج "مدينة بلا عنف" الذي ينشط في معظم البلدات العربية لتمويل حراسة المساجد ووقف العنف ضدها.

لقد آن الاوان لنشمر عن سواعدنا ونعتمد على تكاتفنا وتوفير الأمن والأمان لبيوتنا واولادنا والعمل بشكل فعلي لصد هذه الاعتداءات المتكررة، ورسالتنا لهذه العصابات القذرة ولمن يقف ورائها انها لن تخيفنا ولن ترعبنا فواقعنا اليوم يختلف عن واقع اهلنا في عام النكبة، وان كانت هذه وسيلتهم لترحيلنا فخسئوا وخسئت وسائلهم فنحن باقون هنا ولن نرحل..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة