الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 19:02

باب الحارة وموروث شعبنا الضائع في غياهب الحروب وشتات الشباب/ بقلم: نمر سليمان

كل العرب
نُشر: 02/07/14 16:15,  حُتلن: 16:45

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

نمر سليمان في مقاله:

خلال مشاهدتي لمسلسل باب الحارة على مر اجزائه دائما ما كنت اذكر كلام اجدادي ووصفهم لحياة هنيئة وبسيطة فقد كنت اربط المشاهد ببعض القصص المحكية التي لم استطع تخيلها لمرور زمن كبير لم أكن حينها بينهم

برأيي الشخصي بعيدا عن الأحداث العينية في المسلسل هنالك قيم وأخلاق ومبادئ تستطيع التصدي لأي محاولة هدم لشعوبنا العربية

قد لا يكون الدفاع عن الوطن بالسلاح اجدى من دفاعنا عن اخلاقنا وموروثاتنا ومحاولة حفظ ما تبقى منها لنعلم اجيالا جديدة قيما وجب علينا تعليمها وفقا للديانات والتاريخ والفطرة

يطل علينا مسلسل باب الحارة في جزئه السادس في شهر رمضان المبارك من جديد، وما لا شك فيه تطرقه بشكل أو بآخر لمقولة "السوري لا يقتل السوري" وملامسته لواقع سوريا ومجريات احداث البلد الدامي الذي يتربع على عرش المرتبة الاولى بجز الأعناق.

ولكن منذ أن بثت الحلقة الأولى إتهم المسلسل بالسخافة، وأنه مضيعة للوقت وأن لا هدف يختبئ حول إعادة انتاجه وبثه من جديد. ولي رأي في هذا، قد لا تكون توجهاتنا السياسية واحدة وإختلاف تفكيرنا وآرائنا يجعل للقضية عدة تحليلات، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، ولذلك فقد ننظر لأمور اخرى يتم التشديد عليها في المسلسل، كطيبة وسذاجة سكان حارة الضبع والشام بإشارة للشعب العربي اكمله في زمان جميل. نرى التفاف الناس حول بعضها البعض، ونرى الشدة والحزم، والعفو حتى دون المقدرة، ونرى الكبير كبير الكلمة والفعل، وكرم الضيافة، وتصرفات اخرى تضفي رونقا جميلا في مجتمع تسوده الالفة والاحترام.

وخلال مشاهدتي لمسلسل باب الحارة على مر اجزائه دائما ما كنت اذكر كلام اجدادي ووصفهم لحياة هنيئة وبسيطة فقد كنت اربط المشاهد ببعض القصص المحكية التي لم استطع تخيلها لمرور زمن كبير لم أكن حينها بينهم.
وبنظرة لتصميم الحارة، نرى فيها بيوتا كبيرة وجميلة بحيث أن تصميمها يجبر ساكنيها على الاجتماع دائما حول سفرة واحدة ونرى الالفة والأخوة في اسمى معانيها. وفي سوق الحارة ساحة تحيطها ابواب الدكاكين فيها نسمع رمي السلام من المارة الى المارة وتحيةَ للكبير، ومعونة الفقير، وحب الأرض وزرع الخير لينبت خيراً. وبسط جناح الذل من الرحمة للآباء والأمهات، الامر الذي نفتقده في ايامنا هذه.
وبرأيي الشخصي، بعيدا عن الأحداث العينية في المسلسل، ومحاولة تفتيت ترابط ووحدة الشعب العربي بكل السبل، هنالك قيم، اخلاق ومبادئ تستطيع التصدي لأي محاولة هدم لشعوبنا العربية، قد لا يكون الدفاع عن الوطن بالسلاح اجدى من دفاعنا عن اخلاقنا وموروثاتنا ومحاولة حفظ ما تبقى منها لنعلم اجيالا جديدة قيما وجب علينا تعليمها وفقا للديانات والتاريخ والفطرة.
لذلك أرى أن سخف الأحداث بنظر البعض ما هو الا سذاجة ذلك الشعب في زمن كانت الرجولة والكرامة ليست بأمر مستحيل. وارى أن لباب الحارة شق ايجابي بإعادة النظر في احياء بعض المشاعر النبيلة التي انعدمت منذ زمن بعيد.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة