الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 18:02

رمضان بين صوم البطون وصوم الجوارح/ بقلم: سعيد فالح بكارنة

كل العرب
نُشر: 08/07/14 09:32

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 
تعيش الأمة الإسلامية في هذه الأيام في ظلال شهر رمضان المبارك هذا الشهر الكريم الذي ينتظره المؤمنون ويحتفي به المتقون.
مـــرحـبــا أهلا وسهلا بالـصيام يـا حبـــيــبـــاً زارنا في كـــــــــل عــــــــــــام
قد لقيناك بحب مفعم كل حب في سوى المولى حرام
فــــاغـــفــر اللهــم ربي ذنـبـنـا ثم زدنا من عطــــــــايـاك الجـــــــــــســـــــــام
لا تعاقبنا فقد عاقبنا قلق أسهرنا جنح الظلام
وقد فرض الله تعالى على المسلمين صيام هذا الشهر العظيم الذي نزل فيه القرآن الكريم على خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى-: " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ( سورة البقرة آية 184 )
وقال تعالى : " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فمن شهد منكم الشهر فليصمه " ( سورة البقرة آية 185 ( .
وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدَّم من ذنبه "
والصيام في الشرع هو الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية .
أما معنى الصيام والحكمة منه فيتعدى التعريف الفقهي، ولا يقتصر على الامتناع عن الطَّعام والشَّراب، وإنَّما هو -أيضًا- الامتناع عن كل ما حرَّم الله –سبحانه- من المعاصي والمنكرات، والمداومة على الطَّاعات، كي يحققوا معنى التقوى من خلال قوله تعالى : " لعلكم تتقون " ..
وقد قسم الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى الصوم إلى ثلاث مراتب : صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص.
صوم العموم : هو كف البطن والفرج عن الشهوات. وصوم الخصوص فهو كف السمع والبصر وسائر الجوارح عن المعاصي والآثام والمحرمات.
وصوم خصوص الخصوص فهو أرقى وأعلى مرتبة وهو كف القلب عما سوى الله سبحانه وتعالى .

وكي يكون ثواب الصيام كاملا فلا بد - مع الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات- من صيام الجوارح كالعين والأذن واللسان وغيرها ، ولا بد كذلك من الامتناع عن المعاصي بأنواعها المختلفة .

الصومُ جُنَّـةُ صائـمٍ مـن مَأْثَمٍ ***يَنْـهى عن الفحشـاء والأوشابِ
الصـومُ تصفيـدُ الغرائزِ جملةً *** وتـحـررٌ من رِبْـقـةٍ بـرقابِ
ما صامَ مَنْ لم يَرْعَ حـقَّ مجاورٍ *** وأُخُـوَّةٍ وقـرابـةٍ وصـحـابِ
ما صـامَ مَنْ أكَلَ اللحومَ بِغيـبَةٍ *** أو قـالَ شـراً أو سَعَى لخـرابِ
ما صـامَ مَـنْ أدّى شهادةَ كاذبٍ *** وأَخَـلَّ بـالأَخــلاقِ والآ د ابِ

ولابد للصائم أن تصوم كذلك جوارحه :فاللسان، يصوم عما حرم الله تعالى من الكذب والغيبة والنميمة والسب والفحش والزور واللعن والسخرية والاستهزاء.
وصوم العين يكون غضها عن الحرام وإغماضها عن الفحشاء. وصوم الأنف، يكون بأن لا يشتم به ما حرم الله من المخدر وغيره.
وصوم الرأس يكون بألا يُطأطأ لغير الله ولا يسجد به إلا له. وألا يرفع كِبْراً وتعالياً على الناس.
وصوم الأذن يكون بأن لا نستمع بها إلى محرم؛ كغيبة ونميمة.
وصوم البطن يكون بألا ندخل إليه حراماً.
واليد تصوم عما حرم الله تعالى عليها من السرقة ومن الظلم والعدوان ، فلا يعتدي بها على حق أحد. وصوم الرجل يكون بألا يُسعى بها إلى معصية الله تعالى
قال النبي صلى الله عليه و سلم : " من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه "، أي من لم يترك قول الكذب والعمل به فلا فائدة من صيامه.

وقال عليه الصلاة والسلام :"الصيام جنة،فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب،فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم".
قال بعض السلف : أهون الصيام ترك الشراب و الطعام،و قال الصحابي الجليل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- :" إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و لسانك عن الكذب و المحارم و دع أذى الجار و ليكن عليك وقار و سكينة يوم صومك و لا تجعل يوم صومك و يوم فطرك سواء".

الناصرة

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة