الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 03:02

التكبر على الناس/ بقلم: فؤاد أبو سرية

كل العرب
نُشر: 23/08/14 13:41,  حُتلن: 13:58

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

فؤاد أبو سرية :

قد ينشئ التكبر من بواعت العداء أو الحسب أو المباهاة والشعور بالضعف داخليًا ومحاولة تعويض هذا النقص والضعف الذي يشعر به شعور المرء بأن غيره لا يثق في قدراته

ليس مستحيلًا أن يتخلص الانسان من هذه الصفة السيئة لكن ذلك صعب لأننا كما نقول دائمًا فإنَّ أول خطوة في طريق التغيير هو الإدراك أي بمعنى أن يدرك الشخص عيبه وأن يعترف أنه متكبر وأن تكبره زائد عن الحد 

التكبر من الأمراض النفسية وداء كبير في مجتمعنا وصفة في الانسان يعتقد فيها أنه أفضل من غيره لأسباب مختلفة كالمال أو العلم أو الجمال والمنصب والجاه وغيرها فينظر للآخرين نظرة دونيه ويطالبهم بالتصرف معه على أساس أنه المتفوق وأنه لا مثيل له تجد هذا الشخص يتحدث عن نفسه كثيرًا وتكثر عنده كلمه أنا في حديثه تجده دومًا يتكلم عن انجازاته وعن عبقريته وذكاءه وعلمه وتفوقه وقدراته الذاتيه وربما تكلم عنها طوال الوقت دون أن يصمت، يهوي مقارنة نفسه بالآخرين واثبات أنه الأفضل دومًا والحط من قذر الآخرين وتحقيرهم والتقليل من شأنهم بشتى الطرق والوسائل، ويمكن التعرف بسهولة للشخص الذي يحمل هذه الصفة من خلال شكله وكلامه وطريقة تعامله مع الاخرين وحتى من خلال مشيته ونظرته وهو النوع الذي يظل يفخر بنفسه وبنسبه وعمله وبأقواله وأفعاله حتى وإن لم يكن ناجحًا في عمله فأنه يحاول إبهار الآخرين، وان ابتسمت في وجه أحدهم من باب الصدفة والأجر وحسن المعاملة تجده إزداد تعاليًا وغرورًا وماذا إذا أردت من هذا الشخص خدمة أو حاجة أو وقفت عند باب مكتبه لإنهاء معاملة تجده يعامل الناس كأنهم عبيده وهو الملك يصرخ على هذا ويطرد هذا ويشتم هذا ويهدد ويتوعد هذا وذاك فتجد نفسك تتساءل ابن من هذا الشخص وما انجازاته العظيمة للبشرية، فتبحث عن اسمه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية أو تبحث في سجل عظماء التاريخ الذين غيَّروا بعبقريتهم وفكرة تاريخ الحياة وصنعوا أمجاد الماضي والحاضر ولكن للأسف لا تجد اسمه مع أي ممن ذكرته وتزداد حيرة عن سبب الغرور والتكبر على خلق الله وهو واحد منهم وليس أفضل منهم، وأخيرًا تكتشف أن هذا الشخص مُصاب بمرض التكبر والغرور وهو مرض مؤلم جدًا وصاحبه بحاجة إلى العلاج والدعاء بأن يمن الله عليه تلك الايات القرآنية الكريمة قال الله تعالى ((ولا تصغر خدك للناس ولا تمشِ في الأرضِ مرحًا إنَّ الله لا يحب كل مختال فخور)) سورة لقمان، وتوعد الله المتكبرين بالعذاب الشديد فقال ((سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرضِ بغير حق)) سورة الأعراف، فالتكبر صفات يصنفها علماء النفس ضمن الإعاقات الفكرية التي تعيق الانسان عن التقدم وتجعله حبيس أفكار محدودة تتمحور كلها على ذاته ونفسه ويعتقد إنما وصل إليه كافٍ لإبهار العالم المحيط به كما تجد أن الشخص المتكبر علاقته الاجتماعية قليل فهو يحظى بإعجاب الاخرين في البداية لكنه سرعان ما يفقد شعبيته بسبب شخصيته وطباعِهِ التي لا تطاق كما أنه لا يحب الارتباط بالأشخاص الناجحين أو من يعتقد أنهم أفضل منه وبما أن الشخص المتكبر يحب نفسه أكثر من المعتاد فإنك تجده يحب كثيرًا صوره ويحب النظر إليها ونشرها أمام الآخرين ومشاركتها معهم وإرسالها للجميع، كما أنه ينفق الكثير من المال من أجل الاحتفاظ بمظهر لائق وملفت للنظر سواء الملابس ذات الماركات المعروفة أو الشعر وأحدث التسريحات وحتى هاتفه المحمول وسيارته فيجب أن تكون دائمًا على آخر طراز وتحمل أرقام مميزة.

أسباب التكبر:
قد ينشئ التكبر من بواعت العداء أو الحسب أو المباهاة والشعور بالضعف داخليًا ومحاولة تعويض هذا النقص والضعف الذي يشعر به شعور المرء بأن غيره لا يثق في قدراته ورفض هذا الشخص مُصاب بالعقده أن يكون غيره أفضل منه فيحاول بأي طريقه أن يبين العكس فتطور هذه المحاولة منه والتعويض لجانب النقص منه إلى مشكله نفسيه وصفه سيئة منبوذة من المجتمع.

كيف نتخلص من التكبر؟
ليس مستحيلًا أن يتخلص الانسان من هذه الصفة السيئة لكن ذلك صعب لأننا كما نقول دائمًا فإنَّ أول خطوة في طريق التغيير هو الإدراك أي بمعنى أن يدرك الشخص عيبه وأن يعترف أنه متكبر وأن تكبره زائد عن الحد وهذا أمر صعب للغاية لذلك يبقى العمل الأهم هو على الأشخاص المحيطين به لأنهم الحل الوحيد الذي قد يساعد على التخلص من تكبره وذلك بالنصيحة لأنها أنجع الطرق من أجل مساعدته على إدراك عيوبه ثم التوقف من معاملته على أنه شخص عظيم بل معاملته مثل أي شخص عادي حتى يدرك في نفسه أن تكبره سيجعله يخسر علاقته بالأشخاص المحيطين به بل وقد يزيد من عدد أعداءه في المستقبل، فليحرص كل منا أن يكون متواضعًا في معاملته للناس ولا يتكبر على أحد مهما بلغ منصبه أو ماله أو جاهه فإن التواضع من أخلاق الكرام والكبر من أخلاق اللئام، وأخيرًا أن يعرف المتكبر واقعه وما يتصف به من ألوان الضعف والعجز وأن يتذكر مئاثرالتواضع ومحاسنه ومساوئ التكبر واثامه وأن يروض نفسه على التواضع والتخلق بأخلاق المتواضعين لتخفيف حدة التكبر في نفسه ويعلم أنه مبغوض عند الناس كما أنه مبغوض عند الله تعالى.

 يافة الناصرة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة