الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 04:01

ليدي- النقرص: داء الأغنياء أو داء الملوك/ د. جبور يوسف عوادية

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 11/09/14 13:13,  حُتلن: 20:09

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

د. جبور يوسف عوادية:

الهدف الرئيسي للعلاج هو تهدئة أعراض النوبات الحادة

 إرتفاع حمض البول في الدم هو السبب الأساسي للإصابة بالنِقْرس

أكثر أعراض النقرص شيوعاً هو تكرار الإصابة بمفصل الإصبع الكبير للقدم

 يمكن تشخيص وعلاج النِقْرس بدون الحاجة لمزيد من الفحوصات إذا كان المريض مصاب بفرط حمض البول في الدم ونِقْرس إبهام القدم

النِقْرس (بالإنجليزية يسمىGout) ويُعرف أيضاً تاريخياً بـ "داء الملوك" أو "مرض الأغنياء ". فـنِقْرس إبهام القدم هو عندما يصيب الأصبع الكبير للقدم ويعد المفصل المشطي السلامي في قاعدة الإصبع الكبير للقدم أكثر الأماكن إصابة. يرجع سبب الإصابة إلى ارتفاع مستوى حمض البول (Uric acid)  في الدم حيث يتبلور وتترسب بلوراته في المفاصل والأوتار والأنسجة المحيطة. يتم تأكيد التشخيص السريري من خلال رؤية تلك بلورات اليورات في السائل المفصلي. إن العلاج بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) أوالستيرويدات أو الكولشيسين يمكنه تحسين الأعراض.  هذا، وتنخفض مستويات حمض البول بعد زوال النوبة الحادة عن طريق تغيير نمط الحياة، أما مع الحالات التي تصاب بنوبات متكررة فتوفر ألوبيورينول وقاية طويلة الأجل. كما وزادت معدلات الإصابة بالنِقْرس خلال العقود الأخيرة, ويُعتقد أن هذه الزيادة ترجع إلى ارتفاع عوامل الخطورة بين السكان، مثل المتلازمة الأيضية (Metabolic syndrome) و زيادة المتوسط المتوقع للأعمار وتغيير النظام الغذائي (الحمية).


د. جبور يوسف عوادية


ليدي: ما هي أسبابه؟
د. جبور :
1) يُعد إرتفاع حمض البول في الدم هو السبب الأساسي للإصابة بالنِقْرس. وهو يحدث نتيجةً لعدة أسباب، تتضمن النظام الغذائي أو الاستعداد الوراثي أو نقص إفراغ اليوُرات من الجسم، وهي أملاح حمض البول. يُعد نقص الإفراغ الكلوي لحمض البول السبب الرئيسي للإصابة بفرط حمض البول في الدم، وذلك في ما يقرب من 90% من الحالات. يتعرض 10% من الأشخاص المصابين بفرط حمض البول في الدم للإصابة بالنِقْرس في مرحلة ما من حياته. ومع ذلك تتفاوت احتمالات الإصابة وفقاً لمستوى فرط حمض البول في الدم.

2) تُعد الأسباب المتعلقة بالنظام الغذائي مسؤولة عن 12% من حالات الإصابة بالنِقْرس وترتبط الإصابة بعلاقة وطيدة مع تناول الكحوليات والمشروبات المحلاة واللحوم والأطعمة البحرية .

3) تُعزى الإصابة بالنِقْرس جزئياً إلى العوامل الوراثية التي تساهم في 60% من التنوع في مستوى حمض البول. ويمكن لهذه التنوعات الجينية أن تضاعف من إمكانية الإصابة. هناك أيضاً عدة أمراض وراثية نادرة يرتبط وجودها بمرض النِقْرس.

4) غالباً ما تحدث الإصابة بالنِقْرس بالاشتراك مع مجموعة من المشاكل الصحية. ونجد أن 75% من حالات الإصابة بالنِقْرس تصاحبها المتلازمة الأيضية والسمنة في منطقة البطن وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الإنسولين ومستويات غير طبيعية من الدهون. ومن الحالات الصحية الأخرى التي تتفاقم مع الإصابة بالنِقْرس : كثرة كريات الدم الحمر والتسمم بالرصاص والفشل الكلوي وفقر الدم الإنحلالي والصدفية وزرع الأعضاء الصلبة. كما أن مؤشر كتلة الجسم (BMI) إذا كان مساوياً أو أكبر من 35 زاد احتمال إصابة الذكور بالنِقْرس بثلاثة أضعاف.

5) يرتبط تناول بعض الأدوية المدرة للبول بالتعرض لهجمات النِقْرس.


ليدي: ما هي الأعراض والعلامات السريرية؟

د. جبور : تظهر الإصابة بالنِقْرس في عدة أشكال، وإن كان أكثرها شيوعاً هو تكرار الإصابة بمفصل الإصبع الكبير للقدم. إلتهاب المفاصل يتصف بالإحمرار والمضض وارتفاع الحرارة والتورم . ويمكن أيضاً أن تصاب بعض المفاصل الأخرى، مثل مفاصل الكعب والركبة والمعصم والأصابع. ونادراً ما تظهر أعراض أخرى مصاحبة للشعور بالألم، منها التعب والحمى الشديدة. يمكن أن يؤدي استمرار الارتفاع في مستويات حمض البول لمدة طويلة، إلى ظهور أعراض أخرى، منها ترسبات صلبة غير مؤلمة من بلورات حمض البول، تُعرف بالتُوَف. يمكن أن يؤدي انتشار التُوَف إلى الإصابة بـالتهاب المفاصل نتيجةً لتآكل العظام. كما يمكن أن تتسبب المستويات المرتفعة من حمض البول إلى ترسب البلورات بـالكلى مما يؤدي إلى تكوين حصوات وما يترتب عليها من الاعتلال الكلوي اليوراتي.


ليدي: هل التصوير الشعاعي يظهر المرض؟

د. جبور : يمكن تشخيص وعلاج النِقْرس بدون الحاجة لمزيد من الفحوصات إذا كان المريض مصاب بفرط حمض البول في الدم ونِقْرس إبهام القدم. وينبغي إجراء تحليل السائل الزليلي (السائل الذي يكون داخل المفصل) إذا لم يكن التشخيص مؤكداً. ورغم الفائدة العائدة من استخدام الأشعة السينية للتعرف على الإصابة المزمنة بالنِقْرس، إلا أنها قليلة النفع في الإصابات الحادة. فيعتمد التشخيص النهائي لمرض النِقْرس على إثبات وجود بلورات اليورات في السائل الزليلي .وينبغي فحص عينات السائل الزليلي التي يتم الحصول عليها من المفاصل الملتهبة التي لم يتم تشخيص حالتها بعد، وذلك للتأكد من وجود هذه البلورات. يصعب إجراء هذا الفحص، ويتطلب الأمر مشرفاً حاصلاً على تدريب جيد. كما يجب فحص السائل دون تأخير بعد الشفط، حيث تؤثر درجة الحرارة ودرجة الحموضة على قابلية البلورات على الذوبان.

ليدي: ما هو العلاج؟

د. جبور: إن الهدف الرئيسي للعلاج هو تهدئة أعراض النوبات الحادة. يمكن الوقاية من النوبات المتكررة بواسطة العديد من العقاقير التي تستخدم لخفض مستويات حمض البول المصلي. كما أن استخدام كمادات الثلج لمدة 20 إلى 30 دقيقة عدة مرات يومياً يعمل على تخفيف الألم. تتضمن الخيارات العلاجية للنوبات الحادة العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) والكولشيسين (Colchicine) والستيرويدات، في حين تشمل الخيارات العلاجية الوقائية الألوبيورينول والبروبينسيد. يمكن لخفض مستويات حمض البول أن يشفي المرض. كما يُعد علاج الأمراض المصاحبة أمراً هاماً أيضاً.

مقالات متعلقة