الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 16:01

قَّدها وقدُودها/ بقلم: د.شكري الهزَّيل

كل العرب
نُشر: 13/01/15 19:35,  حُتلن: 07:28

د.شكري الهزَّيل في مقاله:

لن نؤيد ولن ندين " داعش" لان هذا التنظيم نشأ وترعرع في رحم الاحتلال الامريكي والطائفي البغيض للعراق

ما هو حاصل الان ان امريكا والغرب وعرب الرده يستعملون بعبع "داعش" من اجل شن حروبات جديدة

ما علاقة إهانة الاديان والأمم بحرية التعبير؟؟.. الجواب بسيط: كل صحفي او صحيفة غربية تريد الشهرة السريعة او تريد انقاذ نفسها من الافلاس كحال صحيفة" "شارلي إيبدو" تقوم بنشر رسومات مسيئة للإسلام 

ندين اي جريمة ترتكب بحق اي انسان كان بغض النظر عن دينه وعرقه لكننا ندين في الوقت نفسه الصحافة الغربية غير المسؤولة وندين عملية إهانة مليار واكثر من المسلمين بحجة "حرية التعبير".. حرية القدح والتجريح!!

قَّدها وقدُودها: لسنا بحاجه لشهادة حسن سلوك من الغرب الامبريالي؟!

ليست هكذا تُعالج الامور ولا بهذه الطريقه تُحل الاشكاليات والمشاكل العالقة بيننا وبين الغرب الامبريالي الذي ما زال يمارس الامبريالية والاستكبار بصلف ضد الامتين العربية والاسلامية، فنحن لسنا عشاق سفك دماء ولا مجرمون ولا قتلة ولا ارهابيون بالفطرة حتى يكيل لنا احدا ما سيل من الاتهامات ويشكك في ديننا وقوميتنا وقيمنا من منطلق فَّوقية دينه وعرقه وقٍيَّمه مقابل دونية وتخلف قيَّم الآخرين وهؤلاء الآخرون ليس احدا آخر سوى انهم حقا وحقيقة ضحايا سياسة هذا الغرب الامبريالي والصهيوني الذي " يقتل القتيل ويسير في جنازته".

نحن في المشرق والمغرب العربي لم نحتل واشنطن ولا باريس ولا برلين ولم نزرع الكيان الغاصب في فلسطين ولم نغزوا احدا ولم نشرد شعوبا كامله وندمر دول كاملة ولم نقتل الملايين ولم ندمر دول ولم نصنع حروب طائفية ولم نصنع الارهاب ونصدره الى اوروبا وأمريكا فالعكس هو الصحيح فنحن والحمدلله نحترم حقوق الانسان وحقوق الحيوان، وحقوق كل كائن حي يدب على هذه الكرة الارضية ونصبوا دوما الى العيش الكريم والانساني في اوطاننا الذي استباحها الغرب الامبريالي والكيان الصهيوني وعاث فيها دمارا و خرابا من جزائر المليون شهيد ومرورا بفلسطين السليبة وحتى العراق اللتي دمرته امريكا على راس اهله وشردت شعبه وبذرت بذرة الطائفية البغيضة التي اجتاحت وتجتاح في هذه الاوان العالم العربي وعلى رأسه بلاد الشام وبلاد الرافدين!!


نحن هنا لن نؤيد ولن ندين " داعش" لان هذا التنظيم نشأ وترعرع في رحم الاحتلال الامريكي والطائفي البغيض للعراق وما هو حاصل الان ان امريكا والغرب وعرب الرده يستعملون بعبع "داعش" من اجل شن حروبات جديدة وزرع مزيد من الخراب في البلاد العربية فيما يتمتع مجرمو الحرب الحقيقيون من امثال بوش وبلير بكامل الحرية رغم مسؤوليتهم المباشرة عن صناعة الحروب والارهاب في المشرق والمغرب العربي بالذات... لا يجب ان نتذلق ونتملق وتاخذنا الة الدعاية الاعلامية العاطفية بعيدا عن الحقيقة وندين ذاتنا بدلا من إدانة الغرب الامبريالي...

ما جرى في باريس اسموه وادينوه كما تشاءوا لكنه في المحصلة ردة فعل على مستهتر غاشم غزا ويغزو البلاد العربية ودمرها ويدمرها ومن ثم يهين مليار مسلم بحجة "حرية التعبير" وسواء كان " داعش" او لم يكون فهل كان تنظيم "داعش" موجود عندما قتل الفرنسيون مليون جزائري؟ وهل كان داعش موجود حينما اغتصبت فلسطين وشرد شعبها؟ وهل كان داعش موجود عندما غزت امريكا العراق عام 2003 ودمرته ارضا وشعبا؟ وهل كان داعش اصلا موجود عندما اساءت صحيفة دنماركية للرسول محمد صلعم عام 2005؟..

غيض من فيض هذا ما نذكره هنا من تساؤلات تجعلنا نتساءل عن سر التضامن المليوني مع بضع ضحايا فرنسيين فيما لم يحرك احدا ساكنا عندما قتل وشرد بوش ملايين العراقيين وقتل وجرح نتانياهو الاف الفلسطينيين الذي لم يجف دمهم بعد في حين يتصدر فيه نتانياهو مسيرة باريس المليونية ضد "الارهاب"... ارهابي عن ارهابي يفرق ودم عن دم يفرق وانسان عن انسان يفرق.. هكذا هي الرسالة التي وصلتنا ولم تغير في الواقع اي شيء ولذلك نقول: انتم يا كُتاب وكاتبات المشرق والمغرب العربي المحترمون والمحترمات...عالجوا الامور بدون تذلق وتملق وطلب شهادة حسن سلوك من الغرب الامبريالي والصهيوني...هٌم وليس نحن المسؤولون عن كل ما هو حاصل.. المعيب ان يقف عباس وملك الاردن بجانب المجرم نتانياهو في مسيرة باريس والاكثر عيبا وعجبا ان تعيد الصحيفة الفرنسية نفسها مجددا نشر رسومات مسيئة للرسول صلعم.؟..هم قاصدون مع سبق الاصرار على بقاء حالة العداء لا بل هم صانعوها؟؟؟

النقاش يبدأ مع الاخر من قاعدة الإعتراف بالخطأ وليست الإستمرار فيه....مسيرة باريس11.1.015 كانت حاشدة وضخمة لكنها مليئة بالتناقضات والتذلق والتملق والكذب والنفاق وكثير من الذين شاركوا فيها من رؤساء حكومات ورؤساء دول اما ارهابيون او صانعون للارهاب بهذا الشـكل او ذاك.. المسيرة سجلت تاريخًا لفرنسا وحلفائها ولم ولن تسجل اي تغيير في مسار حل المشاكل في هذا الكون لان تعريف "الارهاب" نختلف عليه نحن العرب جذريا مع الغرب وامريكا.. لا يجوز ان نسمي ارهابهم "حرب من اجل الحرية" ونضالنا المشروع كشعوب "ارهاب" موجة ضد الحرية والانسانية والسؤال المطروح: ما علاقة إهانة الاديان والأمم بحرية التعبير؟؟.. الجواب بسيط: كل صحفي او صحيفة غربية تريد الشهرة السريعة او تريد انقاذ نفسها من الافلاس كحال صحيفة" "شارلي إيبدو" تقوم بنشر رسومات مسيئة للإسلام ومن ثم يتبكبكون على شدة ردة الفعل بذريعة "حرية التعبير"!.. نحن لا نؤيد قتل اي انسان او الاعتداء عليه بسبب ارائه او لاي سبب اخر لكننا نتساءل عن مسؤولية الانسان عن ما يصدر عنه من مسلكيات او تصريحات؟ ولذلك نقول: نحن ندين اي جريمة ترتكب بحق اي انسان كان بغض النظر عن دينه وعرقه لكننا ندين في الوقت نفسه الصحافة الغربية غير المسؤولة وندين عملية إهانة مليار واكثر من المسلمين بحجة "حرية التعبير".. حرية القدح والتجريح!!

اتركونا من هذه اللعبة الساذجة والسمجة ولعبة الكيل بمكيالين وحشد الملايين على باطل يراد به حقا، نحن نحترم كل الاديان السماوية لا بل ان بلادنا مصدر هذه الاديان وانبياؤها عليهم السلام بما فيهم المسيح عليه السلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم ونحن نحترم ايضا حقوق الانسان اينما كان وتواجد والمطلوب هو ان يلجم الغرب اعلامه ورعاياه ويعلمهم احترام الاديان من جهة وان يتوقف عن صناعة الارهاب في العالم وتحميل المسؤولية للأخرون من جهة اخرى وبالتالي قول على قول يلزمنا بالقول اننا قَّدها وقدُودها كما يقولون في البادية حول واجب وقدرة الانسان على تحمل المسؤولية عن حدث او خطا ما لكن في المقابل ما زال الغرب بعيدا عن هذا ويضلل شعوبة يوميا في الاعلام حول المسؤولية عن " الارهاب".. هم قاصدون مع سبق الاصرار على بقاء حالة العداء لابل هم صانعيها؟؟.. النقاش يبدا مع الاخر من قاعدة الاعتراف بالخطأ وليست الاستمرار في مساره....مسيرة الخطأ الغربي طويلة جدا..!!

مسيرة باريس
كشفت مسيرة باريس عن وجوه كثيره للقُصور الاخلاقي الغربي والعربي على راسها ان معظم من تقدم الصفوف في هذه المسيرة كانوا من صناع الأرهاب ومجرمو حرب والحديث لا يدور عن نتانياهو وجرائمه في غزة فقط لابل يدور عن جرائم حرب وجرائم بحق الانسانية ترتكبها امريكا وفرنسا وبريطانيا وحلفاءها في هذه الاوان وقبله بواسطة الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار التي قتلت الاف من الابرياء في اليمن والعراق وسوريا وافغانستان والصومال... الامر المخزي هو ان محمود عباس رئيس سلطة اوسلو لم يقود ولو مظاهرة واحدة في رام الله ضد جرائم الحرب التي ارتكبت في قطاع غزة وما زالت تُرتكب في فلسطين، لكنه يظهر مع نتانياهو متقدما الصفوف في باريس...هذا هو العربي او على هذه الشاكله التي تتمناه امريكا وفرنسا وتعتبره صديق؟!

منذ امد والاعلام الغربي يروج لضرورة محاربة ما يسموه ب "الارهاب" في دول المنبت عبر الضربات الوقائية وغيرها بمعنى قصف كل موقع مشتبه في اي بلد عربي او مسلم دون حسيب ورقيب وكثيرا ما ترتكب الطائرات الغربية مجازر بشعة بحق المدنين العزل الى حد ان الطائرات بدون طيار قصفت حفلات اعراس في افغانستان واليمن على اساس انها "مواقع ارهابية" وقتلت وجرحت العشرات من الابرياء والانكى من هذا ان الغرب يرشي الحكومات العميلة حتى تتستر على هذه الجرائم وتحول دون وصولها للإعلام... الغرب اراد محاربة ما اسماه بالارهاب الاسلامي في عقر بيته حتى لا يصل الى امريكا واوروبا وتناسى حقيقة انه صانع الارهاب وصانع الغضب الذي وصل الى نيويورك ولندن و مدريد وامستردام وسيدني و اخيرا وليس اخر.. باريس؟!!

محصلة القول: الارهاب مرفوض شكلا وقالبا لكن على ان يكون بنفس التعريف والمعايير والمكاييل في كل العالم وعندما نقارن ما سمي بالارهاب الاسلامي فهو نكشة سن امام الارهاب الغربي والامريكي المدجج بشتى واعتى اشكال الاسلحة المدمرة والقاتلة التي قتلت مئات الالوف من العرب والمسلمين وشردت الملايين من جهة ودمرت دول ومجتمعات عربية كاملة من جهة ثانية وبالتالي نستسمحكم بالقول ان باريس لم تصبح "عاصمة العالم ضد الارهاب" كما اسماها المنافقون لابل هي كانت وما زالت احد عواصم "الكذب العالمي" التي شاركت في صنع الارهاب وتزعم الان انها تحاربه؟!!

واخيرا وليس اخرا لسنا ارهابيين ولسنا من صناع الارهاب ودوما كنا امة عربية وإسلامية على قَّدها وقدُودها.. لسنا بحاجة لشهادة حسن سير وسلوك من الغرب الامبريالي لاننا ضحايا هذا الارهاب الغربي وعددنا بالملايين وليست عدد يعد على اصابع اليد يحشدون له الملايين المنافقين الذين ينددون ب" الارهاب الاسلامي"...والدَّي رحمهم الله من حجاج بيت الله الحرام ومثلهم الكثر في كل بيت عربي مسلم ومسلم غير عربي...لم يربوني ويربوننا على ازدراء حقوق الاخر وقتلة لابل على احترام انسانية الانسان، لكننا جميعا نشأنا وسط الحريق والظلم وتحت سوط الارهاب والاحتلال الصهيوني والغزو الامريكي والغربي، في فلسطين والعراق وكامل الوطن العربي من المحيط الى الخليج.. اقول لكم صراحة ماذا فكرت وقلت عند مشاهدتي اكثر من مليون متظاهر في شوارع باريس..قلت يا للهول : هذا العدد الهائل وهذه الحشود تساوي عدد المليون شهيد جزائري قتلتهم فرنسا ولم تعتذر لهم وللجزائر حتى يومنا هذا..... ؟!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net

مقالات متعلقة