الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 21:02

24 ساعة في خدمة الجمهور: العمل الجماهيري والإعلامي/ بقلم: بلال شلاعطة

كل العرب
نُشر: 06/02/15 08:19,  حُتلن: 09:46

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

بلال شلاعطة في مقاله:

الخدمة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً في مدى رضا الجمهور من الخدمة على مدار تقلد المؤسسة للحكم أو السلطة المحلية على حد سواء

رضا الجمهور من الخدمة يؤثر بشكل مباشر على قضية المصداقية والموضوعية التي يمنحها الجمهور لمنتخبيه أو لممثليه والذين يقومون بدورهم بصقل هذه الخدمة

كان ولا زال التواصل مع الجمهور احد المركبات لصياغة وخلق قرارات هي في طبيعتها متغيرة وفقاً لمضمون الخدمة وهنا نقصد الخدمة الجماهيرية

العمل الجماهيري لا يستطيع أي شخص أن يجيده بالطريقة التي من خلالها يتم إثارة الإشكاليات والمشاكل والهموم للفئات المستضعفة لأنه بالأساس يحوي ذكاءً عاطفياً مهنياً في التعامل مع برامج ومشاريع لتطلع المسؤولين على احتياجات هؤلاء المستضعفين

الطابع الإعلامي ومن خلال تعامله مع الجمهور يخدم الجمهور أولا والمؤسسة ثانياً ولكن يبقى في ذاته تحت تصرف وخدمة الجمهور إعلاميا وجماهيريا وفي ذات السياق

قضية خدمة الجمهور راسخة ومتأصلة في جميع الخدمات سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، والخدمة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً في مدى رضا الجمهور من الخدمة على مدار تقلد المؤسسة للحكم أو السلطة المحلية على حد سواء. الخدمة تتغير أيضاً وفقاً للمبنى التنظيمي داخل المؤسسة وذلك لطبيعة تنوعها وأحيانا تميزها في داخل الثقافة التنظيمية لكل مؤسسة.

لا شك أن رضا الجمهور من الخدمة يؤثر بشكل مباشر على قضية المصداقية والموضوعية التي يمنحها الجمهور لمنتخبيه أو لممثليه والذين يقومون بدورهم بصقل هذه الخدمة. من هذا الباب ادخل في طبيعة العمل الجماهيري وبالذات في القطاع العام. لا شك أن التواصل مع الجمهور هو احد القواعد المتينة لمعرفة احتياجاته ومن ثم العمل على إيجاد موارد لهذه الاحتياجات، وهناك خطان جوهريان، الخط الأول هو الخط الأفقي داخل المبنى التنظيمي والثقافة التنظيمية للمؤسسة والخط الثاني هو الخط العامودي والذي يؤثر بطبيعة الحال على اتخاذ قرارات في داخل المؤسسة أو السلطة المحلية.

من هنا كان ولا زال التواصل مع الجمهور احد المركبات لصياغة وخلق قرارات هي في طبيعتها متغيرة وفقاً لمضمون الخدمة وهنا نقصد الخدمة الجماهيرية، فالخدمة هي التي تنصب الرؤساء والزعماء وهي التي تنحيهم من مناصبهم. الرابط ما بين العمل الجماهيري والخدمة هو رابط متين في عملية إيجاد القواعد الأساسية لعملية اتخاذ القرار في داخل المبنى التنظيمي لكل مؤسسة. العمل الجماهيري هو الذي يتواصل مع كل قطاعات الجمهور وبالذات مع الفئات المستضعفة لمعرفة احتياجاتهم وهمومهم وبالتالي ومن خلاله يتم وضع الخطوط الرئيسية للتعرف على الحلول من اجل رفاهيتهم والعمل على خدمتهم. من هذا الباب أيضاً لا زال التواصل مع الفئات المستضعفة خير مؤشر لمعرفة العلاقة ما بين المنتخبين والجمهور ومن خلال العمل الجماهيري الذي يتواصل معهم بالرغم من الحواجز التي تواجهه ضمن مفهوم الثقافة التنظيمية في آن معاً.

العمل الجماهيري لا يستطيع أي شخص أن يجيده بالطريقة التي من خلالها يتم إثارة الإشكاليات والمشاكل والهموم للفئات المستضعفة لأنه بالأساس يحوي ذكاءً عاطفياً مهنياً في التعامل مع برامج ومشاريع لتطلع المسؤولين على احتياجات هؤلاء المستضعفين وبالتالي تؤدي العملية إلى إبراز الخط الأفقي التنظيمي والذي من خلاله يتم محاكاة تطلعات ورؤيا الفئات الضعيفة. لا شك أن كل مسؤول يطمح أن يعاد انتخابه أو أن تتم ترقيته وذلك بناء على الطبيعة البشرية، ولكن أحيانا المسؤول يفقد البوصلة في قضية جوهرية في مضمونها وهي إعطاء الخدمة المميزة للمواطنين لأنها بالتالي تحدد مكانته الجماهيرية في عيون المواطنين. نص العمل الجماهيري هو نص يعتمد على العمل 24 ساعة خلال اليوم وذلك ضمن التواصل الذي يعطيه نص العمل الجماهيري وبالتالي لإعطاء الخدمة لنوعية للمواطنين في كافة المجالات ولكل القطاعات. هذا هو رابط العملية التنظيمية ما بين الثقافة التنظيمية والمبنى التنظيمي في حدود إعطاء الخدمة وذلك بناء على المفهوم العامودي للتنظيم في عملية اتخاذ القرارات سواء كانت هذه القرارات عينية أو شمولية داخل التنظيم ذاته. من هذا المدخل يرتبط العمل الجماهيري مع العمل الإعلامي لأنه جوهر التواصل مع الجمهور بكافة فئاته وذلك من باب صقل الرأي العام وبالتحديد من خلال الموضوعية والمسؤولية الملقاة على وسائل الإعلام. الإعلام هو الجمهور والجمهور هو الإعلام، ولا شك ان قضية صقل الرأي العام تؤثر بشكل مباشر او غير مباشر في طبيعة الخدمة المعطاة او في تحديد الفترة الزمنية التي يجب أن تعطى من خلالها سواء كانت قصيرة أو طويلة.

هذا التواصل ما بين العمل الجماهيري والعمل الإعلامي هو تواصل مبني على الثقافة التنظيمية المجتمعية والتي لا تتعلق بالثقافة العادية للمؤسسات بل هي عملية تشبيك مجتمعي مبني على النظرة الأفقية داخل المجتمع ذاته، بمعنى أن الرابط الجماهيري الإعلامي قوي في قضية التواصل من جهة وفي قضية إثارة الموضوعات الإعلامية الجماهيرية من جهة أخرى. وهنا يقع دور كبير على الإعلام في عكس الخدمة ومدى جاهزيتها وقبولها من قبل الجمهور وكما هو معروف في جميع القضايا والمواضيع التي يثيرها الإعلام. من خلال صقل الرأي العام يتأثر المبنى التنظيمي للمؤسسة وحتى كنت أقول الثقافة التنظيمية، فهي بطبيعتها تؤثر على عملية اتخاذ القرارات. هذا هو الواقع الطبيعي للتعامل الإعلامي مع المواضيع وهو بالأساس بهدف التسريع التنظيمي من اجل الوصول إلى موارد لاحتياجات المواطنين داخل مضمون العمل الجماهيري من جهة والخدمة النوعية من جهة أخرى. عندما يحصل تصادم ما بين مضمون الخدمة والثقافة التنظيمية فلا شك أن الخدمة لن تصل بالجودة المطلوبة وهنا يأتي دور الإعلام في تهذيب الخدمة وإعطائها طابع مميز من خلال المبنى التنظيمي والثقافة التنظيمية للمؤسسة.

الطابع الإعلامي ومن خلال تعامله مع الجمهور يخدم الجمهور أولا والمؤسسة ثانياً ولكن يبقى في ذاته تحت تصرف وخدمة الجمهور إعلاميا وجماهيريا وفي ذات السياق. الثقافة التنظيمية للمؤسسات هي التي تحدد تعامل الإعلام معها بأي طريقة كانت وهذا هو التواصل المؤسساتي الإعلامي ومن خلال المبنى التنظيمي لكل مؤسسة ومؤسسة. التواصل الإعلامي والجماهيري أمر حيوي لإعطاء الخدمة المميزة ومن خلال طريقة الأداء التنظيمي يبقى طابع التواصل في هذين القطبين هام جداً لأنه يصقل الخدمة أولاً وأخيراً. من هنا نصل إلى نقطة مركزية والتي تعتمد على عملية التشبيك ما بين العمل الجماهيري والإعلامي والذي يتأثر من عدة أبعاد ومركبات تنظيمية لإعطاء الخدمة اللازمة للمواطنين داخل مساحة التفاعل التنظيمي لكل مؤسسة ومؤسسة. على المسؤولين ان يعلموا أن قضية إثارة القضايا والمواضيع جماهيرياً وإعلامياً يؤدي إلى تحريك الثقافة التنظيمية لإعطاء الخدمة المميزة للمواطنين من جهة وهو الذي يؤدي أيضاً إلى استقرار تنظيمي داخل مساحة المؤسسات ذاتها. عملية التواصل الإعلامي هامة لصياغة مفاهيم جماهيرية ضمن قطاعات الجمهور، فهذا الأمر بالتالي هو مسؤولية جماهيرية واجتماعية من الدرجة الأولى لإعطاء الخدمة الحيوية والنوعية اللازمة.

* الكاتب بلال شلاعطة: إعلامي وعامل اجتماعي جماهيري ومختص في الإدارة العامة 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة