الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 16:02

سرطان القولون والمستقيم - عوامل الخطر وعوامل الوقاية، التشخيص والعلاج

كل العرب
نُشر: 24/02/15 12:52,  حُتلن: 12:56

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 
اعداد: الدكتور شموئيل افيتال، أخصائي جراحة القولون، رئيس قسم الجراحة (ب)
والدكتورة ليرون بيركوفيتش، مديرة مختبر الجراحة (ب)، لبحوث السرطان في المركز الطبي مئير

يعتبر سرطان القولون والمستقيم السرطان الثاني الأكثر شيوعاً لدى النساء والرجال في اسرائيل. وبحسب معطيات السجل الوطني للسرطان فإن حوالي 3200 شخص يتم تشخيصهم كمرضى بهذا النوع من السرطان في اسرائيل كل عام. يمكن تقسيم سرطان القولون إلى نوعين، الأول مرتبط باستعداد جيني (وراثي) بينما النوع الثاني ليس وراثياً. ومع أن الاستعداد الوراثي يزيد من احتمال الاصابة بسرطان القولون بشكل ملحوظ، إلا أن معظم حالات الاصابة بهذا المرض ليست لأسباب وراثية.

عوامل الخطر للإصابة بالمرض:
معظم حالات سرطان القولون هي فردية، أي انه يتم اكتشافها لدى أشخاص من خارج مجموعات الخطر، ومن هنا تكمن أهمية إجراء فحوصات الكشف عن المرض للمجتمع بشكل عام وليس لمجموعات الخطر فقط. كما أن هناك شرائح اجتماعية مهددة مسبقاً بظهور سرطان القولون.

صلة القرابة- حتى بدون انتقال المرض بشكل وراثي، فإن خطر الاصابة بسرطان القولون لدى شخص ما يزداد إذا أصيب به قريب له من الدرجة الأولى. في حالة كهذه ينصح بالبدء باجراء فحوصات التشخيص للكشف عن المرض ابتداء من سن 40 عاماً أو من سن أصغر بعشر سنوات من السن التي اصيب فيها القريب بالمرض.

المتلازمات الوراثية - هناك العديد من الجينات المحددة المعروفة لنا اليوم والتي تزيد من احتمال ظهور سرطان القولون، وهي متلازمات عائلية ذات تشوه جيني ينتقل من جيل إلى آخر. على سبيل المثال فإن متلازمة داء السلائل الورمي الغدي العائلي (Familial Adenomatous Polyposis) تسبب تطور أورام حميدة لدى المصابين بها منذ سن صغيرة، واصابة حاملي هذه المتلازمة بسرطان القولون هو أمر مؤكد. لذلك إذا تم تشخيص وجود هذه المتلازمة، يتم في هذه الحالة اجراء استئصال وقائي للقولون. وهناك متلازمات أكثر شيوعاً يمكن فيها تحديد التشوهات الجينية كما يمكن التأكد إن كان أحد أفراد العائلة يحمل هذا الجين أم لا. عند وجود هذه المتلازمات فإن خطر ظهور الأورام يفوق المعدل الطبيعي بعشرات النسب، ولكن ظهورها غير مؤكد بشكل حتمي، ولذلك فهناك حاجة للمتابعة الدقيقة والمستمرة.

التهابات الامعاء - هناك أمراض مزمنة تصيب الأمعاء مثل مرض كرون (Crohn’s) أو التهاب الأمعاء التقرحي (Ulcerative colitis)، والتي تزيد من احتمال الاصابة بسرطان القولون بسبب الإلتهاب المزمن الذي يصيب الأمعاء. ينصح هؤلاء المرضى عادة بالمتابعة الدورية لفحوصات القولون التي تساعد في الكشف المبكر عن الاصابة بسرطان القولون.

هناك عوامل خطر إضافية وجد أنها مرتبطة بالاصابة بسرطان القولون تشمل: السكري ومقاومة الانسولين، تناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة، قلة تناول الخضار، شرب الكحول، قلة النشاط الجسماني، الوزن الزائد، تدخين السجائر، تلوثات بكتيرية وفيروسية معينة.

عوامل الوقاية من المرض:
تم في السنوات الاخيرة اثبات وجود علاقة واضحة بين الحمية الغذائية والاصابة بسرطان القولون، وقد تم نشر أكثر من 500 دراسة طبية حول الموضوع في السنوات الخمس الأخيرة.

النتائج الأبرز لهذه الدراسات هي أن الحمية الغذائية الغنية بالفواكه والخضار وقليلة اللحوم، والدهون الحيوانية، والكولسترول تقي من الاصابة بهذا النوع من السرطان. على سبيل المثال، في بحث تم اجراؤه على 10 آلاف سيدة ورجل وجد أنه كلما كانت الحمية الغذائية غنية أكثر بالكولسترول، كان خطر الاصابة بسرطان القولون أعلى. وزيادة على ذلك، فقد وجد أن المشاركين الذين كانت حميتهم غنية بالكولسترول كانوا اكثر احتمالاً للاصابة بالمرض حتى لو اشتملت هذه الحمية على الكثير من الفواكه والخضار.

النشاء المقاوم هو نشاء موجود في الأغذية النباتية (مثل البقوليات، الموز والبطاطا) وهو غير قابل للتفكك في الامعاء الدقيقة، ولذلك فهو يصل كما هو إلى القولون. تناول النشاء المقاوم وجد كعامل واقي ضد سرطان القولون بشكل عام، حتى لدى الاشخاص المصابين بسرطان أمعاء وراثي معين (HNPCC, Lynch syndrome).
تناول الالياف الغذائية، استهلاك حمض الفوليك، فيتامين B6، مكملات الكالسيوم، فيتامين D، المغنيسيوم، تناول الثوم، الأحماض الدهنية من نوع اوميغا 3، وكذلك عقاقير معينة، يمكنه التخفيف من خطر الاصابة بسرطان القولون.

بالاضافة لذلك فإن سلسلة من الابحاث الرصدية أثبتت أن النشاط الجسماني من كل نوع يقلل من خطر الاصابة بسرطان القولون. وكلما كان النشاط الجسماني أكثر كلما قل احتمال الاصابة بالمرض، وأحيانا بعشرات النسب.

للتلخيص، فقد أظهرت الأبحاث الطبية أن التغييرات في أسلوب الحياة يمكنها أن تقلل من احتمالات الاصابة بسرطان القولون والمستقيم بشكل ملحوظ. والجمع بين اسلوب الحياة الملائم وفحوصات الكشف المبكر عن السرطان يمكنها التقليل من احتمالات الاصابة بالمرض ويمكنها أن تنقذ الحياة.

التشخيص والعلاج
ينصح بإجراء فحوصات الكشف عن سرطان القولون من عمر 50 عاماً اذا لم يكن هناك تاريخ مرضي عائلي او استعداد جيني معروف. هذه الفحوصات تشمل فحص الدم الخفي في البراز مرة كل عام، وفحص تنظير القولون مرة كل 10 سنوات. اذا ظهرت علامات مريبة خلال فحص تنظير القولون، يتم ارسال عينة (خزعة) منها لتشخيص ان كان الورم سرطانياً.

في حال تم تشخيص الورم كسرطاني ستكون هناك حاجة لاتمام اجراءات التشخيص عبر التصوير المقطعي للبطن (CT). وفي حال كان الورم موضعياً فإن هناك احتمال كبير لشفاء المريض عبر الجراحة مع أو بدون استكمال العلاج بالعقاقير. مع الاشارة إلى أنه يمكن اليوم اجراء جراحات من هذه النوع باستخدام التنظير عبر شقوق صغيرة ودون الحاجة لفتح البطن، وتكون عملية الشفاء منها أسرع.

ع.ع

مقالات متعلقة