الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 16:01

ألَّف إرهاب وإرهاب:السماء تهطل سلاحا/بقلم:د.شكري الهزَّيل

كل العرب
نُشر: 24/02/15 20:15,  حُتلن: 07:29

د.شكري الهزَّيل في مقاله: 

تعددت الاسباب والموت واحد وتشعبت الجماعات والقضايا والموت ايضا واحد والشعوب ليست ادرَّى بشعابها ورقابها تُحَّز يوميا بكل الاشكال وبشتى انواع الاسلحة الفتاكة الملقاة في صحاري ليبيا وبَّوادي الشام وبلاد الرافدين

هنالك تشابك عنكبوتي وعنقودي حاصل بين مأساة الشعوب العربية ومأسي وكوارث من من يزعمون انهم يحاربون باسم ومن اجل هذه الشعوب وهؤلاء بدورهم يزجون بها في اتون حروبات محلية واقليمية وحروب بالوكالة تحت لافتة محاربة "الارهاب"

في فلسطين يحارب المُحتل اهل الدار والديار بحجة الارهاب والسماء تهطل عليه سلاحا ودعما امريكيا وغربيا حتى يحارب 12 مليون فلسطيني نزلوا من السماء بالصدفة ويعكرون صفاء ومزاج دولة "اليهود" التي لا علاقة لها بتاتا بالحالة الفلسطينية "المزعجه"!

دهور طويلة ونحن نبحث عن الوطن وما زلنا قابعون في وسطة وعلى هامشة نبحث عن الحرية عبر بوابات موصدة تغلق الطريق او تقطعها على كل من حاول او يحاول دق بوابة الافق وكسر الاقفال المقفلة على ارواح شعوب سُلخت قسرا عن واقعها ومُنعت عمدا من ان تمارس حقها في الحياة بحرية الى ان غرقنا جميعا في جدل عقيم عما هو حق لنا وماهو غير حق وماهو صحيح او عكس ذلك حتى بلغنا حالة عدمية ومأساوية تعيد تدوير ذاتها وكأنها تتحايل على واقع تعدى مراحل الامَّر من المُر ودخل في مسارات التيه الى حد تاهت فيه الحالة في تفاصيل وطيَّات لا تعد ولا تحصى... طيات تتأرجح بين الموت والحياة... إسأل عن حال العرب، واظفر بالاف الاجابات والتحليلات، لكنك لن تظفر باي اجابة صحيحة تعبر حقا وحقيقة عن حال العرب فهاهُم يشردون بالملايين من اوطانهم وخيام اللجوء المكتظة بالعرب تملأ الدنيا وقوارب الموت المحملة بالعرب تشق البحار تارة تبلغ الشاطئ الاخر وتارات اخرى تغرق بحمولتها في عرض البحر وهاهُم يتعاركون شبر شبر وحارة حارة وغارقون في الدم حتى الرُكب الى حد اصبحت فيه الجثث بمثابة متاريس للقتال وما زال القتال مستمرا على اشدة ودمويته السادية من الذبح ومرورا بالسلخ وحتى الحرق والابادة الجماعية في جبهات القتال.. اكوام مكدسة من الجثث فوق الارض وتحت الارض...ارض السواد والموت السادي؟!

تعددت الاسباب والموت واحد وتشعبت الجماعات والقضايا والموت ايضا واحد والشعوب ليست ادرَّى بشعابها ورقابها تُحَّز يوميا بكل الاشكال وبشتى انواع الاسلحة الفتاكة الملقاة في صحاري ليبيا وبَّوادي الشام وبلاد الرافدين...اسلحة في متناول اليد والمقاتلون كثر واذا نقصت او تناقصت فسيسقط العم سام المزيد منها من السماء ويُقسمها بعدالة بين جميع الاطراف وحتى داعش الشيطان المشيطن تستلم نصبيها ولو بالخطأ المزعوم والمقصود... تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وتأتي الرياح بما تشتهيه الاطراف المتحاربه... سلاح.. سلاح على مد العين والبصر وصناديق معبأة بالذخيرة ملقاة في الصحراء الليبية.. هكذا وعلى هذه الشاكلة ودون قصد او هدف هطلت من السماء... السماء تهطل سلاحا والبشر يزرعون الموت ويحصدونه والغلة وفيرة... حصاد الموت...من جَّد وجَد ومن زرع حصَّد.. جَّد العرب في الحرب وزرعوا الموت وحصدوه.. الزرع المحصود والغلة موتى وقتلى وملايين المشردين والمفقودين!!

في العادة يحصد او حصد البشر الزرع بالمنجل متمنين ان تكون النتيجة النهائية غلة وافرة ومُونة وفي المقابل الحصد بالسيوف هو قطع الرؤوس والقتل والجاري في عالمنا العربي اليوم هو حصد وقتل بشتى انواع الاسلحة من السلاح الابيض وقطع الرؤوس ومرورا بالبراميل االمتفجرة وحتى الغازات والمواد الكيماوية السامة، واعداد القتلى والضحايا لم تعد تهم احدا واصبحت مجرد خبر روتيني في نشرات الاخبار ومجرد ارقام عابرة في سجلات الموت الجماعي الحاصل في سوريا والعراق وليبيا ومصر، واللافت للنظر ان الناس تموت لسبب ودون سبب والقضايا المطروحة التي تتبناها وتؤمن ب"عدالتها" الحركات والفصائل والانظمة وتحشد لها العتاد والمحاربين هي قضايا كثيرة ومتشعبة واكثريتها لاتمت للوطن ومصالح الشعوب باي صله.. في خضم فوضى الحراك الجماهيري العربي تداخلت الامور وضاعت البوصلة واختلط الحابل بالنابل بين النظام وحلفاءه ومعارضيه وحلفاءهم، والجاري الان جبهات قتال ملونة بالوان فصائلية وطائفية وغيرها مفتوحة على مصراعيها من المغرب الى المشرق العربي فيما الشعوب مغيبة ومهمشـة ولا احد يعبر عن مطالبها بالحرية والعدالة والعيش الكريم... شعوب مكرهة على الحرب لا بَّطله؟؟!

هنالك تشابك عنكبوتي وعنقودي حاصل بين مأساة الشعوب العربية ومأسي وكوارث من من يزعمون انهم يحاربون باسم ومن اجل هذه الشعوب وهؤلاء بدورهم يزجون بها في اتون حروبات محلية واقليمية وحروب بالوكالة تحت لافتة محاربة "الارهاب" واللافت ان هذه الأخيرة إستحوذت على المشهد العربي العام وحلَت مكان مطالب الجماهير والشعوب مع بدء ما سمي بحراكات "الربيع العربي" التي تحولت الى حروب طائفية واهلية دامية تُّمول وتُدار عبر ايادي محلية واقليمية واجنبية وكأن واقع الحال ينطق ويقول: نزودهم بالمال والسلاح والعتاد وندربهم عسكريا افرادا وجماعات وميليشيات وقبائل ومن ثم نغزي بهم خصومهم ونحاربهم تحت لافتة محاربة "الارهاب".. تبدلت مقولة الحروب والضربات الاستباقية الغربية ونغزوهم في عقر دارهم قبل ان يغزوننا وصارت الان يغزون انفسهم بانفسهم!..عرب لورنس ولورنس العرب ومرتزقة امريكا...شعوب وانظمة تحارب في صفوف اعداء الامة بهدف قهرها وقتل روحها الانسانية وتدمير هويتها الحضارية والتاريخية والوطنية المشتركة... العراق وسوريا مثال على خراب الديار العربية والهوية الوطنية المشتركة وماجرى ويجري من دمار واحقاد وتطييف وتحشيد يحتاج الى عشرات السنين لإصلاح ذات البين وتنقية النفوس ناهيك عن اعمار المدمَّر وعودة اللاجئين الذي سيحتاج ايضا الى وقت طويل!؟

فصول قصة الف ارهاب وارهاب لن تنتهي قريبا وستتواصل وسيتكاثر "محاربي الارهاب" كالجراد وستلتئم كل مخالب الدنيا على جسد الوطن العربي وتنهشه اربا اربا والحجة جاهزة وملقَّمة في افواه الطغاة وافواه البنادق التي تقتل العرب والمسلمين بحجة "الإرهاب" دون حسيب او رقيب، وللمثال لا للحصر فيكفي رئيس الانقلاب العسكري في مصر ان يتحجج بمحاربة الارهاب حتى يطيح بنظام الحكم ويزج بمصر وجيشها في متاهات حروب افتعلها النظام حتى يوطد مكانه ويُشرعِن وجوده اللا شرعي عبر ارتكاب جرائم حرب في سيناء ورفح ودرنة الليبية وغزة الفلسطينية.. نظام فاشي وارهابي يدمر ثورة ومستقبل الشعب المصري بمساندة من انظمة عربية رجعية دكتاتورية كالنظامين السعودي والاماراتي.. نظام السيسي لم يعيد حياكة نظام حسني مبارك فحسب لابل جلب نظام فاشي اسوأ بكثير من نظام مبارك...السماء تمطر على السيسي سلاحا وطائرات لقصف وقتل الشعب المصري في القاهرة وسيناء ورفح؟!

في فلسطين يحارب المُحتل اهل الدار والديار بحجة الارهاب والسماء تهطل عليه سلاحا ودعما امريكيا وغربيا حتى يحارب 12 مليون فلسطيني نزلوا من السماء بالصدفة ويعكرون صفاء ومزاج دولة "اليهود" التي لا علاقة لها بتاتا بالحالة الفلسطينية "المزعجه"!.. بالصدفة عاد اهل البلاد بعد الفين عام وكل واحد منهم بحوزته اوراق "طابو" تثبت ملكيته في فلسطين وحقه بطرد الفلسطينيين!؟...وقاحة تاريخية وانسانية...الف ارهاب وارهاب واذا كان هذا الذي حصل ويحصل للشعب الفلسطيني منذ عام عام 1948 ليس ارهابا فما هو الارهاب اذا؟..قصة الارهاب ابومكيال ومنتجيها ومخرجيها؟؟
في اليمن ينقلب الحوثيون على نظام الحكم بحكم انهم يحاربون الارهاب وفي ليبيا ينقلب حفتر على الثورة الليبية بزعم انه يحارب الارهاب لكن الأنكى من كل هذا وذاك هما او هو الحالة السورية والعراقية فنظام بشار الاسد قتل وشرد اكثر من نصف الشعب السوري ودمر سوريا بالكامل وما زال يأمل بالبقاء في الحكم بزعم انه حارب ويحارب "الارهاب" لابل انه نظام يستعين بميليشيات طائفية وأجنبية لقتل المزيد من الشعب السوري والانكى من هذا وذاك ان حسن زميرة يدعم نظام الاسد ونظام العبادي تحت لافتة محاربة الارهاب وفي اطار محور الممانعة والمقاومة المزعومة... السماء تهطل على الاسد سلاحا ومقاتلين طائفيين.. سيد الارهاب والارهابيين يحارب الارهاب من خلال قتل وتشريد الملايين من الشعب السوري وهدم وردم بيوتهم ومدنهم وقراهم؟!

في العراق تتجلى المأساة بلحمها وعظمها ومرجعيتها، حيث يزعم نظام طائفي مدعوم بحشد شيعي انه يحارب "الارهاب" وفي مسعاه هذا يدعمه تحالف دولي تشارك فيه انظمة عربية إرهابية لاتقل خطورة من "داعش" والحشد الشيعي الطائفي، لكن اللافت في قصة الف ارهاب وارهاب أن نوري المالكي صانع الطائفية والارهاب في العراق ما زال يتبوأ منصب رفيع في نظام الحكم الطائفي في العراق ويزعم ان الحشد الشيعي الإرهابي يدافع عن العراق وهو في الحقيقة حشد ارهابي يقتل العرب السنة ويحرق بيوتهم ويقطع رؤوسهم وينكل بجثث الاطفال والنساء.. ارهابي عن ارهابي يفرق في قصة الف ارهاب وارهاب ويبدو ان هذا الشعار هو شعار ايران وشعار حسن نصر الله الذي يزعم ان الحشد الطائفي الشيعي في العراق يدافع عن الأمة؟... ما بعد بعد حيفا صار واضح.. دمشق وبغداد وحشد طائفي ومحاربة العرب السنة تحت لافتة محاربة الارهاب... تجارة شعارات مربحة تحظى برضى امريكي ودعم ايراني.... قصة الف ارهاب وارهاب: السماء تهطل سلاحا والارض تحصد الجثث والموت... زميرة الارهاب وزميرة الخطابات؟!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة