الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 21:02

أزمة السكن في البلدات العربية: ما الذي يحدث؟ /بقلم:بلال شلاعطة

كل العرب
نُشر: 27/02/15 08:28,  حُتلن: 09:34

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

بلال شلاعطة في مقاله:

حتى الان يقتصر نضال ايجاد حلول للازمة السكنية على التخطيط ولكن لم يتم فعلا إيجاد حلول جذرية فقد عقدت اجتماعات مؤسساتية وحكومية 

 المدخرات الإنسانية لها صلة قوية مع المدخرات التي تتعلق بمسطح مدينة او قرية عربية هنا او هناك، أي ان ايجاد الحل السكني هو خير طريقة للحفاظ على المدخرات الإنسانية في داخل الحيز العام للبلدة العربية

تقف الأزواج الشابة ومنذ سنوات حائرة في أمرها لإيجاد حل يتعلق بمسكنها ولكن في النهاية نرى أن خروجها من البلدة العربية بات أمراً محتماً لان الأزمة واقع رغم التخطيط الذي جرى على مدار عشرات السنوات

قضية السكن في المجتمع العربي تتصدر الأولويات وهي تندرج أيضاً ضمن ما يطرح عبر وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة حتى في فحوى أسعار السكن المرتفعة في المجتمع اليهودي وما يطرحه مراقب الدولة في هذا الخصوص. بطبيعة الحال قضية السكن تتعلق بشكل مباشر بتوسيع مناطق النفوذ ومسطح البلدات العربية، ولكن لها ارتباط وثيق في مفهوم العائلة التقليدي والمدني على حد سواء. لا شك أن قضية من هذا النوع جوهرية أيضاً في سياق النضال الذي تقوم به البلدات العربية وضمن مجاورتها للبلدات اليهودية في كل ما يتعلق بتوسيع مناطق النفوذ.

الأسئلة التي تطرح هل استطاعت البلدات العربية النجاح في نضالها على مدار عشرات السنوات؟ وهل هنالك آليات أخرى من اجل التجاوب مع ازمة السكن في المجتمع العربي؟ وما هي إسقاطات هذه الأزمة؟. لا شك ان للازمة انعكاسات على طريقة نهج وسلوكيات الأكاديميين في البلدات العربية والذين يقفون أحيانا في حيرة من أمرهم فيضطرون للخروج من البلدة العربية والقيام باستئجار شقة أو شراء شقة في مدينة يهودية. هذه العملية بطبيعتها تفرغ البلدة العربية ليس فقط من سكانها ولكن أيضا من مواردها والتي يمكن ان تعود بالفائدة على البلدة نفسها اذا ما تم ايجاد حلول سكنية لهؤلاء المواطنين، فالمورد الإنساني هام جدا لتطوير المكانة الاقتصادية للبلدة العربية ومن هنا كان واجبا على مدار السنوات العمل على حل المشكلة مع ان المشكلة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمعايير السياسية وبالميزانيات المحصلة من المكاتب الحكومية وحتى من القرارات التي تصدر فترة بعد فترة.

حتى الان يقتصر نضال ايجاد حلول للازمة السكنية على التخطيط ولكن لم يتم فعلا إيجاد حلول جذرية فقد عقدت اجتماعات مؤسساتية وحكومية ولكن بالتالي لم تأت بثمارها. الشاب الأكاديمي والذي ينهي دراسته ويود الارتباط مع شريكة حياته يجد أن لا مفر له سوى اللجوء الى البلدة اليهودية وهذا بطبيعة الحال أيضاً متعلق بطبيعة البحث عن مصدر رزقه. من هذا المدخل تفككت العائلة التقليدية المعروفة بتكاتف أفرادها مع بعضهم البعض وهذه هي الصلة التي نتحدث عنها صلة الأرض بالموروث الحضاري والثقافي والعائلي، بمعنى ان التمدن احدث فجوة ما بين المفهوم القديم والحديث حتى في قضية السكن والتي تتعلق بنهج وسلوكيات الافراد عند خروجهم من الحيز العام للبلدة العربية إلي خلق حيز خاص لهم أنفسهم في داخل البلدة اليهودية. المدخرات الإنسانية لها صلة قوية مع المدخرات التي تتعلق بمسطح مدينة او قرية عربية هنا او هناك، أي ان ايجاد الحل السكني هو خير طريقة للحفاظ على المدخرات الإنسانية في داخل الحيز العام للبلدة العربية.

هذا عدا عن الأمور والقضايا التي تتعلق بتطوير المناطق الصناعية في البلدات العربية والتي تؤثر بالتالي على إيجاد أماكن عمل من جهة للمواطن وعلى الحفاظ على الموارد الإنسانية من جهة اخرى والذي يشكل علاقة مباشرة مع قضية ازمة السكن في البلدات العربية. الآن هذه فرصة للقائمة المشتركة ان تطرح القضية وبقوة في دعايتها الانتخابية في المرحلة الحالية لا سيما أن المؤشرات والاستطلاعات تعطي القائمة المشتركة قوة ثالثة ما بعد الانتخابات البرلمانية وهذا جيد في طريقة صقل الدعاية الانتخابية قبل الانتخابات وفي إنتاج المنتوج البرلماني ما بعد الانتخابات، لأن المنظومة السياسية هامة في قضية اتخاذ القرارات حتى في المكاتب الحكومية. من هذا الباب وجب على المخططين أن يكونوا ذراعا مهنيا للقائمة المشتركة في الدعاية الانتخابية لإثارة هذا الموضوع إعلامياً وجماهيرياً ومن ثم ترجمة هذه الإثارة الى آليات ووسائل عملية يمكن تنفيذها مستقبلاً. باعتقادي أن التخطيط السليم والمشترك في معادلة الوحدة بين الأحزاب العربية جيد في إيجاد حلول عملية وجوهرية هذا في حالة ان الوحدة استمرت بعد الانتخابات واعتقادي انها ستستمر وفق ما يبدر من الناشطين والسياسيين في القائمة المشتركة.

عملية التخطيط المسبق والتي كانت متبعة كانت تقتصر على رؤية شاملة وعامة في الطريق للتنفيذ ولكن في الفترة الحالية الأمر يختلف لان الخطاب الاستراتيجي موحد للقائمة المشتركة مما قد يسرع في إيجاد حل للازمة السكنية في البلدات العربية. هذه القضية يجب ان تتصدر جدول أعمال الجميع، سواء القائمة المشتركة في تمثيلها البرلماني أو اللجنة القطرية ولجنة المتابعة ضمن مفهوم مهني يقوم على أداء برلماني إعلامي منوع ومتنوع يمكن البلدات العربية القيام بتسريع إيجاد الحلول لازمة السكن للأزواج الشابة والتي تتعلق في قضية توسيع المسطحات ومناطق النفوذ. هذه قوة اقتصادية ومورد انساني من الطراز الاول لان الحفاظ على المورد الانساني والاكاديمي في داخل البلدة العربية سيعود بالفائدة على مفهوم العائلة وتكتل العائلة في المجتمع العربي وهو ما يميزنا عن مجتمعات اخرى. بمعنى ان الحفاظ على الموروث هام في قضية الحفاظ على السلوكيات المجتمعية مع الاستفادة من المجتمعات المدنية وضمن ما يطرحه العصر من تطورات وفي العديد من المجالات.

تقف الأزواج الشابة ومنذ سنوات حائرة في أمرها لإيجاد حل يتعلق بمسكنها ولكن في النهاية نرى أن خروجها من البلدة العربية بات أمراً محتماً لان الأزمة واقع رغم التخطيط الذي جرى على مدار عشرات السنوات. من هنا يجب استثمار الجانب المهني مع الجانب السياسي حالياً في الدعاية الانتخابية وضمن ما تفرزه الدعاية الانتخابية للأحزاب اليهودية لطرح المشكلة بكامل القوة والعمق ومن ثم توظيف ما يتم طرحه في الدعاية الانتخابية للمرحلة المقبلة وهذا ممكن ولكن بشكل موحد. الكثافة السكانية في المجتمع العربي آخذة بالازدياد مما يلزم الجميع العمل على إيجاد صيغة مناسبة تتلاءم مع كل ما تفرزه الآلية السياسية في المرحلة الحالية ولكن ضمن خطوات مستقبلية تعتمد على النظر بعمق على هذه الحاجة الماسة في كل ما يتعلق بالأزمة السكنية. من هنا أصل إلى استنتاج يقول أن الموضوع يتصدر الأجندة السياسية والاجتماعية ويجب استثمار تصدره ضمن العمل الدعائي والإعلامي من جهة ولكن مع الحفاظ على استراتيجية نوعية بعد الانتخابات القادمة وهذا ممكن.

الكاتب: إعلامي وعامل اجتماعي جماهيري ومختص في الإدارة العامة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة