الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 00:02

هل كانت المشتركة فخا نصبه اليمين؟ /بقلم:فريد ضاهر

كل العرب
نُشر: 19/03/15 14:55,  حُتلن: 19:50

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 فريد ضاهر في مقاله:

تحريض رئيس الحكومة على الجماهير العربية مواطني الدولة هو أمر خطير إستدعى إنتقادا من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية

الناس لم تقتنع بهذه الوحدة التي يراها البعض مزورة ويراها آخرون مشوهة للفروقات السياسية والفكرية والأجتماعية بين الأحزاب وأنها مؤقته وليست حقيقية وضميريا لم يستطيعوا دعمها

بعد ويلات نتائج هذه الإنتخابات وبعد أن إتضح أننا غير واردين لا في كتلة مانعه ولا في كتلة صادّة لليمين وأننا أقل من أن نحدّ من الفاشية  هل هناك إمكانية للخروج بشيء من المشتركة؟

انتهى فرز الأصوات نهائيا بإرتفاع جديد لنتانياهو وخسارة مقعد للمشتركة ، التي إستقرت على 13 مقعدا كما واستقر اليمين على 87 مقعدا – يمين استيطاني ويمين ايدولوجي ويمين كاره للعرب ، وبالنهاية يمين أصبح يرى بنا ضيوفا غير مرغوب بهم.

القائمة المشتركة
بعد أن مررت الكنيست قانون رفع نسبة الحسم الذي تقدم به أفيغدور ليبرمان ، بدا واضحا أن إمكانية عبور أي من الأحزاب العربية منفردا أمرا مستحيلا ، كما بدى واضحا أن أي قائمة مكونة من حزبين وأكثر قادرة على ذلك . فكان هناك خياران أمام العرب فإما قائمة واحدة وإما قائمتان تخوضان الانتخابات القادمة لتفوت على ليبرمان الفرصة بإلغاء التمثيل العربي في الكنيست .
إختار حزب معين !!! وبشكل انتهازي الخوض في قائمة واحدة مستغلا قوته وامكانياته المتعددة في التحالف، فشكلوا القائمة مستبعدين الحزب الديمقراطي العربي من القائمة، فأصبحت غير موحدة ومنقوصة ولأستبعاد الديمقراطي العربي وعدم تمثيله ستكون أبعادا مادية ستضر وتخطر وجوده.

لم تعط لمليون ونصف انسان مواطني البلاد امكانية الاختيار ما بين إحدى القوائم الوطنية وارغموا على التصويت لقائمة واحدة وحيدة تمثلنا شئنا أم أبينا ومن أراد الإحتجاج او المناقشة أو الإمتناع عن التصويت كان عليه الإستعداد لشتى أنواع الإتهامات وصولا لإتهامه بالخيانة.

ما تأثير "الوحدة "على نسبة التصويت:
لقد إرتفعت نسبة التصويت بين الجماهير العربية بـ5 بالمئة فبعد أن كانت 56 بالمئة في انتخابات 2013 أصبحت الآن 61 بالمئة. وهذا يعني بالضرورة أنّ الناس لم تقتنع بهذه الوحدة التي يراها البعض مزورة ويراها آخرون مشوهة للفروقات السياسية والفكرية والأجتماعية بين الأحزاب وأنها مؤقته وليست حقيقية ، وضميريا لم يستطيعوا دعمها.

بث الأوهام بين الجمهور:
بعد أن تم أرهاب من فكّر بالأمتناع وتحميله مسؤولية صعود اليمين مرة أخرى، بدأوا ببث الأوهام بين الجمهور على أن المساواة على الأبواب ، واننا قاضون على حكم اليمين وأن الفاشية والعنصرية ستختفي من الوجود وأننا قاضون على ليبرمان أحد وأهم الرموز العنصرية في البلاد ، وأنّ الذئب سينام مع الحمل في سلام ووئام ، وكنت أتلقى العديد من المراسلات والمكالمات من شباب طييبين قاموا بايهامهم بأنها قاب قوسين أو أدنى ، وأن علي ومن حولي أن نعطي فرصة والخ ...... وعدتهم بالتصويت وفعلت .
صحى الناس ليجدوا ان كل هذه الوعود وان كل تلك الاحلام ما هي الا اوهام والوضع أصبح أقسى بكثير بعد هذه الإنتخابات.

هل حصلت قفزة نوعية في النتائج:
لقد أفضت الإنتخابات الماضية الى حصول الأحزاب العربية على 12 مقعدا ، وتراجع المقعد ال12 بسبب 200 صوت فقط ، وفي هذه الأنتخابات فقد حصلت القائمة المشتركة على 13.5 مقعد أي بزيادة مقعد ونصف عما كان ، فأين الإنجاز؟ .
يتضح أنه لو تم تشكيل قائمتين من الأقرب فكريا أو الأقرب أجتماعيا لكان نسبة المشاركة أكبر ولكانت النتائج أفضل.
ليبرمان وحد العرب والعرب وحدوا اليمين.
لقد كان عدد مقاعد قائمة "ليكود- بيتينو" تحالف الليكود مع ليبرمان 31 مقعدا في العام 2013، وبعد أن أجمع العديدون أنهم في تراجع كبير وأن إنقلابا في الحكم على الأبواب نجد أنهم قد حصلا معا على 37 مقعدا في هذه الإنتخابات.
لقد نجح ليبرمان في حشر العرب (إسلاميون وشيوعيون وقوميون وطيبيين)، رغم كل الفروق الشاسعة بينهم فكريا/سياسيا/وطنيا/إجتماعيا/طبقيا ليظهروا أمام الإسرائيليين اليهود بأنهم عرب تحالفوا في مقابل اليهود، فإستغل "داهية اليهود" نتانياهو هذه الوضعيه ليحيي الأموات ممن لم يصوتوا لليكود في آخر ثلاث إنتخابات ويصوتوا بكثافة لليكود ، لقد أقنعهم بأن العرب يقفون طوابير طوابير أمام الصناديق ليصوتوا من اجل إحتلال الكنيست مع حليفهم هرتسوج الذي سيقسم القدس ويقيم دولة فلسطين بمساعدة العرب ، وقد ساعده في ذلك جدا نزولهم في قائمة واحدة.

ديفاكتو اسرائيل دولة يهودية 
إن تحريض رئيس الحكومة على الجماهير العربية مواطني الدولة هو أمر خطير إستدعى إنتقادا من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن المهم هنا أن التحريض الفاشي والعنصري لن يقتصر من اليوم فصاعدا على رعاع الدولة أمثال مارزل وإنما من الدولة الرسمية ، أصبحوا يتعاملون (عينك-عينك) على أن إسرائيل هي دولة يهودية وأن الأغيار فيها هم مواطنون غير مرغوب بهم وأنّهم طابور خامس.

هل يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه 
بعد ويلات نتائج هذه الإنتخابات وبعد أن إتضح أننا غير واردين لا في كتلة مانعه ولا في كتلة صادّة لليمين وأننا أقل من أن نحدّ من الفاشية ، بل بالعكس فقد أصبحت رسمية أكثر وتقترب الى الأبرتهايد ، هل هناك إمكانية للخروج بشيء من المشتركة ، هل انتم صادقون في طرحكم ، هل سيتترجم ذلك بإنتخاب رئيس للجنة المتابعة وإعادة ترتيب وصياغة أسس هيئاتنا الوطنية ؟ ، أليس أضعف الإيمان أن تبقوا موحدين بعيدين عن الضغائن والأحقاد التي مارستموها قبلا ، وهل سنتبشر ببدء التحضير لمؤتمر للجماهير العربية يضع النقاط على الحروف.
لا تقولوا لي انتصرنا إن هذا النصر شر من هزيمة

مقالات متعلقة