الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 18:02

في وصفِ الهامِش (16): لا بناء من غير هدم/ بقلم: محمد كناعنة

كل العرب
نُشر: 16/04/15 13:55,  حُتلن: 07:37

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

محمد كناعنة في مقاله:

المؤسسة الصهيونية تعتمد سياسة الإقتلاع والتهجير والطرد

منذُ إنتفاضةِ يوم الأرض حتى الآن لم تتغيّر سياسة المؤسسة الصهيونية تجاه جماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني لم يتوقف القتل

ألم يحن الوقت لتحرير لجنة المُتابعة من "الكنيست" والرؤساء والعودة بها إلى الشعب وعودة الأحزاب والحركات السياسية إليها لتعود هي الرافعة؟

"إنّنا نقتُل العيش لِنُقيم الحًياة، مارسوا البطولة ولا تخافوا الحرب، بل خافوا الفشل، سنُغيّر التاريخ، إنّ الحياة وقفة عِزٍ فقط".. أنطون سعادة.

القراءة النقدية لأي حالة أو مسيرة أو فترة زمنية معينة حافلة بالأحداث هي مطلب ضروري ومُلح من أجلِ تدارُك الحالة بأخطائها وإخفاقاتها ونجاحاتها، فكيف الحال ونحنُ نتحدّث عن حالة كالتي نحيا، حالة تمتدُ لِعقودٍ خلت من الصِراع والمواجهة، صراع على الأرض والوجود، صراع البقاء في الوطن.

منذُ النكبة وقبل ذلك حتى، والمؤسسة الصهيونية الرسمية والشعبية تعتمد أساليب مختلفة ومُمنهجة في إطارِ مُخطّط واحد لم يُفرّق يومًا بين فلسطيني يعيش في القُدسِ او حيفا، في الخليلِ او الجليل إلاّ بالمُسمّيات، هي سياسة الإقتلاع والتهجير والطرد، قد يتغيّر الأسلوب أو المُسمّى ويبقى عين المؤسسة على مقولة "أرض أكثر وعرب أقل"، ولم تتدّخر جهدًا كل أذرع هذه المؤسسة في تنفيذِ هذه المقولة، وكانت النكبة هي الضربة القاسية التي قسمت ظهر شعبنا في العام 1948، ورغم الحُكم العسكري وأساليب التعذيب والتنكيل التي طالت أبناء شعبنا المتبقين في أرضهم إلاّ أنّ لحظة الحسمِ في مقارعة المخرز جاءت في العام 1976 وإندلعت شرارة يوم الأرض الخالِد مُعلِنةً كسر حاجز الخًوف والخروج من دائِرة رهبة النكبة وأحداثها المأساوية على شعبنا، إتقدت النار في مرجل الشعب والتقطت القيادة اللحظة وصرخ المارِد في وجهِ العالم أجمع بأنّنا نحنُ أبناءُ هذا الوطن ولا وطن لنا سِواه، هُنا باقون ومُستمرّون.

لم يكُن يوم الأرض مُنعزلاً عن قضية شعبنا الوطنية، ورغم إختلافِ الساحات إلاّ أنّ الناظِم الوطني يبقى واحدًا أو هكذا يُفترض أن يكون، وليس أدلُ على ذلك أكثر من إنتشار إحياءِ يوم الأرض في كل أماكن تواجُد الشعب الفلسطيني من المُخيمات إلى الشتات إلى حدود فلسطين التاريخية، وتراجعت هذه الحالة بوجود قيادة سياسية سعت إلى فصلِ الشعب ليس فقط سياسيًا بل وجوديًا وإنتماءً، هذه القيادة على طرفي المتراسِ وقفت، وأطلقت سهامها على ذاتِ الجسد، جسد الفكرة التي لا تموت.

منذُ إنتفاضةِ يوم الأرض حتى الآن لم تتغيّر سياسة المؤسسة الصهيونية تجاه جماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني، لم يتوقف القتل، فمنذُ إنتفاضة القُدس والأقصى عام 2000 وحتى الآن سقط برصاص ألأجهزة الأمنية وأذرعها المُختلفة أكثر من خمسين شهيدًا، هدم البيوت كما المُصادرة كما التمييز العُنصري كما الفقر كما البطالة في تزايد وتصاعُد لا يتوقف، إذا لم يتغيّر شي إلاّ للأسوء فلماذا لم يتم التفكير بصوت عالي بضرورة تغيير أساليب النضال، فالمؤسسات الحقوقية تُتاجر بهمومِ الناس، ومغادرة مربع المساومة والإنتقال إلى حالة التصعيد الشعبي، الإضراب العام لا يكفي، فمخطّط برافر لم يتوقف، الإستجواب في الكنيست لا يُجدي نفعًا فالهدم لن يتوقف، والعالم يتفرّج والصُراخ فوق رُكام البيت المهدوم ليس كافيًا وإعادة البناء ردًا مطلوبًا دائِمًا وفي كل الحالات، وبالمناسبة هذا يحصل كرد فعل أو فعل جماهيري وليس بقرار سياسي، ولا ننسى في البيان جملة، "نعم لإعادة البناء للبليت المُهدوم"، حتى لا يقول أحدهم أنت تظلم لجنة المُتابعة.

أدوات القمع المُختلفة هي ذاتها من ما يُسمى بلجان التنظيم والبناء الفاسدة والمُفسدة (وهي تنفذ أخطر مشروع ترانسفير هادئ بحق الأجيال الصاعدة ومعها يتآمر بعض الفاسدين من الرؤساء والنواب والأعضاء والمهندسين) والملايين التي تُجبى بحجة البناء غير المُرخّص، وأجهزة الأمن التي تُسهل الضغط على الزناد ضد العربي لمجرد أنّهُ عربي فهو مشروع قتل، هذا عدا عن حالة العُنف المستشرية في مجتمعنا والسلاح الموجه إلى صدرِ كل إنسانٍ في هذا المجتمع، والفقر الذي لا يجلب غير الإحتراب العائلي والطائفي والتخلف الإنغماس في الجريمة ليُشكل مدخلاً للإنحلال. ألم يحن الوقت لنُفكر بوقف دفع المخالفات والضرائب والإرتقاء حدّ العصيان المدني حفاظًا على سقف بيت يأوي أطفالٌ صغار وشيوخ ونساء، سقفُ بيت يُهدم يوميًا في النقب والجليل والمُثلث ومدن الساحل.

في غمرةِ كلّ هذا لا تجد لجنة المُتابعة غير قتالها على الكرسي الأول والصف الأول والصورة الأولى ولا تنتبه إلى أنّ الناس ينفظون من حولها، والسُؤال الذي يتبادر إلى الأذهان ويُطرح في أكثر من مكان ومجلس ومقام، ألم يحن الوقت فعلاً لعملية مراجعة حقيقية بعيدًا عن مناكفات الشُخوص والأحزاب!؟ هي حاجة الهدم من أجل البناء، هدم ما هو بالٍ في أفكارنا وممارساتنا ونهجِ عملنا وعلاقاتنا.

ألم يحن الوقت لتحرير لجنة المُتابعة من "الكنيست" والرؤساء والعودة بها إلى الشعب وعودة الأحزاب والحركات السياسية إليها لتعود هي الرافعة؟.

عضو الأمانة العامة لحركة أبناء البلد

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة