الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 18:02

"السؤال الفرنسي"، "داعش" وضرورة التفكير خارج الصندوق/ بقلم: عبد الحكيم مفيد

كل العرب
نُشر: 16/11/15 15:05,  حُتلن: 07:39

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

عبد الحكيم مفيد في مقاله:

لا حاجة كل مرة أن نؤكد ان الاسلام ضد العنف وقتل الابرياء، لان في مثل هذه المقولة شيء من "التهمة" غير المباشرة

لم يكن 11 ايلول حدثا، لقد كان حدثا مؤسسا وموجها، لم يكن تنظيم "القاعدة" مجرد تنظيم "متطرف" كما صور في حينه، لقد كان المدخل الى تجريم المسلمين ووضع الاسلام كله في قفص الاتهام، ودفع الى خلق وعي جديد ، هو وعي "الدفاع عن النفس"


آن الاوان أن يكون السؤال في هذه المرحلة والتي سبقتها، من يقف خلف هذه الاعمال؟، من له مصلحة في ذلك؟، من المستفيد؟، ولماذا نحن مطالبون في كل حادثة من هذا القبيل ان نثبت اننا لسنا كما يعتقدون؟، لسنا ارهابيون وقتلة ومتطرفون ومتخلفون 

لا انصح أن نعود الى ذات المربع في كل مرة، لا أنصح ان نقع في طائلة الدفاع عن "براءة" الاسلام من دماء الابرياء، هذه الاستراتيجية تدخلنا بالعموم في حالة من الدفاع عن النفس وتدفع باتجاه تبني مواقف متخاذلة احيانا كما حصل في السابق 

"السؤال الفرنسي" هو ذات السؤال الذي يطرح على الأقل منذ احداث 11 ايلول 2001، لماذا الاسراع دائما باتخاذ موقف الدفاع عن النفس؟، أو على الأقل التسليم في مبدأ قبول التهمة الجاهزة؟، ألم تدفعنا احداث 11 ايلول / 2001 وتفجير الابراج, إلى التفكير في الاشياء مجددا؟.

لم يكن 11 ايلول حدثا، لقد كان حدثا مؤسسا وموجها، لم يكن تنظيم "القاعدة" مجرد تنظيم "متطرف" كما صور في حينه، لقد كان المدخل الى تجريم المسلمين ووضع الاسلام كله في قفص الاتهام، ودفع الى خلق وعي جديد ، هو وعي "الدفاع عن النفس".
لا حاجة كل مرة أن نؤكد ان الاسلام ضد العنف وقتل الابرياء، لان في مثل هذه المقولة شيء من "التهمة" غير المباشرة.

آن الاوان أن يكون السؤال في هذه المرحلة والتي سبقتها، من يقف خلف هذه الاعمال؟، من له مصلحة في ذلك؟، من المستفيد؟، ولماذا نحن مطالبون في كل حادثة من هذا القبيل ان نثبت اننا لسنا كما يعتقدون؟، لسنا ارهابيون وقتلة ومتطرفون ومتخلفون .
لماذا نسأل هذا السؤال؟, لأنه سبق في اكثر من مرة وتم توجيه تهم لمجموعات تبين بعد ذلك انه لا علاقة لها بما حدث، تذكرون جيدا احداث 11 ايلول.
اقل شيء مهم في ما حدث في فرنسا هو "اعتراف" داعش بمسؤوليتها عن التفجيرات، نحن نعرف مثل غيرنا انه سبق و"اعترف" آخرون بمسؤوليتهم عن احداث، وتبين ان لا علاقة للاعترافات بما حدث.

لماذا اذا نصدق ما ينشر؟، ونتصرف بناء على ما ينشر؟، ونبني مواقفا تبعا لذلك، ما هذه "الجرأة"؟
اضحكني للغاية خبر او قصقوصة خبر مفادها انه: "تم العثور على جواز سفر احد المشاركين في العمليات في مكان التفجير"، هل تستحق مثل هذه المعلومة اقل من رتبة "غبي بتفوق"؟
كيف يتفجر من تفجر ويبقي جواز سفره بالذات على "قيد الحياة"؟، جواز سفر من ورق وبلاستيك، على ما يبدو من مواد "غير قابلة للاشتعال"؟.
الجيل الشاب الذي لم يكون واعيا بعد احداث 11 ايلول وتفجير الابراج, لم يسمع عن خبر مشابه في حينه يؤكد على "العثور على جواز سفر لاحد منفذي العملية"، تفجيرات لا تبقي ولا تذر، لكنها لا تقدر على حرق "جواز سفر"؟

هذه بالمناسبة مسائل هامشية للغاية، تكاد لا تذكر بالنسبة لاحداث بحجم تفجير الابراج وتفجيرات باريس؟
حتى الان مثلا لا يوجد أي تقرير رسمي عن تفجير الابراج، هل تصدقون؟، وهل تصدقون عن مئات الافلام والكتب وآلاف المقالات والفيديوهات التي صدرت في الولايات المتحدة تحديدا اكدت ان رواية تفجير الابراج الامريكية الرسمية كانت كاذبة؟، الشبكة مليئة بهذه المواد فقط ابحثوا وستذهلون من حجمها؟
وهل انتبهنا انه بناء على الرواية الامريكية الرسمية الكاذبة التي تبناها الاعلام المهيمن, ووكالات الانباء ونشرت في العالم، تم الاعلان عن حرب عالمية، وتم تدمير دول وإبادة شعوب؟؟
هل انتبهنا كم هي سهلة توجيه التهم ونشر الاكاذيب, وكم يترتب عليها من كوارث؟
مثيرة "داعش" هذه للغاية، مثيرة في حضورها، مثيرة في حجمها، مثيرة في قوتها، مثيرة فيما تحدثه على ارض الواقع، ومثيرة في قدرتها على تغيير مسار الاهتمامات العالمية وتغيير الاجندات، واخفاء الجرائم الاخرى؟
لم يستفد احد من ظهور "داعش" مثلما استفادت ايران مثلا؟
لم يستفد احد من تفجيرات "داعش" مثلما استفاد نظام الاجرام في دمشق، ومعه نظام العمالة في بغداد، وكذا انظمة الفجور والعمالة العربية الممتدة من القاهرة مرورا بمحميات الخليج، ولا ننسى بهذه المناسبة التعيسة امريكا التي منحتها "داعش" شرعية في التواجد والعمل والاحتلال لمحاربة الارهاب؟.

لا انصح أن نعود الى ذات المربع في كل مرة، لا أنصح ان نقع في طائلة الدفاع عن "براءة" الاسلام من دماء الابرياء، هذه الاستراتيجية تدخلنا بالعموم في حالة من الدفاع عن النفس وتدفع باتجاه تبني مواقف متخاذلة احيانا كما حصل في السابق .
هذا كله لا يتناقض مع مبدأ رفضنا لقتل الابرياء، هذه مسألة تقع في جوهر الاسلام، ولا حاجة إلى الدفاع عنها في كل مرة، لانها تخلق انطباعا عكسيا، عندما تعيد تكرار ذات المواقف في كل حادثة من هذا القبيل فانك عمليا تثير الشكوك حوله، وتثير التساؤلات، والاخطر من كل هذا انك تضيع بوصلة الصراع؟
فقط المسلمون يدفعون ثمن ما حدث في فرنسا اضافة إلى الضحايا؟، المسلمون في اوروبا عامة وفي فرنسا خاصة تحت طائلة الضغط، الخوف والرعب يلاحقهم، وعلامات الشك والريبة ترافقهم.

كل شيء يقال ضد المسلمين الآن يمكن تصديقه، كل تهمة وأية تهمة، لن يدقق احد في التفاصيل.
ما نحتاجه الآن هو تغيير نمط التفكير تجاه ما يحدث حولنا، لا يمكن في كل مرة ان نصدق كل شي، لو كان الامر يصل الى هذا الحد لقلنا انه لا مشكلة، المشكلة ان التصديق يتبعه سلوكيات ومواقف، فلا تجعلوا "جوازات السفر" التي تبقى كما هي في النيران تضحك علينا في كل مرة، وهذه نصيحة لوجه الله. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة