الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 05:01

المبادرة ليست مغامرة/ بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 15/12/15 13:15,  حُتلن: 07:26

فادي أبو بكر:

للأسف هذا واقع تعيشه مؤسساتنا الرسمية وباتت ثقافة مُستشرية فيها بحيث أصبحت المبادرة مُغامرة عند البعض يخشى الموظف أن يقوم بمبادرة اعتقاداً منه بأنه سيُغامر ويُخاطر بنفسِه وبوظيفته

عندما أنت تبادر وهو يبادر أنا أبادر والكل يبادرون. المبادرة ليست مغامرة فالماديات تفنى والمبادرات تُخلد، لا تنزوي وتقف متفرجاً .. بادر للتغيير

تعيش المؤسسات الفلسطينية الرسمية أزمة حقيقية ألقت بظلالها على العاملين في تلك المؤسسات على اختلاف مستوياتهم ودرجاتهم الوظيفية. الأزمة موجودة ولا يمكن إنكارها، والأسباب عديدة لا يمكن تلخيصها في مقال واحد، فهناك البيروقراطية، النرجسية والتفرد في اتخاذ القرار، غياب العمل الجماعي، غياب خطاب إعلامي موحد، عدم وجود خطة وإستراتيجية واضحة وإلخ..

هناك أسباب أخرى مهمة وملموسة، ولكن لا يتم التطرق لها تتعلق بالموظفين أنفسهم، حيث أن دورهم أحياناً يكون أكثر سلبيةً من سياسة المؤسسة أو الواقع الموجود.

يمكن تصنيف هؤلاء الموظفين إلى فئات عدة:

• "الموظف اللوام": هو الموظف الذي دائماً ما يلقي باللوم على المسؤول، سياسة المؤسسة أو شح الموارد والإمكانيات.

• "المطبلاتي": هو الموظف الذي دائماً ما يحاول التودد لمديره ويوافقه في كل ما يقوله حتى وإن كان خاطئاً، ولا يكون همه متركزاً سوى في حصد الرصيد الأعلى لدى المسؤول وليس المؤسسة، ويعد هذا النوع من الموظفين الأكثر خطراً على المؤسسة.


• "الموظف اللامبالي": هذا النوع من الموظفين يبرز في حال وجود "مطبلاتيين" في المؤسسة، حيث يصبح لا مبالي بسمعة المؤسسة، سير عملها أو إنتاجيتها، لأن التقدير والترقية لا تُقدم وفق معايير الكفاءة وإنما وفق مقدار حجم "التطبيل" !.

• "الموظف الخائف": هو ليس مطبلاتي أو لا مبالي، ولكنه يقوم بما يُطلب منه دون أن يسأل "كيف" أو "لماذا"، حيث أن خوفه من المسؤول يجعله فاقد لروح المبادرة.

للأسف هذا واقع تعيشه مؤسساتنا الرسمية، وباتت ثقافة مُستشرية فيها، بحيث أصبحت المبادرة مُغامرة عند البعض. يخشى الموظف أن يقوم بمبادرة اعتقاداً منه بأنه سيُغامر ويُخاطر بنفسِه وبوظيفته.

المشكلة لا تقتصر على سياسة الدائرة، نرجسية المسؤول أو شح المصادر والإمكانات. المشكلة الأساسية تكمن فينا نحن الموظفون، فنحن فاسدون طالما نحن ساكتون، ولا يمكن أن تتأثر سياسة الدائرة أو حتى المسؤول ما دمنا هكذا.

التغيير بحاجة إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا، وأن تكون لدينا روح المبادرة، فبالمبادرة نسيطر، وننقل مؤسساتنا من المتاهة ونثبتها على الخارطة.

تقول الأديبة الأمريكية هيلين كيلير "الحق أنه مما يكسب هذه الحياة كرامة ووجاهة أن نعتقد أننا ولدنا لكي نؤدي أغراضاً سامية وأن لنا حظاً يتجاوز الحياة المادية".

كن ذا هدف سامي، وتجاوز الأمور المادية. عندما أنت تبادر وهو يبادر أنا أبادر والكل يبادرون. المبادرة ليست مغامرة فالماديات تفنى والمبادرات تُخلد، لا تنزوي وتقف متفرجاً .. بادر للتغيير.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة