الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 19:02

دنيا تبحث عن الدنيا/ بقلم: مصطفى عبدالفتاح

كل العرب
نُشر: 10/01/16 20:29,  حُتلن: 22:11

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

لست ناقدا ادبيا ولكنني قارئ عادي، يحب الادب ويعشق عالمه السحري وخاصة عالم القصة والرواية، وله نظرته ورؤيته الشخصية التي امل ان تسهم في فهم الرواية التي امامي "دنيا " والكشف عن بعض مكنوناتها الجميلة.

قبل اسبوعين اهداني الصديق الكاتب والصحفي عودة بشارات نسخة من روايته الجميلة "دنيا" والتي تقع في 358 صفحة من الحجم المتوسط، اصدار بشارات للنشر، يافة الناصرة، وقد استمتعت بقراءتها والولوج في دنيا دنيا، اذ لم أستطع خلال قراءة الرواية من معرفة عن أي دنيا يتحدث الكاتب، عن دنيا الفتاة البسيطة الذكية المتوثبة التي تبحث عن الحياة بمقاييس بعيدة عن المجتمع وحتى مخالفة لعاداته وتقاليده وتكسر الطوق لتعيش في الدنيا، ام يتحدث عن الدنيا الحياة التي نعيشها فتأخذنا لتطحن حياتنا وامالنا وافكارنا دون ان ننتبه.
انه يستعرض بشكل لافت يوميات مجتمع عربي يخرج للتو من وضع مأساوي تعيس عبر حقبة زمنية طويلة، بكل التفاصيل الدقيقة، الحزينة والسارة، مما يجعلك اسير هذه التفاصيل بكل دقائقها ، ينقلك بين اشخاص الرواية كأنّك تعيش بينهم، وفي خضم الوصف المستفيض لواقع الحال لمجتمع يتصارع فيه العديد من تيارات الفكر والوعي تتصارع فيه تيارات الجهل والتخلف والعدمية لدرجة البساطة والسذاجة التي تجعلك تنسى من هي دنيا الفتاه البسيطة المتوثبة التي تبحث عن الانا في جو مليء بضبابية النحن او المجموع الذي يحاول الغاء الفرد ودوره وانسانيته وكينونته الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية ، فتعيش الحدث تتجاذبك مختلف التيارات وتقف امام العشرات من الأسئلة والتساؤلات عن واقع الحال، انها محاولة لتعرية المجتمع والوقوف على حقيقته وجها لوجه بدون رتوش ، حتى يصل بك المطاف ان تسال بكل جدية كيف سينهي الكاتب روايته.
لا أدر لماذا جعل الكاتب "دنيا" بطلة روايته تهرب من واقعها، دون ان تأخذ بالاعتبار او تقيم وزنا لمجتمع او ارض او وطن، تختفي لتبحث عن ذاتها في الدنيا حتى تصل الى روما وكان وطنها العالم كله، وكأنه يريد ان يحررها من مسؤولية ارضها ووطنها ومجتمعها البائس دون جدوى، وعندما تعود تجد نفسها غريبة في وطنها فتعود ثانية من حيث أتت. فهي قبلت كلام "الفتاح عندما قال لها " هل تريدين البقاء في هذا الحاضر الموحل؟ انطلقي في فضائك، من يبغي التحليق عليه ان يواجه الشمس حتى لو اعمى الضوء عينيه برهة من الزمن، في البدء ظلمة فيما بعد فضاء واسع. قال الفتاح وسكنت روحها المضطربة وشعرت بنور عظيم يحتل كيانها في أجواء الغرفة المعتمة.

ويستطرد الكاتب ليبرر لها هروبها او اختفائها رغم القيود الاجتماعية التي تحيطها بقوله " ترسخ الاعتقاد لديها بان مصير الانسان غير مرتبط بأرض او بمكان، فالإنسان خلق حرا أيضا لدى اختياره المستقبل ولا يجوز للماضي حتى أخلاقيا تكبيل ايدي المستقبل.
وفي خضم سرده عن الصراع العربي الإسرائيلي الذي يحتل مساحة واسعة من الرواية، يتطرق فيه الى يوميات الحزب وتفاصيل لا تحصى عن كل كبيرة وصغيرة يتحدث بها عن تاريخ الحزب وتاريخ صحيفته ودورها الريادي في محاولة صقل الوعي عند شخصيات الرواية، ولكنه يخلص الى تساؤل واعي حقيقي يبحث عن مخرج حين تسال دنيا: "هل سأبقى انا وابنائي أسيرة هذا الصراع؟
ويقرر الكاتب اننا مجتمع يضيع عمره في البحث عن السخافات بعيدا عن العقل والمنطق، ودنيا ترفض هذا الواقع المر فهو يقرر ببساطة وعفوية ولكن بعمق واع اذ يقول "لا تريد ان تضييع عمرها ريثما تتم استعادة مكانة العقل في زتونيا، بقي ان اشكر الكاتب الصديق عودة بشارات، على روايته الجميلة بل الرائعة وأتمنى له التوفيق والمزيد من الروايات الجميلة.
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة