الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 03:02

سجل أنا كافر/ بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 22/02/16 11:53,  حُتلن: 11:54

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

هناك حقيقة راسخة عند الكثيرين أن المناضلين يزرعون، والجبناء يحصدون. أما أنا فلا أقتنع بأن هناك حقيقة راسخة ومطلقة، وأنتمي إلى المدرسة التي تقول" أنه لا يوجد حقيقة مطلقة، وأن كل شيء بإمكانه أن يخلق واقعه".

قد يقول عني البعض كافرًا، ولكنني لا أقتنع بأن هناك واقعا لا يمكن تغييره، وإن كان الأمر هكذا فسجل يا تاريخ أنني كافرٌ وكافرٌ وكافرُ.

يقول أفلاطون:" تظهر الأشياء لي، كما توجد بالنسبة لي، وتظهر الأشياء للآخرين، كما توجد بالنسبة لهم". وبالتالي يمكن أن تصدق مقولة "المناضلين يزرعون والجبناء يحصدون".. نعم قد يحصدون موسمًا أو موسمين على الأكثر، ولكن نذكرهم أن الجبناء لا يصنعون التاريخ ولا يحصدون جميع المواسم ... فالمناضلون يزرعون مجدًا يبقى خالدًا في جميع المواسم .. فعليك أن تختار إما تكون محسوبًا على شخص معين أو فئة معينة و تحصد موسم محدود بفترة معينة، أو أن تكون محسوبًا على وطنك وخاضع فقط إلى املاءات ضميرك ومنطلقات إرثك الوطني والنضالي وبالتالي تحصد مجدًا يُخلد في كل المواسم.

في نظر البعض أنا كافر لأنني أفكر.. لأنني أحلم .. لأنني أريد تحطيم واقع الذل والتخاذل، واقع مر شطبوا فيه كل معاني التفاؤل..إذا كانت هذه هي الضريبة المُستحقة فسجل أنا كافر وأفتخر!..

تقول أحلام مستغانمي" لا تخن حياتك وابتسم.. فأنت حي".. وأنا أقول لا تخن وطنك وحياتك ما دمت حي، واكفر بمن يريدون تحويل الخيانة إلى وجهة نظر، فهم يريدون منك أن تغني أغنية "أنا مش عارفني"! وتتوه في نظرياتهم الخائنة للحياة والوطن.


كيف لا أكون كافرًا، والكيمياء التي تجمعني بوطني أصبحت محرمة؟!، في حين أن الكيمياء التي تجمعك مع مصالحهم الفئوية الضيقة مشروعة.. كيف لا أكون كافرًا وأنا أعيش في جو من المثبطات والمحركات؟! .. مثبطات لأي عمل وطني حر ومحركات لأي عمل يدر بالفائدة والأموال لفلان وعلان.

يريدون فرض سيادتهم ويتعاملون معنا وكأنهم ربنا الأعلى، ولهذا سجل أنا كافر وكافر وكافر. كفرنا مقدمة لغيابهم وعودة الإشراقة لمواسم وطننا الجميل، ولهذا سأبقى ملحدًا وأدعو للإلحاد حتى يغيبوا عن مواسمنا كافة.. حينها فقط سأعود عن كفري وإلحادي، وأكون مؤمنًا.. مؤمنًا بالحقيقة الراسخة التي تقول بأن هذا الوطن عظيم لا يقبل في صدره إلا من يملك قلبًا وطنيًا وروحًا متمردة حرة.

يا وطن هنيئًا لك بمن لا يخونك .. يا وطن هنيئًا لك بمن يريد أن يحطم الواقع الذي يحاول تشويهك.. يا وطن هنيئًا لك بمن لا يقتنعون بأن الخيانة وجهة نظر.. يا وطن هنيئًا لك بمن يهون عليهم أن يكونوا كفارًا على أن يكونوا لك خونة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة