الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 03:02

العنف وثقافة الحوار الغائبة/ بقلم: د. ثابت أبو راس

كل العرب
نُشر: 01/05/16 11:53,  حُتلن: 13:51

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

د. ثابت أبو راس في مقاله:

العنف والجريمة هو وليدة مفاهيم اجتماعية تنمو وترعرع في مجتمعات مأزومة تضعف فيها ثقافتي الانتماء والعطاء

شبابنا يهربون من حيزهم الثقافي والمجتمعي الى ما هو افضل؟؟ فلا شيء يجمعهم اليوم ويفخرون به سوى برشلونة وريال مدريد؟ ميسي وكريستيانو

حوادث العنف والاجرام في مجتمعنا تحتم علينا محاسبة مع الذات افرادا، مؤسسات وقياده. فقد أصبحت قضية العنف والأمن الشخصي تتصدر لائحة اهتمامات المواطن العربي وتسبق بذلك قضايا اخرى مثل الارض والتخطيط والتربية والتعليم. فالعنف يتفشى ويزداد قساوة ونحن كمجتمع لا نولي اهتماما كافيا لهذا الامر. فلا تطرح هذه القضية على طاولاتنا بما فيه الكفاية ولا توجد مؤسسات مختصه تستطيع معالجة الأمر.

لقد ذوتنا خطاب الضحية واتهام الآخر حتى الثمالة. فاصبحنا لا نتحمل مسؤولية ما يجري لنا ونسارع لتحميل الآخرين المسؤولية او الاكتفاء بالقبول بالظواهر السلبية وكأنها أمر محتوم وهي من صنعنا نحن. هذه الظواهر تصبح مع مرور الوقت جزءا من حياتنا. اذكر وليس للحصر قضية معاناة الحجاج والمعتمرين الى الديار الحجازية والتي تتكرر كل سنة وكأننا اصبحنا غير قادرين الا على قبول الاستغلال والمعاملة السيئة لرحلة دينية كان يجب ان تكون افضل الرحلات.

العنف والجريمة هو وليدة مفاهيم اجتماعية تنمو وترعرع في مجتمعات مأزومة تضعف فيها ثقافتي الانتماء والعطاء. ان احد اسباب العنف هو ضعف انتماءنا لمجتمعنا وهويتنا الوطنية. شبابنا يهربون من حيزهم الثقافي والمجتمعي الى ما هو افضل؟؟ فلا شيء يجمعهم اليوم ويفخرون به سوى برشلونة وريال مدريد؟ ميسي وكريستيانو.

في ظل هذا الوضع تتراجع به المؤسسات، الاحزاب والحركات السياسية التي كانت تستقطب عشرات الآلاف من شبابنا واصبحوا اليوم دون عنوان؟

المشكلة قبل كل شيء تربوية ويبدأ هذا الامر في تربية أبنائنا. العنف يبدأ في بيوتنا وفي مدارسنا والتسامح معه. تعالوا نعترف اننا لا نربي على ثقافة الحوار بيننا. تعالوا نعترف أن التسامح اصبح مصطلحا سلبيا ويدل على الضعف في مجتمعنا. العنف يمارس في تعاملنا مع نسائنا وابنائنا وقبوله كجزء من حياتنا. هذا الأمر يختلف من مكان لأخر بيننا والا كيف نفسر ان العنف والجريمة تكاد لا تصل الى بعض بلداتنا العربية وتنتشر في بلدات اخرى؟

لا شك ان الشرطة والحكومة تتحمل قسطا من المسؤولية لما يحدث في بلداتنا. هناك اهمال واضح في محاربة الاجرام وجمع السلاح غير المرخص وهناك نقاش حول ماهية عمل الشرطة والذي ما زال يحمل في طياته جوانب امنية نرفض قبولها والتعامل معها. وبما اننا مواطنين في هذه الدولة وليس دولة اخرى من واجبنا حسم نقاش جاد قائم بيننا حول خدمات الشرطة في بلداتنا. نريد المواطنة ولكن نرفض استحقاقاتها احيانا.

من واجبنا قبول فتح محطات شرطة في بلداتنا والمطالبة بتخصيص ميزانيات كافية بدل معارضتها مثل مطالبتنا الحقة لخدمات اخرى مثل الصحة، التربية والتعليم وغيرها. لا يمكن محارية الجريمة والعنف دون الشرطة. في نفس الوقت في حاجة لمراقبة عمل الشرطة ومحاورتها ومحاولة التأثير عليها مثل ما نفعل مع الوزارات المختلفة.
لقد رأينا التحول الايجابي في الخطاب السياسي العربي منذ الانتخابات الاخيرة وفي مركزه عدم الاكتفاء بسياسة رد الفعل وانما بسياسة المبادرة والطرح المهني لحاجيات بلداتنا العربية . يجب ان يستمر هذا الامر من خلال طرح مقترحات على الشرطة ايضا وليس مقاطعتها. هناك خطة حكومية واضحة تتحدث عن فتح مراكز شرطة في عدة بلدات وزيادة اعداد العرب المنخرطون في الشرطة . اذا عارضنا ذلك يجب علينا طرح البدائل امام الشرطة.

هناك آخرون وبسبب عدم الثقة في شرطة اسرائيل (كونها امنية ايضا) يعارضون التعاون او التعامل مع الشرطة لأسباب مبدأيه. ممكن تفهم بعض ادعاءاتهم . لكن الوضع في بلداتنا لا يعفينا من طرح بدائل لهذا الامر. المواطن العادي يبحث عن الحماية وعن الامن والامان فماذا نحن فاعلون؟؟ ام اننا حسمنا امرنا لا نستطيع التأثير على حياتنا وننتظر حوادث القتل القادمة؟

من السهل اتهام الحكومة والشرطة بكل ما يحدث لنا يبقى السؤال لماذا لا نطرح البدائل؟ حان الوقت ان نتحمل المسؤولية على انفسنا وأن نعترف بالشوائب في تربيتنا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة