الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 03:02

الشرق الأوسط يتحول إلى مقبرة جماعية/ بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 08/06/16 11:45,  حُتلن: 07:28

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

فادي أبو بكر في مقاله:

"داعش" هي الأداة الإسرائيلية في العراق وبلاد الشام حيث تعتبر أحدث أداة يتم استخدامها استعماريًا من أجل تحقيق الهدف الإستراتيجي

الشرق الأوسط في طريقه لاحتواء أنظمة فصل عنصرية وهكذا فإنه لن يطول الأمر حتى يتحول الشرق الأوسط إلى مقبرة جماعية

رجوعًا إلى اتفاقية سايكس بيكو، يُلاحظ أن التاريخ يعيد نفسه فها هو الشرق الأوسط يشهد تقسيم المقسم وتنامي التطهير العرقي يعزز هذا التقسيم بشكل أكبر وأكبر.

إن هذا التقسيم بحاجة إلى إستراتيجية وأدوات وآليات عمل لتنفيذها، وتنقسم المهام بين كبرى الدول الاستعمارية الحديثة، فالولايات المتحدة تتولى التخطيط الإستراتيجي و"إسرائيل" تهتم بتطوير آليات لتنفيذ هذه الإستراتيجية .. أما "داعش" فهي الأداة الإسرائيلية في العراق وبلاد الشام، حيث تعتبر أحدث أداة يتم استخدامها استعماريًا من أجل تحقيق الهدف الإستراتيجي، ألا وهو السيطرة المطلقة على الشرق الأوسط وإعادة ترتيبه وصياغته وفق الرؤية الاستعمارية.

وفيما يتعلق بتقسيم الشرق الأوسط، فإن الدول الأوروبية مساهمة بشكل فاعل في تقسيم العراق، وسورية، وغيرها حتى لا تبقى دولة قوية في المنطقة، وفي سبيل ترسيخ مكانتها وإيجاد مقاعد لها بجانب القوى الاستعمارية الكبرى في العالم.

يُنذر الصراع الحاد على الشرق الأوسط والذي يتمثل في الحرب على سورية، العراق وغيرها بوجود صفقة كبرى تُبرم في منطقة الشرق الأوسط. وفي هذا الجانب أفترض أن التفجيرات والأحداث الأخيرة التي تجري في تركيا هي جزء من إجراءات ضرورية تهدف إلى إدخال تركيا في هذه الصفقة، ولإعطاء تركيا المبرر والمسوغ لإقامة نظام الفصل العنصري التركي المطلوب من أجل تسهيل عملية التقسيم في الشرق الأوسط.

قامت دول أوروبية وتركيا بترشيح إسرائيل للجنة مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، وهذا يعني بأن الشرق الأوسط في طريقه لاحتواء أنظمة فصل عنصرية، وهكذا فإنه لن يطول الأمر حتى يتحول الشرق الأوسط إلى مقبرة جماعية.

يقول جورج أوريل " الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين والخونة، لا يعتبر ضحية، بل شريكا في الجريمة.." وعليه فإن شعوب الشرق الأوسط إذا بقيت خامدة ولم تتحرك قبل فوات الأوان، فإنها ستحفر قبرها بيدها.

لن ينجو الشرق الأوسط إلا بربيع شرق أوسطي يمحو الأنظمة العنصرية التي تبث السموم بين الشعوب ويُفشل السياسات الاستعمارية التي تهدف تفتيت المنطقة وتشتيتها وإعادة صياغتها.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة