الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 05:02

رماديّ من القلب إلى القلب/ بقلم: أسيل منصور

كل العرب
نُشر: 20/08/16 22:10,  حُتلن: 07:37

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

يشكون من الغربة في البعيد وأنا كنت أشكو ولطالما تبرمت من الغربة في القريب. تدور بي الأفكار كما تدور بي الأرض لأجد نفسي أصغر سناً ، أجمل وأحلى وأوسم وأكثر سعادة في مهب نسيم لا يحمل رائحة أجدادي.

نعم ، أعترف أنّي لم أذق طعم الانتماء للأرض إلا في مكان لم أولد فيه ومع ذلك أُقَدِّسُ له في قلبي كل قطعة تراب. أنكّارٌ للجميل أنا "أرفس نعمة" الحياة بجانب المألوف الذي أطعمني يوماً وسقاني لمصلحة بلد أُطْعِمُ فيه غيري وأسقي. نولد حيث لا نريد وتنهي أحلامنا المشاعر المختلطة التي تقسو علينا وتحبس أنفاسنا لألاّ نضايق الآخر الذي يحيا معنا ولكنّه "علينا " في معظم الأوقات.
لا ، لم أُقَبّل علماً أبداً ولم أُدافع عن مفتاح بيتي.
الأقفال في العالم كثيرة ..سأجربّ مفتاحاً آخر علّي أجد يوماً ما أبحث عنه..لا أريد أن أُنْقَل من هنا ولا أن أعود يوماً لما تركت بقلبٍ راضٍ عن قرار الهجرة من بلدٍ لم أعتبره وطناً ..
وطني هنا بين الرياح الغربية ..بين العواطف التي تتلاءم مع داخلي أخيراً ..
نعم ، أبحرت إلى البعيد حتى أجد قريباً يسكن قلبي ويخترع لي علماً منزوع الهوية ..كهذا أنا ..بين بين ..لا هذا ولا ذاك ..رماديٌّ مكان سكناي.. وسأظل في الأعراف لا أبغي الجنة الغير موجودة هنا والتي إن وُجِدَت في أفئدة البعض لم يكترث أحدٌ بإدراج اسمي بين قاطنيها والنار ليست موعدي أيضاً .. في الأعراف أنا.. وسعيد ها هنا أنا..لأجل الأعراف يُخلَقُ البعض وأنا منهم ... 
 

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net  

 

مقالات متعلقة