الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 05:02

إيران لن تسلّم أوراقها في لبنان ما لم تأخذ حصتها في سوريّة/ بقلم: اميل خوري

كل العرب
نُشر: 23/08/16 08:32,  حُتلن: 08:33

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

اميل خوري في مقاله:

واشنطن كانت وراء اشعال حرب الـ 75 في لبنان تحقيقًا لاهدافها ولاراحة اسرائيل من العمليات الفلسطينية وطهران هي التي افتعلت الأزمة الرئاسية وهي التي تحلها إذا شاءت

الغاية من اشعال الحرب في لبنان كانت التخلص من المنظمات الفلسطينية التي تزعج اسرائيل بعملياتها وتاليًا اخراج الفلسطينيين المسلحين الذين يزعجون اللبنانيين باخضاعهم للتفتيش عند الحواجز

بات واضحًا ان إيران تريد أن تأخذ في سوريّة كي تعطي في لبنان أي أن يكون الحكم في سوريّة مواليًا لها فيصبح عندئذ أي حكم في لبنان مواليًا لها أيضًا بفعل تأثير الحكم في سوريّة على الحكم في لبنان

عندما زار الرئيس الراحل الياس سركيس فرنسا ليطلب من رئيسها فرنسوا ميتران المساعدة على وقف الحرب في لبنان، قال له: "Allez voir Wachington" أي "روح شوف واشنطن". وكان لهذا الجواب معنى واضح وهو أن الحرب في لبنان هي من صنع واشنطن وهي التي تستطيع وقفها ولا أحد سواها. وقد أكدت المراحل التي مرت بها تلك الحرب واستمرت 15 سنة صحة ذلك. فالغاية من اشعال الحرب في لبنان كانت التخلص من المنظمات الفلسطينية التي تزعج اسرائيل بعملياتها، وتاليًا اخراج الفلسطينيين المسلحين الذين يزعجون اللبنانيين باخضاعهم للتفتيش عند الحواجز، عدا تهميشها دور السلطة اللبنانية. وخوفًا من أن يتغلب الطرف اللبناني على الطرف الفلسطيني أو يتغلب الطرف الفلسطيني على الطرف اللبناني، وتحديدًا المسيحي بعد وقوف أحزاب اسلامية وقومية عربية الى الجانب الفلسطيني، رسمت أميركا خطوطًا حمرًا للمتقاتلين لا يجوز لأي منهم تجاوزها، ما جعل الحرب سجالًا عند خطوط التماس بين ما كان يسمى "بيروت الشرقية" و"بيروت الغربية" في انتظار ان يتعب المتقاتلون ويصبحوا جاهزين للقبول بالحل الذي وضع في لقاءات الطائف والذي أخضع لبنان لوصاية سورية تتولى هي تنفيذ اتفاق الطائف في غضون سنتين. لكن الوصاية السورية التي طابت لها الاقامة في لبنان جعلتها تمتد الى 30 سنة وقبضت ثمن ذلك اخراج المسلحين الفلسطينيين من لبنان الى تونس ارضاء لاسرائيل وتنفيذًا لصفقة التفاهم مع أميركا.

والآن يستطيع لبنان أن يقول لكل موفد عربي أو دولي صديق يحاول اخراجه من ازمة الانتخابات الرئاسية: "روح شوف إيران"... فكما أن واشنطن كانت وراء اشعال حرب الـ 75 في لبنان تحقيقًا لاهدافها ولاراحة اسرائيل من العمليات الفلسطينية، فإن طهران هي التي افتعلت الأزمة الرئاسية وهي التي تحلها إذا شاءت. فلو انها كانت تريد انتخاب رئيس للبنان لكانت طلبت من نواب "حزب الله" ومن معهم النزول الى مجلس النواب لانتخاب أحد المرشحين عون وفرنجية، وكلاهما من خطها السياسي، بل كانت ضغطت لينسحب أحدهما للآخر ضمانًا لفوزه وتبديدًا لخوفها من فوز مرشح آخر ليس من خطها، ولما كان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يكرر تأكيد تمسكه بترشيح العماد عون حتى بعد فشل المساعي المبذولة لدى الرئيس سعد الحريري لكي يؤيّد العماد عون ويتخلى عن تأييد فرنجية، أي الطلب من الحريري أن يتجرّع كأس السم... وهو ما لن يفعله، وإن هو فعل يكون قد حكم على نفسه بالانتحار السياسي.

لذلك فإن السيد نصرالله، على رغم كل الصعوبات التي تواجه ترشيح العماد عون وتعذّر تذليلها، ظل مصرًّا على تأييد ترشيحه مخالفًا ما كان قد اقترحه سابقًا وهو انتخاب من لا يشكّل انتخابه كسرًا لأحد، أي مرشح توافق وتسوية، لكنه تناسى ذلك عندما بلغه أن ايران لا تريد انتخاب رئيس للبنان في الوقت الحاضر بل في الوقت الذي تحدّده هي.

لقد بات واضحًا ان إيران تريد أن تأخذ في سوريّة كي تعطي في لبنان، أي أن يكون الحكم في سوريّة مواليًا لها فيصبح عندئذ أي حكم في لبنان مواليًا لها أيضًا بفعل تأثير الحكم في سوريّة على الحكم في لبنان، في حين أن حكمًا في سوريّة غير موالٍ لإيران أو حتى محايدًا يجعل الحكم في لبنان أكثر حرية واستقلالية في اتخاذه قراراته المحلية والاقليمية والدولية.

لذلك يمكن القول إن إيران ستظل تضغط في لبنان لتحصل على ما تريد في سوريّة وأن تصيب عصفورين بحجر واحد. واذا كان الشغور الرئاسي لا يكفي لبلوغ ما تريده إيران في سوريّة فإنها تستخدم عندئذ أوراق ايصال لبنان الى الفراغ الشامل، وذلك عندما يحين موعد الانتخابات النيابية المقبلة فلا يكون رئيس للجمهورية ولا يكون قانون عادل ومتوازن تجرى الانتخابات على أساسه، ولا يكون تمديد لمجلس النواب بل يكون الفراغ الشامل، وقد يكون هذا ما عناه الرئيس نبيه بري بقوله: "إن لبنان هو على مفترق طرق إذا لم نتوصل الى اتفاق حول الملفات العالقة نهاية السنة".

نقلا عن النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة