الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 22:02

باب النهر- ردا على محاولات التشكيك/ بقلم: علا برانسي - قسيس

كل العرب
نُشر: 08/03/17 16:13,  حُتلن: 18:00

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

علا برانسي - قسيس في مقالها:

 قرأت مقالا للسيدة سعاد قرمان تعقيبا على فيلم باب النهر للمخرج نزار حسن

لم تستوقفني او تثرني فحوى النص بقدر ما استفزني اسلوب الكتابة وصياغة الجمل والتلميحات ما بين السطور!

تبدأ السيدة سعاد بالاعتذار المبطن وابداء التردد في نيتها تزويد معلومات عن حقبة زمنية تعرّفها بالحرجة والمؤلمة، ما بعد النكبة بالاحتلال الصهيوني الذي تلا الانتداب البريطاني الموروث عن الحكم العثماني

تقول السيدة سعاد بأنها اعجبت حينها عندما كنا منكوبين بالبرنامج الجريء "بين المواطن والسلطة"... اين الجرأة يا سيدتي العزيزة من برنامج جعلنا مواطنين دون ان يسألنا!

في أكثر من جملة تستعرض السيدة سعاد قرمان الاهداف التي من الممكن أن يكون المخرج قد صنع فيلمه من اجلها ولا تتردد باتهامه صراحة بمحاولة تشويه الحقائق وبالتشكيك بعلاقته وبنوايا قناة الجزيرة من انتاج الفيلم

عندما سنتوقف عن المساءلة والبحث تحفظا من القامات العالية ستنحني ظهورنا وربما لن نستطيع النهوض بعدها ابدا... قرأت مقالا للسيدة سعاد قرمان تعقيبا على فيلم باب النهر للمخرج نزار حسن، حيث كنت حضرتُ عرضه الاول في الحادي عشر من الشهر الحالي في الناصرة، لم تستوقفني او تثرني فحوى النص بقدر ما استفزني اسلوب الكتابة وصياغة الجمل والتلميحات ما بين السطور!

تبدأ السيدة سعاد بالاعتذار المبطن وابداء التردد في نيتها تزويد معلومات عن حقبة زمنية تعرّفها بالحرجة والمؤلمة، ما بعد النكبة بالاحتلال الصهيوني الذي تلا الانتداب البريطاني الموروث عن الحكم العثماني. فكأن الفترة الزمنية للفيلم هي من الماضي الذي ولّى وكأننا اليوم في احسن حال وكأننا غير منكوبين، واسياد انفسنا فنتعلم ما شئنا ونرتقي للمناصب التي نرنو اليها ونتبوأ قيادة وطننا بكل يسر وسلاسة.. وطن لا نملك أن نبني فيه قرية او مدينة، ولا أن نحزم فيه امتعة سفرنا الا بعد أن تدس كاميرات السلطة في اجسادنا وان توثق خطواتنا في سجل اجهزتها!

تقول السيدة سعاد بأنها اعجبت حينها عندما كنا منكوبين بالبرنامج الجريء "بين المواطن والسلطة"... اين الجرأة يا سيدتي العزيزة من برنامج جعلنا مواطنين دون ان يسألنا اولا:هل اخترنا ان نكون مواطنين؟ مواطنون في عرف من؟ وفي اي دولة؟ اكانت السلطة التي اسمتنا مواطنين حقا سلطة وطنية ؟ ام اننا كنا دائما شوكة في حلقها؟ وأين الجرأة في ان يبحث برنامج في شكاوى الجمهور ضد مؤسسات سلطة وطنه ان كانت فعلا سلطة وطنه؟ فان كانت كذلك فمن الطبيعي ان يسائلها ويشكو منها واليها!! فهل كان تعريفك للبرنامج بالجريء نابع من الشعور بالدونية تجاه السلطة التي منّت علينا بحق التذمر؟!

تكمل السيدة سعاد حديثها عن اسماء لها تاريخها الوطني النظيف لشعراء ومثقفين ناضلوا في اصعب الظروف لنشر الثقافة والحفاظ على هويتنا وثقافتنا. وتضيف بأنّ المخرج وضع هذه القامات تحت المجهر مستقيا معلوماته من شخصيات استخبارية صهيونية مشكوك في نواياها. وهنا أود أن اتطرق لكل موضوع على حدة وابدأ اولا من موضوع حق المساءلة الذي افتتح به مقالي هذا، وبرأيي فأننا لا يمكن ان نعفي انفسنا او اي احد من المساءلة بسبب قامتة العالية او تاريخة او انجازاته مهما كان وكانت انجازاته، ان الطريق الحقيقي للابتكار والابداع وتطوير ذاتنا تبدأ وتنتهي بطرح الاسئلة ومحاولة فهم الحالة ليساعدنا هذا الفهم على تشكيل المواقف بصورة ذهنية عقلانية بعيدة عن الانفعالية والعاطفية وبعيدة كل البعد عن المساومة او المداهنة في اي مجال وعلى جميع الاصعدة ،وكمشاهدة للفيلم استطيع القول ان المخرج قام بتفكيك ومحاولة طرح الاسئلة التي تعلقت بعدة جوانب من جوانب حياتنا نحن الفلسطينيين والتي ادت لان تؤول حالنا الى ما نحن عليه اليوم ، ومن ضمنها محاولة تدخل جهاز المخابرات الاسرائيلي للتأثير على وعينا الثقافي العام دون ان يشير بإصبع الاتهام الى اي كان ومع حفظ المقام لكل شاعر او اديب ،أجل جميعنا ندرك المحاولات المتكررة لرسم حدود المعرفة الثقافية وما ندعوه بسياسة " التجهيل" التي مورست وتمارس علينا! ويكفي النظر حولنا والتأمل بالمشهد العام لقرانا ومدننا العربية وقراءة جميع اللافتات بالعبرية والإصغاء لمفردات الحديث اليومي في اماكننا العربية لنفهم هول نجاح المشروع!

تسال سعاد قرمان.. لمن قمت بالعمل يا نزار؟
لنا سيدتي العزيزة! للملايين التي تريد الافتخار بفلسطينيتها! للملايين التي تبحث عن موقف وعن وعي وعن فهم بعد ان تكشفت لها ولأول مرة وثائق الاستخبارات الاسرائيلية، بعد ان تجرأ مخرج فلسطيني ..رجل واحد على فتح ملفات الارشيف والوصول الى مصادر موثوق بها لتدلي له بما لم يرد احد ان يسمعه او انه عرفه وافترض ضمنا انه يجب السكوت عنه!تتساءل السيدة سعاد: "لماذا تنتج الجزيرة فيلما عن عضو الكنيست العربي الوحيد في حزب العمال الصهيوني"، هل زهير حقا هو النائب العربي الوحيد في حزب صهيوني؟! ايوجد حزب اسرائيلي غير صهيوني؟ ان كان هناك كذلك دليني عليه!

لن اتطرق لما قاله الاستاذ الكبير حنا ابو حنا او اتكلم عن وطنية راشد حسين او محمود درويش او سميح القاسم لأنني ذكرت في حديثي سابقا انهم غير متهمين ابدا وإنما كانوا ادباء وتطرق الفيلم لمحاولة المخابرات التدخل بصورة او بأخرى في حقبة زمنية معينة بنتاجهم الادبي وهذا معلوم للعامة ولا يمس بهم البتة.

في أكثر من جملة تستعرض السيدة سعاد قرمان الاهداف التي من الممكن أن يكون المخرج قد صنع فيلمه من اجلها ولا تتردد باتهامه صراحة بمحاولة تشويه الحقائق وبالتشكيك بعلاقته وبنوايا قناة الجزيرة من انتاج الفيلم. وهنا نقول. ما هكذا تورد الإبل سيدة سعاد فان خالفت المخرج في طريقة العرض فلك ان تدلي برأيك لا ان تشككي بنزاهته لتثبتي ان ما تعتقدينه هو الصواب ،لا ان تلمحي تلميحاً مبطنا ان لقناة الجزيرة نوايا خفية! هنا تتهاوى موضوعية نقاشك وتندثر تماماً! لك ان تناقشي فحوى الفيلم لا ان تحاولي اسقاط تهم شخصية على شخص جاء بما لم يجئ به قبله وأقام الدنيا ولم يقعدها لأنه كسر الحواجز الرتيبة والأطر العادية علنا نطرح سؤالا او نضع تحديا يقودنا لنكون اسياد موقفنا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة