الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 02:02

مأزق مؤجّل/ بقلم: رائدة عكاشة

كل العرب
نُشر: 30/08/17 13:16,  حُتلن: 07:48

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

لم تتخيل قط أنها ستعمل خادمة في يوم ما، كانت فتاة حالمة تطمح أن تنهي دراستها، من أجل أن تعمل في وظيفة محترمة.
ولكن الجوع الذي تحالف مع مرض والدتها، والديون التي أثقلت كاهل والدها المقامر، جعلاها لا تتردد حين سنحت لها فرصة العمل في المراقص والحانات، صاعدة في عملها إلى القمة، نازلة في ذاتها إلى القاع.
بدأت نادلة في مقهى ليلي تزاحمها الأجساد المتعرقة وتلامسها الكفوف الوقحة.
ثم صارت راقصة في ناد تلتهمها فيه الأعين الجائعة، ونالت أعلى المراتب وأدناها في عالم الليل.
وأصبحت مثل أي شيء يباع ويشترى، يتفاوت ثمنها نظرا إلى نوع الخدمة التي تقدمها.
عملت صامتة حزينة تكره المال والرجال، آلمها أن يكون لها ثمن.. بل كل الألم أن يكون للإنسان ثمن..
صارت مصدر دخل للعائلة، تعود مع ساعات الليل المتأخرة حاملة حقيبتها الصغيرة في يدها، تحتوي على ما تنتظره أمها المريضة وأبوها المقامر بفارغ الصبر.
انغمست في هذا العالم، أدمنت الشرب والتدخين، أصبح كل شيء بالنسبة إليها مقبولا، وليس ثمة شيء في حياتها له قيمة.
حملت أكثر من مرة ولكنها هذه المرة قررت أن تحتفظ بالجنين بعد أن أدركت أن ذلك هو خلاصها الوحيد من عملها الذي وافقت عليه مجبرة. تنفست الصعداء، لأنها بهذا القادم ستخرج من مأزقها الحالي، وإن كانت النتيجة هي مجرد قبول بمأزق مؤجل!
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة