الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 06:02

التناحرات في القائمة المشتركة بين استعراض العضلات والتهديد بفسخها/ بقلم: فادي عباس

كل العرب
نُشر: 23/09/17 11:56,  حُتلن: 16:12

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 فادي عباس في مقاله:


التجمّع، لدى العديد من نشطائه مواقف مختلفة من من الحالتين، وهو يعلم علم اليقين أن المقعد لن يصل إليه بهذه الطريقة

إنّ كثيرًا من الأطراف هدّدوا بفسخ المشتركة من ناحية، وأعلنوا من الناحية الأخرى أنهم مستعدون لعمل ما يمكن عمله للحفاظ على المشتركة... في هذا الموضوع بالذات أقول: لا يتعدّى الأمر كونه زوبعة في فنجان


الجبهة، موقفها واضح منذ البداية، ولم يتطرق إليه أحد، وعلى ما يبدو، يحاول البعض أن لا يصل المقعد إليها، ليقينهم أنه إن وصل إليها فسيبقى عندها، وعندئذٍ فلن يزحزحها عنه إلا العزيز الجبّار

بعض نشطاء العربية للتغيير يستنكرون على الإسلامية موقفها الذي كانوا هم به حتى قبل يومين، وهم لم يستنكروا على انفسهم ذلك، وإن كُنت أتفهم شعورهم بخصوص الكيل بمكيالين تجاههم من قبل أطرافٍ مختلفة

الحركة الإسلامية تبقي المقعد عندها وهي تقول انه ليس لها، وهي في نفس الوضع الذي كانت به العربية للتغيير حتّى قبل يومين، وهي استنكرت على النائب السعدي ذلك ولا تستنكره على نفسها، (مع بعض الفوارق الهامشية).

بعض نشطاء العربية للتغيير يستنكرون على الإسلامية موقفها الذي كانوا هم به حتى قبل يومين، وهم لم يستنكروا على انفسهم ذلك، وإن كُنت أتفهم شعورهم بخصوص الكيل بمكيالين تجاههم من قبل أطرافٍ مختلفة، إلّا أنّ محاولات بعض نشطائهم إلقاء اللوم على الآخرين، بصورة تعيد بعضهم - هم الآخرين - إلى الكيل بمكيالين كذلك، لا يُمكن أن تُقبَلَ مِنهُم، رغم أنّنا لم نسمع من قادتهم مثل قولهم.

التجمّع، لدى العديد من نشطائه مواقف مختلفة من الحالتين، وهو يعلم علم اليقين أن المقعد لن يصل إليه بهذه الطريقة، وما يقوله رئيس حزبهم - على ما يبدو - يعبّر عن آرائه الشخصية فقط.

الجبهة، موقفها واضح منذ البداية، ولم يتطرق إليه أحد، وعلى ما يبدو، يحاول البعض أن لا يصل المقعد إليها، ليقينهم أنه إن وصل إليها فسيبقى عندها، وعندئذٍ فلن يزحزحها عنه إلا العزيز الجبّار، وربّما نصل إلى مرحلة إلى التلاسنات أقسى وأصعب ممّا وصلنا إليه.

الإسلامية "أودعت استقالة" النائب حجازي لدى لجنة الوفاق، التي سنصل إليها لاحقًا، ولكن الجبهة لم تفعل ذلك وعلى ما يبدو لن تفعل، بخصوص المرشح يوسف العطاونه، والعربية للتغيير لم تفعل ذلك بخصوص ترشيح المرشح وائل يونس، ولا أدري ما الذي ستفعله إذا وصل الأمر لعنده، ولكن كلٌ الدلائل تشير إلى أن وصول المقعد إليه احتمال بعيد جدًّا.
لجنه الوفاق كان لديها عدّة أشهر، ودعت السعدي إلى الإستقالة الفورية، وعندما أعلن أنه سيستقيل شكّكت في نيّته، ثمّ إنّها تنفّست الصعداء (عبّرت عن ارتياحها) عند تقديمه استقالته، ولكنها دعت النائب إبراهيم حجازي إلى شغل المقعد لحين التّشاور !!، حيث إنها - على ما يبدو لم يكن لديها الوقت للتشاور قبل ذلك، ولكنها تدعو وائل يونس إلى إيداع استقالته.

قبل استقالة السعدي، دعى الجميع إلى استقالته غير المشروطة، حيث إنه كان أوّل حلقة في هذا المُسلسل، وأما الآن، يدعو الجميع إلى البدء بوائل يونس، رغم أنّه آخر حلقة، وهذا تناقُض لا يفهمه عاقل، في حين أن الحديث عن الجبهة بُرجَأ إلى بعد ذلك فيما يُسمّى بإجراء المشاورات وحل الإشكال.
الجبهة من ناحيتها كما يُقال "لا هي طابّه بحدا ولا حدا طابب فيها".
لجنة الوفاق ما زالت لا تملك موقفًا، أو أنها تملك موقفا لم تُعبّر عنه وقد جاء على لسان الناطق بلسانها البروفسور مصطفى كبها انه "لا يجوز التعبير عنه قبل التوافق".

العربيّة للتغيير كانت قد أعلنت أكثر من مرّة، ومنذ ثلاثة أشهر أنها مستعدّة لأي شيء يتوافق عليه الجميع، ولكن مصطلح التوافق يقاس - على ما يبدو - بموجب الطرف الذي ينطق به وليس بموجب معناه الحقيقي.
العربيّة للتغيير أعلنت أكثر من مرّة، وكررت مسألة خسارتها لنصف تمثيلها البرلماني، ولكن إن كان هذا لتعليل مواقفها وتدعيم حجتها حين تقول إنها ضحّت من أجل المشتركة، فإنّ هذا سيكون مفهومًا، ولكن لماذا تطرح هذا الموضوع الآن، وبشكل متكرر، وهي تعلم منذ شهر كانون الثاني 2015 أنّها ستفقد نصف تمثيلها في تنفيذ التناوب؟

جميع الأحزاب - دون استثناء - قالت، حين عِبنا عليها طريقة تشكيل القائمة في حينه، أنّها ستعمل بعد الانتخابات مباشرة على ترسيخ مبدأ الشراكة، وعلى إشراك وتمثييل كلّ المجتمع، وليس فقط الأحزاب الأربعة في الإنتخابات القادمة، وكذلك، أن تعمل على الصِلّة بالناخب وعلى منحه الخيار في التأثير على تركيبة المشتركة في المرّات القادمة، ولكنهم نسوا أو تناسوا جميعًا ذلك بُعيد الانتخابات، والآن يعودون إلى طرح الفكرة، مع الموافقة عليها مبدئيًّا، ولكن مع التأكيد على الكثير من المشاكل والعوائق التي تحول دون ذلك من البعض، ومع طرح البعض الآخر لحلول لن تكون دقيقة ولا مقبولة على الآخرين مثل استطلاعات الرأي، مع العِلم أنّ عدّة ملاحظات مهمة يجب أن تؤخذ في الحسبان:

1. استطلاعات الرأي أفضل من لا شيء، ولكنها قد تختلف من يوم لآخر، وليست بالضرورة صحيحة وإنّما تشير إلى إتجاه فقط.
2. طرح نفس السؤال بطريقتين مختلفتين يمكن أن تؤديا إلى نتيجتين مختلفتين كُلّيًّا، بل ومتناقضتين.
3. اختيار عيّنتين مختلفتين ولو كانت على أسس علمية يمكن أن يؤدي إلى نتيجتين مختلفتين، بل وحتّى متناقضتين، كذلك.
4. إنّ رأي الجمهور بأداء أحد النوّاب أو الأحزاب، أنّه الإفضل، ليس يعني - بالضرورة - تصويتهم له في الإنتخابات، وخاصّة أن من الحزبيين من يُمكن أن يعترف أن أداء المُنافس كان أفضل من أداء أعضاء حزبه، ولكنه سيدعم حزبه بطبيعة الحال.
5. تقييم الأداء يمكنه أن يحتمل أوجهًا كثيرةً، ولكن الأمر الأكيد أن هذا التقييم يقوم به الآخرون، لا الحِزبُ نفسه، لأنّ الحاسم في المسألة ليسَ ما تراهُ أنت في نفسك ولكن ما تراه الجماهير فيك.
6. من قال إنّ من كانَ أداؤه جيّدًا يجب أن يبقى إلى الأبد؟ ومن قال إنّ الذين لم يجرّبوا إلى الآن لن يكونوا بنفس المُستوى من الأداء، إن لم يكونوا أفضل أداءً.
7. كانت إحدى غايات الإنتخابات السابقة المُعلنة 15 مَقعدًا، وإحداها أن تكون المشتركة القوّة الثالثة....ال13 ليست ببعيدة عن 15. والقوّة الثالثة (إن كانت القوّة تقاس بعدد المقاعد) قد تحققت (أقول هذا بتحفُّظ) والسؤال: ما أهميّة ذلك، إن لم يكن هناك تأثير ملموس؟، خاصّة في ظل التعامل مع البرلمان، ومع الجماهير العربيّة كذلك، كأحزابٍ أربعة؟ بل وحتّى إن بعض الأحزاب كانت منقسمة على نفسها في العديد من المواقف؟

8. الحاضر-الغائب في كلّ ما ذُكر هو الجمهور، والبعض يذكره في بعض الحالات وينساه في أخرى، مع العلم أن البعض الآخر لا يذكره بالمرّة، والبعض يتهمه بانعدام الثقافة الديمقراطية لديه، والبعض الآخر لا يذنّبه بانعدام ثقافته الديمقراطيّة، ولكن يعترف بانعدامها لدى الجمهور، ولكن يبقى السؤال - في ظلّ كل هذا: هل تتمتّع النخبة السياسية بذلك ؟

9. إنّ كثيرًا من الأطراف هدّدوا بفسخ المشتركة من ناحية، وأعلنوا من الناحية الأخرى أنهم مستعدون لعمل ما يمكن عمله للحفاظ على المشتركة... في هذا الموضوع بالذات أقول: لا يتعدّى الأمر كونه زوبعة في فنجان، ورغم صعوبة التكهّن، تبقى الإحتمالات الأكثر حظًّا لبقاء الأحزاب الأربعة في قائمة مشتركة في الانتخابات القادمة وما كلّ المشادات والتناحرات الآن - في جلّها - سوى استعراض عضلات تمهيدًا للتناحر على المحاصصة في الدورة القادمة.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

 

مقالات متعلقة