الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 02:02

لا يترَجَّلُ الحُرُّ.. لروح: عبدالحكيم مفيد - بقلم: صالح كناعنة

كل العرب
نُشر: 21/11/17 23:54,  حُتلن: 00:31

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 
لا يترَجَّلُ الحُرُّ..
- - - أخي حكيم..
- - - يا اخي الذي لم تلدهُ أمي...
///
قلتَ: السّلامُ...
ولم تَقُل أبَدًا... وَداعا..
يا أيُّها القلبُ الذي مازالَ ينبِضُني... يُشاطِرُني رؤاه.
فَتَّشتُ عَن أمسي؛ فكانَت بي يَداكَ... تَدُقُّ صَدري..
ههُنا يا صاحبي سِرُّ الوجودِ ومُنتَهاه.
فتّشتث عَن يوَمي؛ فكانَ الصّوتُ، صوتُ الحَقِّ،
يَكتُبُني بِحبرِكَ، ثمَّ يَقرَؤُني بقلبِكَ، ثمَّ يَحضُنُني نَداه.
فتّشتُ عَن عُمري؛ رأيتُكَ في شَراييني نداءً للنّداءِ الحُرِّ في
طَقسِ الصّعودِ، تُنيرُ مِن لُغَةِ القلوبِ دروبَ مَن راموا النّجاةْ.
فَتَّشتُ عَن أفُقي؛ فقادَتني عُيونُكَ نَحوَ لونٍ كُنتَ فيهِ
ربيعَ مَن نَهَضوا إلى شَرَفِ الحياةْ.
فَتَّشتُ عَن حُلُمي فنادَتني رُؤاكَ،
نَهُزُّ ساقِيَةَ الخشوعِ، ونَستَقي حُبًّا نَداه.
الحبُّ كانَ لنا السَّفينةَ والشِّراعا..
قلتَ: السّلامُ...
ولم تَقُل أبدًا وَداعا...
يا أيُّها القلبُ الذي مازالَ يَنقُشُ فوقَ أورِدَتي تَضاريسَ البِدايةْ.
مازالَ يَهمسُ بي تَقَدَّم!
في وَقعِ أقدامِ المُناضِلِ يا أخي شَرَفُ البِدايَةْ.
وعلى تُرابٍ من مَراقي جُهدِنا تَنمو البِداية...
ويضِجُّ قلبي في شِغافِكَ، والمدى حُبًّا يقول:
مالَ النّخيلُ، وحبُّ هذي الأرضِ بي
أحياهُ نَبضًا وهوَ لي النّورُ العظيم

هذا الفضاءُ حدودُ أمنِيَةٍ بنا
عاشَت، وكُنتَ عيونَ طائِرِها الحكيم

تَمضي.. يَداكَ رؤًى، عيونُكَ رحلَةٌ
الأفقُ قلبُكَ عاشَ تَحضُنُهَ النُّجوم
##
أنسامُ حُبٍّ عِشتَ في وَطَنِ الفِدا
وبلونِ قلبِكَ كُنتُ أبصِرُهُ الجَليلْ

قلبانِ كُنّا والصّفا إنسانُنا
نَمضي.. وفيكَ تصيرُ أحلامي صَهيلْ

قُم يا أخي! هذا النّسيجُ عِظامُنا
سنُعيدُ لُحمَتَهُ، فليسَ لنا بَديلْ
##
يا عِشقَ هذا الدّربِ! يا نَبضَ التُّرابِ،
ويا تَعانُقَ رحلَتينِ إلى خُشوعٍ لم يَكُن
إلا ليَجمَعَنا على قُدسِ الطّهارَةِ في شَرايينِ اللُّعَةْ.
يا حُلمَ هذا القَلبِ! يا لَحمَ البِداياتِ التي اشتَعَلَت لتَصهَرَ عُمرَنا
في الموقِفِ المَرجُوِّ آذارُا لعائِدَةٍ وعائِد.
بيَدَيكَ أشعَلتَ الشُّموعا
برُؤاكَ وَجَّهتَ الشِّراعا
قلتَ: السّلامُ...
ولم تَقُل أبَدًا وَداعا..
ما زِلتُ أسمَعُ نَبضَكَ الواعي
يُعَلِّمُ صَوتَنا فَنَّ الوِلادَةْ.

وأراكَ تُقبِلُ واثِقَ الخُطُواتِ
تَمحو بالهُدى عُمرَ البَلادَةْ.

ويَثورُ بي صوتٌ سَكَنتَ حُروفَهُ...
الحُرُّ لا يَرضى سوى أفُقِ الرِّيادَة.
###
هذا دَمي أشبَعتُهُ نَبضًا سَما
لا ما استَقى أبدًا سوى طُهرِ العقيدَة

حربٌ على النِّسيانِ نبضُ حُروفِنا
كُنّا، أتَذكُرُ يا أخي، اللُّغَةَ العَنيدَة

أحكي، وتُدرِكُ، ثمَّ تُشرِقُ كي نَرى
فكري وفِكرَكَ يَقظَةَ الرّوحِ المَجيدة

فتَشتُ عَن صوتي بصَوتِكَ يا أخي
والصَّوتُ، صوتُ الحَّقِ، ما زِلنا جُنودَه.
لا ما تَرَجَّلنا ولكنَّ الشُّعاعَ يظلُّ يستَبِقُ الشُّعاعا
قلتَ: السَّلامُ...
ولم تَقُل أبَدًا وَداعا..
عَشِقَ المسيرُ مسيرَنا..
كم كُنتَ لي لونَ المدى
كَم قُلتَ لي يا صاحِبي..
لا بُدَّ من طَعنِ السُّدى
###
عَيناكَ تَحتَضِنانِ أمنِيَتي، ونَمضي...
كيفَ بي أقوى على طَيِّ الشِّراع؟
لم يبقَ غيرُ هِدايَتي، هيَ رِحلَتي... ويظَلُّ مَنفانا سَرابْ
ما زِلتَ في سَفَرٍ وما هذا الغروبُ بلا رِكابْ
صوتًا سيسكُنُني صهيلُكَ يا حكيمُ .. فلا غِيابْ
لولا التَّجُلُّدُ كنتَ آهي... طِب... سنَحتَضِنُ الصِّراعا
قلتَ: السّلامُ...
ولم تَقُل أبدًا وداعا..
وتَرَكتني أبكي الحروفَ أنا.. ويَبكيني الصّدى
أتَرَكتَني؟!
لا .. ما تَرَكتَ نَدى مَواقِفِنا الأصيلةْ.
كجوادِ نَهضَتِنا يُغَذّي نوزُ دَعوَتِنا صَهيلَةْ
عيناكَ أغمَضَتا ليَلتَحِفَ الشُّروقُ مَدامِعي..
أمضي، ويَمضي بي نِداكَ؛ أخي
احتَضِن روحي إليكَ؛ فإن رِحلَتنا طَويلَة.
مِن صَمتِنا المَحروقِ، حتى نَخلِنا المسروقِ،
حتى حِلمِنا المسحوقِ، حتى لهجَةِ الذُّلِّ الدّخيلَة.
هيا احتَضِن روحي، وسِر...
لن يَكمُلَ المشوارُ حتى يَطعَنَ الإصرارُ مِنا المُستَحيلَ...
ويَرجُمَ التّضليلَ، يجتَثَّ الخِداعا...
قلتَ: السَّلامُ..
ولم تقل أبَدًا وَداعا..
سأعيشُ والذِّكرى شِراعي؟
ومَشاعِري تَسقي عيونَ الشَّوقِ مِن موجِ التِياعي
وعلى المَدى يجتاحُني حُبٌّ سَما...
مازالَ يخضَرُّ
يا قَلبُ حُبًّا بالوَفا فينا نَما...
لم يَدنُهُ الضُّرُ
ما غابَ مَن غَرَسوا الشّموخَ وإنّما..
في روُحِنا قَرّوا
سِر... ذاكَ دَربُ المُخلصينَ تَعاظَما...
ومصيرُنا سِرُّ
فاسكُن بروحي دُمتَ حَيًّا مُلهِما...
لا يَسكُتُ الحُرُّ
لا يَترُكُ الصِّراعا...
قلتَ: السَّلامُ...
ولم تَقُل أبَدًا وَداعا
::: صالح أحمد (كناعنة)::: 

مقالات متعلقة