الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 19:02

اختبار جديد وبسيط يعطي نتائج مذهلة لعلاج القلق

كل العرب
نُشر: 22/12/17 08:09,  حُتلن: 14:44

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

كلما زاد القلق لدى شخص ما، زادت المبالغة في استجابة الـ (إرن) عند ارتكاب خطأ معين

 يتضمن التعامل مع الحالة النفسية الخاصة بك الكثير من محاولات التجريب والخطأ. فمثلا سوف تطرح على نفسك سؤالاً: هل هذا العلاج سيكون مجدياً؟ هل هذه الأقراص سوف تُشفي؟ وربما تستمر في المحاولات نحو أن تكون في وضع أحسن أو تصبح هادئاً على الأقل.

وقد كشفت دراسة جديدة أنه يمكن أن يتم تحصيل نتائج أفضل من خلال وقت وجيز عن طريق اختبار تخميني معين، بحيث يتاح لنا الحصول على المساعدة المناسبة.

ونشرت الدراسة في مجلة "نيوروسيكوفارماكولوغي" المهتمة بعلم أدوية النفسيات والأعصاب، أن الأشخاص الذين يعانون من القلق الزائد يكون لديهم نشاط كهربائي أعلى في أدمغتهم مع ارتكابهم الأخطاء (أو ما يعتقدون أنه خطأ).

قياسات الكهربائية
ويمكن قياس هذه الكهربائية الزائدة باستخدام أجهزة تخطيط كهربائية الدماغ (EEG) التي تقوم بتسجيل الإشارات الكهربائية بالمخ، وقد أطلق الباحثون على هذه الإشارات الـ (ERN)، أي نسبة الصلة بالخطأ.

وكلما زاد القلق لدى شخص ما، زادت المبالغة في استجابة الـ (إرن) عند ارتكاب خطأ معين.


ويوضح الطبيب النفسي إيك ستيفاني غوركا: "هذا تنبيه داخلي بيولوجي يخبرك بأنك قد ارتكبت خطأ ما، وأنه يجب عليك تعديل سلوكك لمنع ارتكاب نفس الخطأ مرة أخرى، وهذا مفيد في مساعدة الناس على التكيف، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من القلق فهذا التنبيه قد يكون أعلى بكثير من الوضع الطبيعي".

وينبه إلى أنه: "لذلك أساساً، فإن دماغك قد يبالغ في ردة الفعل والاستجابة لأشياء صغيرة، كما لو أنها ضخمة، وأخطاء مألوفة يضعها في طابع خطير".

وقد أراد الباحثون من خلال معرفة الاختلاف في قياسات الـ (إرن) التنبؤ بمعالجات أفضل للقلق الذي يعاني منه بعض الناس.

تجارب ونتائج
وقد سأل الباحثون 60 متطوعاً يعانون من اضطرابات القلق المختلفة، و26 ممن ليس لديهم تاريخ مع الاضطرابات النفسية، وطلب منهم ارتداء قبعة الـ (EEG) لقياس الـ (إرن) أثناء أداء مهام صعبة على الحواسيب.

وكانت هذه المهام صعبة جداً لدرجة أن أي شخص يمكن أن يخطئ فيها، ما يتيح للباحثين تحليل الـ (إرن) وبالتالي مستوى القلق.

ومن ثم طلب الباحثون من المشاركين إما تناول مضادات الاكتئاب لمدة ثلاثة أشهر بمعدل يومي، أو أخذ العلاج السلوكي المعرفي للمدة نفسها أيضا ثلاثة أشهر، ولكن بمعدل أسبوعي.

وبعد الأشهر الثلاثة تم أخذ القياسات مجدداً بارتداء القبعة، وتمت الملاحظة بأن الذين أخذوا العلاج السلوكي قد خفضت عندهم معدلات القلق بدرجة أكبر من الذين تناولوا الأدوية.

وهذا يشير إلى أن أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من الـ(إرن) والذين يتفاعلون بدرجة أكثر مع أخطائهم، يمكن أن يكون تقبلهم أكبر للعلاج السلوكي من المرضى الآخرين.

العلاج السلوكي
ويرى الباحثون أن هذا يرجع إلى أن ارتفاع الـ (إرن) يشير إلى أن الشخص يفكر كثيراً في تصرفاته وعواطفه، وبالتالي سيكون أكثر قدرة على محاولة تغيير أنماط التفكير بالنسبة له.

ويقول غوركا: "الأمر يتعلق بتعلم تقنيات جديدة للحد من القلق والتدرب على إعادة صياغة الأفكار والمشاعر السلبية المفرطة لتكون أقل حدة".

ويوضح: "أن الناس المتناغمين مع سلوكهم يكونون أكثر تقبلاً واهتماماً للاستفادة من الدروس والشفاء من خلال العلاج السلوكي المعرفي".

ويعتقد الباحثون الآن أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تستخدم للعمل بسرعة، لتحديد أي خطة من العلاج ستكون الأكثر فائدة للمريض المعين؛ فعند قياس الأطباء لمستوى الإرن، فإنه سيكون ممكناً التوصية بالعلاج السلوكي للذين يستفيدون منه فعلياً.

سهولة الاختبار وسرعته
والأمر المفيد هو أن معدات التخطيط الدماغي المستخدمة في العمل على قياسات الإرن ليست مكلفة للغاية، كما أن الاختبارات ليست كبيرة جداً أو تستغرق وقتاً طويلاً، لذلك يمكن للأطباء فعلا دمج هذه النوعية من الاختبار في تشخيصهم لأمراض القلق والاكتئاب.

"وإذا كان من الواضح أن الاختبار كان صغيراً جداً، فهناك حاجة إلى مزيد من البحث، ولكن الفكرة بحد ذاتها مثيرة للاهتمام، فأي شيء يمكن أن يساعد الناس القلقين بأن يشعروا بأنهم أفضل وفي وقت أوجز، سيكون ذلك رائعا بالتأكيد".


يقول الدكتور ك. لوان فان، وهو مؤلف ومشارك رفيع المستوى في الورقة العلمية لهذه الأبحاث: "إن استخدام التخطيط الدماغي لقياس الإرن قبل اتخاذ قرار بشأن العلاج يعطينا طريقة بسيطة وموضوعية لمساعدة المزيد من الناس على الحصول على العلاج المناسب في المرة الأولى".

وأضاف: "عادة أن المرضى يميلون إلى ترك العلاج عند فشل المحاولة الأولى للحد من أعراضهم، وهذا الابتعاد يجعلنا نفقد الفرصة في توفير الرعاية لهم، وفي نهاية المطاف فهؤلاء المرضي يستمرون في المعاناة من القلق".

مقالات متعلقة