للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
جلال بنّا في مقاله:
انتخابات تمهيدية داخل العائلة لا هي دلالة على الديمقراطية ولا هي مؤشر على التنور والانفتاح بل على العكس هي عصرنة الرجعية القلبية والعائلة المتحجرة المتجذرة لدينا كمجتمع عربي
الملفت للنظر هو اقصاء أكثر من نصف العائلة، ومنع النساء المشاركة في الانتخابات التمهيدية، وان دل الامر على شيء فهو يدل على تجذر الرجعية لدى تلك العائلات ولدى مرشحيها
جزء كبير من المرشحين سيفوز في الانتخابات في نهاية العام الحالي، وسيترأس سلطة محلية او بلدية.. لكن هذا الرئيس عندما كان مرشح مارس ابش واحثر الممارسات العنصرية ومنع زوجته واخته وأمه وابنته من المشاركة في اتخاذ ابس قرار وهو من يمثلها
من عدّة سنوات بدأنا نسمع عن انتخابات تمهيدية لدى العائلات "الكبيرة" في العديد من القرى والمدن العربية لاختيار مرشح العائلة لرئاسة السلطة المحلية، الطيبة وكفرقاسم وكفرمندا وكفركنا وكابول كمثال.
أولا، وقبل كل شيء انتخابات تمهيدية داخل العائلة لا هي دلالة على الديمقراطية ولا هي مؤشر على التنور والانفتاح بل على العكس هي عصرنة الرجعية القلبية والعائلة المتحجرة المتجذرة لدينا كمجتمع عربي يدعي انه محافظ {السؤال على ماذا محافظ}.
لكن بالرغم من هذا وبالرغم من بشاعة المنظر والمظهر في اجراء انتخابات تمهيدية من هذا النوع، فان الملفت للنظر هو اقصاء أكثر من نصف العائلة، ومنع النساء المشاركة في الانتخابات التمهيدية، وان دل الامر على شيء فهو يدل على تجذر الرجعية لدى تلك العائلات ولدى مرشحيها.
جزء كبير من المرشحين سيفوز في الانتخابات في نهاية العام الحالي، وسيترأس سلطة محلية او بلدية، وهو الشخص الذي سيمثّل بلده وسيتغنى وينادي بالمساواة وضرورة دمج النساء في الحياة العامة وضرورة تشغيل النساء العربيات واهمية خروجهن الى التعليم الأكاديمي، لكن هذا الرئيس عندما كان مرشح مارس ابش واحثر الممارسات العنصرية ومنع زوجته واخته وأمه وابنته من المشاركة في اتخاذ ابس قرار وهو من يمثلها.
قبل عشر سنوات او أكثر لم نكن نسمع عن هذا التوجه، بل كان هناك مرشح للعائلة او ربما أكثر من نفس العائلة لكن لم تكن هناك ظاهرة انتخابات تمهيدية داخل العائلات وبالرغم من اننا تقدمنا في العديد من مجالات الحياة والمرأة العربية تقدمت ايضا الا ان منع النساء من المشاركة في الانتخابات التمهيدية يدل على التوجه العام في المجتمع العربي واقصاء الضعيف، من هنا ارى انه من حق النساء مقاطعة الانتخابات نفسها وعدم التصويت.
لكن الغريب بالأمر ان لم نسمع عن انزعاج النساء العربيات من هذا التوجه، ولم تقم اي امرأة ولو بكتابة اي احتجاج، وهذا ايضا دليل على عدم رغبة النساء على الاقل في الاحتجاج، ولو كنت امرأة وعائلتي اجرت انتخابات تمهيدية ومنعتني من المشاركة لتبرأت منها او قمت بتأسيس حركة احتجاجية حتى لو كان المرشح ابي.
منع النساء المشاركة في الانتخابات لا يختلف عن حرمانها من ميراث والديها وتقسيم الورثة على الذكور فقط، ولا يختلف عن منعها من دراسة او العمل في اي موضوع ترغب، فلا يعقل ان نكون مجتمع متذبذب ومتقلب ومتملق نمارس العنصرية على من هم أقرب الناس الينا ونقول اننا نعاني من عنصرية وطائفية وعائلية وحمائلية، رفقا ببناتكم ونسائكم وامهاتكم ايها المرشحين.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net