الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 19:02

إستيلاء مرشحي العائلات على السلطات المحلية لا يبشر بالخير/ بقلم: إبراهيم بشناق

إبراهيم بشناق
نُشر: 03/03/18 11:38,  حُتلن: 18:18

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

إبراهيم بشناق في مقاله:

إنتخابات السلطات المحلية هي محط أنظار وإهتمام سكان القرى والمدن العربية بمعظمها

الدليل على ذلك وصول نسبة التصويت للسلطة المحلية في بلداتنا العربية اكثر من 90% على عكس الإنتخابات البرلمانية حين تصل نسبة التصويت بالكاد الى 50%

حان الوقت لإنتخاب رؤساء لسلطاتنا المحلية ليس فقط لأنه ينتمي الى عائلة كبيرة، بل حان الوقت لإنتخاب أشخاص يتمتعون بالخبرة والدراية في هذا المجال

إستيلاء مرشحي العائلات على السلطات المحلية العربية لا يبشر غالباً بالخير، بل قد يؤدي الى التدهور المالي والإداري في بعضها ووصول سلطات محلية عدة إلى حالة الإفلاس 

من السهل جدا توجيه إصبع الاتهام لحكومة اليمين الاسرائيلية بكل ما يتعلق بالوضع الكارثي في السلطات المحلية العربية

السؤال الذي نحن بصدده هو ماذا يفعل الرؤساء المنتخبون ممثلو العائلات بالميزانيات القليلة التي يحصلون عليها؟ 

تشهد بلداتنا العربية تحركات وإجتماعات إستعداداً لإنتخابات السلطات المحلية والتي ستجري أواخر أوكتوبر المقبل. وهنا لا بد الإشارة إلى أن هذه القرية كتلك المدينة وبذلك تعتبر عينة من مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل وما ينطبق عليها ينطبق على غالبية بلداتنا العربية أينما كانو في هذا الوطن.

لو راقبنا آليات الإنتخاب ومجريات الاحداث في السلطات المحلية العربية المختلفة فستبدو أن هناك الحاجة للتوقف وطرح بعض الملاحظات والأفكار التي تستدعي الدراسة من قبل صنّاع القرار والسياسيين والأهالي في مجتمعنا.

كانت وما زالت إنتخابات السلطات المحلية محط أنظار وإهتمام سكان القرى والمدن العربية بمعظمها والدليل على ذلك وصول نسبة التصويت للسلطة المحلية في بلداتنا العربية اكثر من 90% على عكس الإنتخابات البرلمانية حين تصل نسبة التصويت بالكاد الى 50%، وذلك يعود لسببين أساسيين:

الأول: كون السلطة المحلية تعمل في المحيط القريب للشخص وهو قريته أو مدينته وهي التي من واجبها أن تقدم له الخدمات الاساسية التي يتوخاها.

الثاني:
كون المنافسة فيها تعتمد على عنصر العائلية الذي لا يمكن التغاضي عنه ، وقد يكون هذا محفّزا عند أفراد العائلات للعمل من اجل الوصول الى سدة الحكم والاستيلاء من خلالها على مراكز القوة والمال في البلدة.

حان الوقت لإنتخاب رؤساء لسلطاتنا المحلية ليس فقط لأنه ينتمي الى عائلة كبيرة بحيث يكون إنتماءه العائلي هذا هو المؤهل الوحيد ليتولى دفة الحكم في بلدته، بل حان الوقت لإنتخاب أشخاص يتمتعون بالخبرة والدراية في هذا المجال أشخاص عندهم بعد نظر وإدراك لمجريات الأحداث المحلية والقطرية ، حتى وإن لم يكن هذا الشخص ينتمي لعائلة كبيرة في مكان سكناه.

إستيلاء مرشحي العائلات على السلطات المحلية العربية لا يبشر غالباً بالخير، بل قد يؤدي الى التدهور المالي والإداري في بعضها ووصول سلطات محلية عدة إلى حالة الإفلاس، لأن رئيس السلطة المنتخب يدخل الى سلطته مثقلاً بالوعودات والإلتزامات لأفراد عائلته الذين دعموه دون غيره ليتزعم عائلته والعائلات الأخرى المتحالفة معه من أجل الوصول الى كرسي الرئاسة ، هذا الأمر قد يؤدي ومعه عوامل اخرى إلى إفلاس بعض السلطات المحلية العربية مما يسهل الأمر على وزارة الداخلية حل هذه السلطات وفرض لجان معينة من قبل الوزارة لإدارتها.

البلدات العربية في فترة انتخابات السلطات المحلية تكون موجودة أمام طريق مسدود تقريباً في هذا الصدد، فلا توجد احزاب تتنافس فيما بينهم على برامج ورؤيا في الحكم المحلي وعلى ما يبدو لا بديل في الوقت الحالي عن العائلية التي سيطرت على المشهد البلدي.

نتائج هذا الأمر مدمرة لمجتمعنا على المدى البعيد، في سباق السيطرة على السلطة المحلية ترى كل عائلة في العائلة المنافسة عدوا لها، ولا تتورع، في غياب البرامج الانتخابية، عن اللجوء في بعض الأحيان إلى كل الوسائل بما فيها العنف، التشهير، التهديد، شراء الذمم، وكل وسيلة أخرى لضمان جلب الأصوات.

من السهل جدا توجيه إصبع الاتهام لحكومة اليمين الاسرائيلية بكل ما يتعلق بالوضع الكارثي في السلطات المحلية العربية، ولن يكون هذا التقدير خاطئا عِلما أن الحكومة تميّز ضد العرب في رصد الميزانيات للسلطات المحلية العربيه، ولكن السؤال الذي نحن بصدده هو ماذا يفعل الرؤساء المنتخبون ممثلو العائلات بالميزانيات القليلة التي يحصلون عليها؟

واضح ان هذه الأموال تجد سبيلها في بعض الأحيان الى شراء دعم العائلات لهم من أجل الوصول الى الحكم. صحيح ان حكومة اليمين تمارس سياسة عنصرية عدائية ضد المواطن العربي، ولكن ما يفعله القادة السياسيون العرب في السلطات المحلية لمجتمعهم لا يقل إساءة، فهُم يضعفون مصداقيتهم الأخلاقية والسياسية عندما يتحدثون بإسم المصلحة العامة ولكنهم يخدمون مصالحهم العائلية الضيقة، هذا الأمر يتجلى عند دخولهم للسلطة ويقومون ببعض الأحيان بالإنتقام السياسي وفصل موظفين لإنهم ينتمون للمعسكر الأخر وإدخال بديل لهم ممن قدمو الدعم للرئيس المنتخب.

وهنا يقع على عاتقنا نحن جمهور الناخبين ان نطالب المرشحين بعرض كفاءاتهم وتجربتهم، هذا مطلب مشروع لا بل واجبنا يحتم علينا ان نطالبهم بعرض تجربتهم العمليه ، الإدارية والاجتماعية.

يحق لكل ناخب أن يطالبهم بمخاطبة قطاعي الشباب والنساء وليس فقط رؤساء العائلات ورجالاتها. وفي هذا الصدد علينا مطالبة المرشحين بعرض برامجهم خاصة في موضوع ضائقة المسطحات والسكن، المناطق الصناعيه والتجارية ، المنشأت الحيوية التي تكون رافعه لإقتصاد البلدة وتطورها وموضوع التربيه والتعليم وهو الموضوع الأهم من أجل النهوض بمجتمعنا للرقي والتطور.

علينا جميعاً توخي الحيطة والحذر قبل ان نتهم أيا من المرشحين او المتنافسين من غير دليل قاطع أو أن نلجأ الى التجريح بشكل شخصي ذلك لأن هذا الشيء يثير العداوة والفتنة بين اهل البلد الواحد.
نتمنى أن ننجح بإختيار الشخص المناسب في المكان المناسب.
الإنتخابات يوم وبلدنا دوم
اللهم إحفظ بلداتنا
البلد إلي وإلك ومش إلي أو إلك

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة