الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 17:02

قاطعوا الارجنتين وميسي انتصارا لكرامة فلسطين!/ بقلم: الاعلامي سعيد حسنين

سعيد حسنين
نُشر: 05/06/18 15:27,  حُتلن: 18:47

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الإعلامي سعيد حسنين في مقاله:

هل يحق لميسي ان "يتبارك" بحجارة حائط البراق الذي يسميه اليهود، زورا وبهتانا، بحائط المبكى وهو يعتمر قبعة المتدينين اليهود (الكيبا)؟

ألم يسمع ميسي عن حصار غزة، ولا عن حصار القدس المحتلة ولا عن هدم البيوت، ولا عن عمليات القنص اليومية بحق الاطفال والنساء والشيوخ؟

اطالب اللاعبين العرب الذين تمت دعوتهم الى المنتخب للمشاركة في هذه المباراة التنبه للمطب الذي يقعون به او يوقعونهم به، ان انسحبوا ولا تشاركوا

قبيل انطلاق مباريات المونديال في روسيا، يأتي منتخب الارجنتين ليتبارك من ثرى البلاد المقدسة التي ترزح تحت وطأة الاحتلال والتهجير، بلاد السمن والعسل كما يسميها الصهاينة لتشجيع استيطانها وتثبيت مشروعهم الكولونيالي.

ومن باب السخرية نقول: لعلّ دوافع هذه الزيارة "المباركة" تكمن في سعي الارجنتين، من وراء هذه الفعلة الشائنة، تحقيق الفوز بكأس البطولة، فالزيارة تشكل فأل خير بالنسبة لهم.. هكذا فعل مارادونا وزمرته عشية مونديال المكسيك عام 86، حيث توجت الزيارة بفوز الارجنتين بالكأس، وما اشبه اليوم بالبارحة. المنتخب الارجنتيني يحل ضيفا على اسرائيل بطلب وإلحاح من ميسي ووالده، فيما ميسي الذي شارك في ثلاثة مونديالات لم ينجح في الفوز باللقب، وهو بالأكيد يحلم بتحقيق ذلك هذه المرة عقب الزيارة المقدسة الى اسرائيل!.

قد يدعي البعض أن الرجل مؤمن ويريد ان يصلي في كنيسة القيامة، وهذا حقه كمسيحي، خاصة وهي معلم مقدس له قدسيته التي نجلها ونقدرها، لكن السؤال الأهم هل يحق له ان "يتبارك" بحجارة حائط البراق الذي يسميه اليهود، زورا وبهتانا، بحائط المبكى وهو يعتمر قبعة المتدينين اليهود (الكيبا)؟. يعلم ميسي ومن معه انهم يأتون الى القدس المحتلة ويلعبون في ملعب اقيم على ارض محتلة اغتصبت بالقوة، تتبع لقرية المالحة في القدس، تلك القرية الفلسطينية التي شُرد منها اهلها بقوة السلاح. بالمقابل، فان نتنياهو قد رمى بكل ثقله كي تجرى المباراة في المالحة (وهو ما يسمى بإستاد تيدي)، دون أن يخفي نواياه للأرجنتينيين ان المباراة ستقام على شرف احتفال اسرائيل بعيد استقلالها السبعين، وذلك عندما غرد على حسابه في التويتير :"وصول الارجنتين مع النجم الكبير ميسي الى القدس له اهمية عظيمة على خلفية احتفال اسرائيل بعيدها السبعين والحكومة ستتكفل بتكاليف الضيافة والحراسة"، وزاد نتنياهو بقوله: "لا نحتفل مع الارجنتين بالعيد السبعين فقط، انما نحتفي بنقل السفارة الامريكية الى القدس، ووصول ميسي ورفاقه الى القدس سيقود بقية دول العالم الى نقل سفاراتها الى القدس"... اذن هي مباراة سياسية بامتياز .. ونتنياهو يرمي الى رفع اسهم دولة الأبرتهايد وتثبيت شرعيتها المتآكلة في ظل تعاظم دور حركات المقاطعة من جهة وافلات غول فاشيتها التي تفتك بالشعب الفلسطيني صباح مساء من ناحية أخرى، فضلا عن الاعتداءات على الاقصى المبارك وتهويد القدس وقتل المتظاهرين السلميين في غزة، واستهداف الانسان الفلسطيني في صلب حياته، وحرمانه من العيش بحرية وكرامة... ما يعني ان قدوم ميسي وبقية لاعبي الارجنتين الى البلاد بهذه الصورة المخزية يشكل غطاء لكل الممارسات الاسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. نتساءل: ألم يسمع ميسي عن حصار غزة، ولا عن حصار القدس المحتلة ولا عن هدم البيوت، ولا عن عمليات القنص اليومية بحق الاطفال والنساء والشيوخ؟!! انها، باختصار، زيارة دعم للجلاد ورخصة للاحتلال بمواصلة قمعه للإنسان الفلسطيني في كل مكان. ميسي وصحبه، بهذه الخطوة، يشكلون قناعا بشعا للاحتلال وممارساته، وهم كما بقية العالم يعلمون ان سياسات اسرائيل لم تعد مجرد مخططات عنصرية تقوم على فرض وقائع صغيرة جديدة، انما اضحت واقعا مريرا ومشروعا استعماريا بشعا يلغي الشعب الفلسطيني وقضيته في كل اماكن تواجده.

كنت اتمنى من ميسي، هذا النجم العالمي، ان يأتي الى بيت الضحية ويتضامن مع الذي سُلب حقه في العيش، ومع الذي هُدم منزله وجامعه ومدرسته... كنت اتمنى على ميسي ان يصرّ على زيارة غزة ويطالب برفع الحصار عن مليوني انسان فلسطيني، لا ان يأتي الى القدس المحتلة وان يلعب سياسة في كرة القدم، ولا ان يخدم سياسة المحتل ليساهم في مواصلة التنكيل بشعبنا الفلسطيني .. حيث في هذه الحالة سيمحي الفرق بينه وبين مجرمي الحرب؟
كما انني اطالب اللاعبين العرب الذين تمت دعوتهم الى المنتخب للمشاركة في هذه المباراة التنبه للمطب الذي يقعون به او يوقعونهم به، ان انسحبوا ولا تشاركوا بذريعة ان كل لاعب يطمح بالوصول الى المنتخب، فانتم جزء من شعبنا الفلسطيني، فلا تعطوا الفرصة للمتربصين بكم وبشعبكم المتاجرة على ظهوركم، مشاركتكم في هذا اللقاء بهدلة لكم ولنا ولفلسطينيتكم، واعلموا انهم سيتاجرون بكم امام العالم بقولهم: نحن دولة ديمقراطية وفي منتخبنا لاعبون عرب، وقد يسمونكم فلسطينيين وليس عرب اسرائيل!
بعد هذا كله سنجد من يتقن الفلسفة الفارغة ليقول لنا اننا نتعامل مع الرياضة بروح رياضية، وسنجد من يختلق المبررات ليشجع ميسي والارجنتين في كأس العالم، ومن سيرفع علم الارجنتين على سطح منزله... لهؤلاء أقول: الفلسطيني الذي يفعل ذلك انما يساند الاحتلال ويساند سياسة اسرائيل، فلا يتكلمن احد منهم بقيم الوطنية، وستكون تصرفاته هذه وصمة عار على جبينه الى الابد. قاطعوا الارجنتين وميسي وانتصروا لكرامة شعبنا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة