للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
في الختام تبادل المصلين التهاني بمناسبة حلول العيد، وكل عام والجميع بألف خير
بعد إنقضاء شهر رمضان المبارك الكريم الفضيل، أُقيمت صباح أمس الجمعة شعائر صلاة وخطبة عيد الفطر السعيد بجامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة، وذلك وسط أجواء إيمانية روحانية مفعمة بالبهجة والفرح والسرور.
وبعد أن إرتفعت تكبيرات العيد أم جموع المصلين الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع ثم إعتلى المنبر وألقى فضيلته الخطبة وإفتتحها بالتكبيرات وقال: "لا شك أن هذا العيد الذي ختم الله تعالى به شهرًا عظيمًا كريمًا هو أحب الشهور إليه، لا شك أنها فرحةٌ من فرحات العمر أن يكرم الله عز وجل أكرم عباده الصائمين المؤمنين الموحدين بصيام شهر رمضان، لا شك أن هذه الفرحة تلامس شغاف قلوبنا وفي ذات الوقت هناك مسحة من حزنٍ تمس عقولنا ونفوسنا كمؤمنين ومسلمين وعرب لواقعنا المر الأليم لواقع الفرقة والتشرذم والخلاف على كافة الأصعدة وعلى كافة المستويات، ولكن رغم الأمل ورغم الألم رغم الفرح والحزن رغم الهم والغم رغم البسط والقبض والصعود والهبوط إلا أننا عبر الزمان وعبر التاريخ لا زلنا وسنبقى أُمة صامدة تقول لا إله إلا الله مهما إعتراها من ضعف أو كرب أو مصائب سيظل الأمل معقودًا في نفوس هذه الأُمة لأن الأمل دائمًا وأبدًا بالله وحده، الذي أرجع يوسف ليعقوب بعد أكثر من ثلاثين عامًا بعد البكاء المر والكآبة والهم وبعد لم يقف عيناه من الحزن وهو كظيم لفراق لده من الله عليه العودة فعاد بصيرًا وعاد الأمل وعاد النور إلى يعقوب آملين من الله تعالى بحرمة شهر رمضان الذي إنقضى وبحرمة هذا اليوم المبارك أن يعيد الله تعالى إلى وحش الأُمة بصرها وبصيرتها وأملها ونورها الذي لا يخبوا لأن نورها يستمد من نور الله الأبدي".
وأضاف: "من هنا نقول لا بد أن نفرح ولا بد أن نشعر بنعم الله علينا ولا بد أن نظل آملين متأملين كما قال الشاعر في حكمته (ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ) فالأمل بالله لا ينقضي ولا ينقطع كما قال الله عز وجل مبشرًا عباده المؤمنين ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين))، نعم نحن مؤمنون بالله فلا بد أن تكون الكلمة للمؤمنين في عواقب الأُمور كلها".
وتابع: "لا بد أن نذكر أيضًا بأننا أُمة يجب في أفراحنا كما يجب في أتراحنا أن نكون مؤدبين محترمين نظيفين أنيقين لا أن نخرب الأرض لا أن ندمر الأرض، الله عز وجل حمل هذا الإنسان أمانة هذا الكوكب الأرضي الجميل بعد أن أصلحه للسكن عبر ملايين السنين حتى أصبحت هذه الأرض جاهزة لسكن آدم عليه السلام فقال تعالى في آية عظيمة غريبة عجيبة فيها الإعجاز العلمي كله قال ((ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)) الأرض كانت فاسدة الله أصلحها عبر الطقوس وعبر المناخات وعبر الهواء وعبر الاكسجين وعبر كل هذه الطاقة التي يستمد الإنسان الحياة منها ومن خلالها ثم بسطها له كما قال الله عز وجل ((والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاع لكم ولأنعامكم)) عبر ملايين السنين وهيأت الأرض والله حذر من إفساد الإنسان للأرض مع العلم أن الإنسان أفسدها في جزيئات كثيرة فأفسد المناخ وأفسد البيئة وحدث عن فساد البيئة وتلويث البيئة وإرتفاع درجة حرارة هذا الكوكب ولا حرج بسبب جشع الإنسان وطمع الإنسان والدول الكبرى الصناعية التي تنهش في ثروات الشعوب البسيطة، الحديث يطول والحديث ينبسط في ذلك المجال إلا أن أقول كل عام وأنتم بألف خير".
وفي الخطبة الثانية أشار إلى لفتة جميلة وإختتم بها متسائلًا لماذا يا ترى كان النبي عليه الصلاة والسلام في خطب العيد كلها يبدأ خطبته بتسع تكبيرات وما علاقة التكبير بالعيد بالفرح، لأفتًا أن كلمة الله أكبر هي أُنشودة المجاهدين في سبيل الله كم أرعبت عدوًا كم زلزلت كيان العدو تفعل فيهم ما لا تقعله باقي الأُمور كلها، وأوضح أن الإنسان عندما يقول الله أكبرهذا معناه الله أكبر من الهم والغم والمال والجمال والصحة والمنصب والجنود والقوة والأتباع ومن العلم ومن العقل ومن القدرة ولا يوجد أكبر إلا الله، وتعظيم الله سبحانه وتعالى حتى في أيام الفرح وعدم الخروج عن الجادة والطريق والفرح بقصد الفرح بإقتصاد الفرح وسطيًا (خير الأُمور أوسطها) كما قال الله عز وجل ((ولا تفرح إن الله لا يحب الفرحين)) أي المبالغين بالفرح ويجب تعويد القلب على أن يفرح ويكون مجال للحزن وإذا حزن أن يترك مجالًا للفرح ودعا الله سبحانه وتعالى أن يتقبل الطاعات. وفي الختام تبادل المصلين التهاني بمناسبة حلول العيد، وكل عام والجميع بألف خير.