الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 22:02

الحقائب المدرسية وآلام الظهر‎/ بقلم: المُعالج شربل بلوطين

كل العرب
نُشر: 18/06/18 13:12,  حُتلن: 18:34

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

ينصح شربل بترك جزء من الكتب في خزانات خاصة في المدرسة لتخفيف العبء على الطالب يوميا

يشدد شربل بلوطين على أهمية الحركة الجسمانية لدى الطفل من جيل مبكر وبشكل دائم وثابت ويؤكد على ان الحركة الدائمة تساهم بتقليص الاتزان العضلي الضعيف لدى الطفل

مع بدء العطلة السنوية الجديدة اختصاصي تقويم العظام شربل بلوطين وصاحب عيادة البلوطين في حيفا يقدم نصائح ذهبية لأهالي التلاميذ الصغار:
"لا ملامة على الاهل فقط، دور المدارس هو الاكبر بصنع التغيير"
يشير شربل بلوطين الى ان المدارس تطلب من الاهالي شراء العديد من الكتب الثقيلة بدءاً من الصف الاول واحضارها مع الطفل بشكل يومي. ينصح شربل بترك جزء من الكتب في خزانات خاصة في المدرسة لتخفيف العبء على الطالب يوميا، كما وينصح الاهل بشراء الشنطة او الحقيبة الطبية وشدها قريبا وعاليا قدر الإمكان من منطقة الظهر وذلك منعا لتقعر أسفل الظهر وعدم لبس الحقيبة على كتف واحد حيث تقوم بتشكيل عبء كبير عليه، فإن عضلات الكتفين سوية تتحمل الثقل أكثر من العضلات السفلية في الجسم، لذلك يجب حمل الحقيبة بالكتفين معاً.
الحركة الدائمة هي الوحيدة التي بامكانها المساهمة بالحفاظ على اتزان والقوة العضلية لدى الطفل
يشدد شربل بلوطين على أهمية الحركة الجسمانية لدى الطفل من جيل مبكر وبشكل دائم وثابت ويؤكد على ان الحركة الدائمة تساهم بتقليص الاتزان العضلي الضعيف لدى الطف، ولا ننسى بأن التعليم الاجباري بدأ ليكون رسميا في العالم منذ حوالي 100 سنة على الاكثر وليس قبل ذلك، بعد فترة طويلة تعدّ الاف السنين من الحركة الدائمة ولهذا قدرة الطالب على الجلوس في الصف لساعات طويلة او امام الحاسوب وغيرة في زاوية 90 درجة يزيد من ضعف الاتزان العضلي لديه ويزيد من عدم إستقامة هيكل الجسم والعمود الفقري.

"ان نظرنا للحركة الجسمانية كاحتياج بيولوجي ويومي لحياة الانسان لتقلصت مشاكل اطفالنا الجسمانية والنفسية معا"
نسمع وبشكل يومي عن مشاكل الاصغاء والتركيز وأبرزها مشاكل الحركة مما تضعهم المدارس في زاوية الـ hyper activity أي فرط بالحركة واللجوء الى التشخيصات على انواعها لعلاج اولئك الاطفال. يشير شربل بلوطين الى الاسباب المباشرة لذلك ويقول: هناك خطب ما بكل ما يتعلق بصرف الطاقة لدى الطفل، فانه يقضي معظم وقته جالسا إما في الصف او أمام الحاسوب والاجهزة الاخرى الترفيهية في البيت، لم تعد هناك حارة وفعاليات جسمانية يومية، كما وتوفر المدارس حصة رياضة واحدة في الاسبوع التي لا توفر للطفل الحرية الحركية والفعاليات اللازمة للحركة وتنشيط الجسم وبهذا يضعف جسم الطفل وتتحطم نفسيته وتتدهور حالته لتسبب ضعف وعسر في التعليم والتركيز.
خلال ملايين السنين عبر التاريخ، كان الأولاد بعمر المدرسة يقضون أوقاتهم بقيام بفعاليات جسمانية ورياضية وألعاب على أنواعها، فقط في آخر 100 سنة تشرّش التعليم الإجباري بالغرب. فبدل أن يتحرك ويعمل في الزراعة، نمط حياته اليوم يختلف نهائيا بالجوهر. أغلبية الوقت، يكون الولد مقيّد لكرسته وجسمه منغلق كل النهار. ما هو غريب انو قلّة فعاليته الجسمانية المفروضة عليه بهذا الشكل توّلد داخله ملل، إحباط وعصبية وحتى عنف بسبب اختلال هيكلته الجسمانية. التعليم والعمل اليوم انتقل بشكل مطلق من المستوى الجسماني إلى المستوى العقلي. لا نستطيع التوّقع من التطوّر ان يشتغل بهذه السرعة. يحتاج جسمنا، مبنانا البيولوجي وكيميائيتنا إلى ملايين السنين كي يتكيّف مع هذا التغيير. واضح ومنطقي أنّ حياتهم هي ضد مبادئ التطور. لذلك إجباري قدر المستطاع بناء برنامج رياضي يومي يحافظ على لياقة بدنية خلال سنين نموّهم المدرسية. هذه اللياقة بالغة الأهمية من اجل مساعدتهم في الحاضر وفي حياتهم البالغة. غريب كيف نصرف كل أموالنا وطاقاتنا على تنمية عقل الولد وننسى المركبة اللي تنقله وتحمي كل أعضاءه وهي جسمه.

لماذا؟ كي يعاني بجيل 20 من سكري سمنة ومشاكل قلب؟! حتى أصبحنا نجد الحركة أمر غير طبيعي!
انهم مجبرون على التحرك فهذه طبيعتهم وإذا أرادوا التحرّك ورفضوا الهدوء ينصحوا المعلمين الأهل بأخذهم إلى فحص الطبيب لكي يعالجوهم!
يجب تكريس وقت لهم يوميا للمشي، تمارين تنفس ويوغا بدل أن يكونوا "سجناء" أمام الكمبيوتر.
كأهل، كم من الوقت تقضوا معهم بفعاليات تحتوي على ألعاب فيها حركة أو رقص؟
لا تستطيع نصح ولدك بالرياضة من خلال جلوسك أمام التلفزيون! ضروري أن يكون الأهل قدوة لأن كل ما يراه الولد أمامه هو الصحيح!
بالإمكان رؤية الأولاد اليوم لترى هيكليتهم كيف تكون قريبة على الانهيار بدل أن تكون هيكلية مستقيمة وصحيّة، أكتافهم متقوّسة، أرجلهم لا تشكّل دعامات صحيحة للجسم من فوق. للأسف هذا أراه لدى 99% من الصغار والكبار.
هذا الانحراف يؤثر أيضا على جهاز الهضم، مجرى الدم والجهاز التنفسي. كلهم يتأثرون من قوامنا
لا تحمّلوا أطفالكم وزن ثقيل على ظهره ليحمله يوميا وإذا كان الأمر إجباري فاشتروا لهم حقيبة مع عجلات التي بإمكانه جرّها (في حالة عدم تواجد أدراج في المدرسة)! بادروا في تخصيص بيئة تضمن لطفلكم 90 دقيقة يومية من الحركة (كالسباحة أو كرة السلة) من خلال القيام بفعاليات الرياضية لإبعاد الطفل عن مشاكل الظهر والركب والأكتاف. لا ننسى الأمراض الدارجة اليوم والتي أصبحنا نصادفها بأعمار أصغر نتيجة تدهور الهيكلية العضلية لدى الطفل وأيضا المشاكل النفسية المرافقة التي يمكنها تأدية الطفل إلى حالات خطيرة من جيل مبكر. بالإمكان منع كل هذا في حالة ضمنا للأطفال حركة تحفّز كل المجموعات العضلية وتمنح الطفل دعم وحصانة وقدرة لحمل حقيبة ثقيلة
كأهل، هناك حاجة أحيانا للتكلم مع المديرة بحزم وتوصيل قلقكم على الطفل وأنكم مصرّين على التخفيف من وزن الحقيبة وإدخال أكثر رياضة على حياتهم ليعرفوا أنكم غير معنيّين أن يعاني ابنكبنتكم من مشاكل وآلام في ظهرهم ومحاولة إيجاد حلول.
نصيحة أخيرة أوّد تمريرها وهي تصحيح وضعية الطفل وقت الجلوس، ترجيع الحوض إلى الخلف والمحافظة على استقامة العمود الفقري خلال فترة الجلوس خاصة في البيت مع ترجيع الأكتاف إلى الوراء، مما سيعوّده على الجلوس منتصب طيلة الوقت.

"لم تعد هناك حاجة للحركة كي يلعبوا الاطفال ويمتنعون عن كل الفعاليات الجسمانية اليومية التي كانت دارجة قبل اقل من 20 سنة"
وينهي شربل بلوطين، مبتكر أسلوب البلوطين لإخفاء الآلام وتصحيح القوام بتوصية مهمة للاهل وللمدارس على حد سواء ويقول:" لا تحمّلوا اطفالكم عبء ثقيل على ظهره ليحمله يوميا وإذا كان الأمر اجباري فاشتروا له حقيبة مع عجلات بالإمكان جرّها وهي حلٌ (في حالة عدم تواجد أدراج في المدرسة). بادروا في تخصيص بيئة تضمن لطفلكم 90 دقيقة يومية من الحركة (كالسباحة أو كرة السلة) من خلال القيام بفعاليات الرياضية لإبعاد الطفل عن مشاكل الظهر والركب والاكتاف. لا ننسى الأمراض الدارجة اليوم والتي أصبحنا نصادفها بأعمار أصغر نتيجة تدهور الهيكلية العضلية لدى الطفل وأيضا المشاكل النفسية المرافقة التي يمكن ان تؤدي بالطفل الى حالات خطيرة من جيل مبكر. بالإمكان منع كل هذا في حالة ضمننا للأطفال حركة تحفز كل المجموعات العضلية وتمنح الطفل دعم وحصانة وقدرة لحمل حقيبة ثقيلة.

نصيحة أخيرة يهمني تمريرها وهي تصحيح وضعية الطفل وقت الجلوس، ترجيع الحوض إلى الخلف والمحافظة على استقامة العمود الفقري خلال فترة الجلوس خاصة في البيت مع ترجيع الأكتاف إلى الوراء، مما سيعوّده على الجلوس منتصبا في كل مكان وبهذا، اتمنى لكافة الطلاب سنة دراسية ناجحة، مفيدة، صحية ومستقيمة.

كاختصاصي في مجال تقويم الهيكلية والعمود الفقري لأكثر من 15 سنة، عالجت العديد من مشاكل العمود الفقري لدى الأولاد وساعدتهم في التخلص من آلامهم، وعالجت ولدا عمره سبع سنوات كان يعاني من آلام شديدة في ركبتيه، بعد التشخيص الأوّلي تبيّن أن لديه تقوّس في أعلى العمود الفقري حتى فقرات العنق، بعد علاج دام فقط 3 جلسات، رجعت الفقرات إلى مكانها، اختفى الألم وصار يظهر قوام الطفل مستقيما وليس منحنيا من الخصر وفوق.

أولادنا يعانون من آلام الظهر من جيل صغير وثقل الحقائب المدرسية ليست المسبب الوحيد لذلك"
هل يعاني الأولاد من حقائب المدرسة؟  اليكم نصائح وتوصيات من اختصاصي تقويم الهيكلية والطب الطبيعي شربل بلوطين حول الام الظهر لدى الأطفال الناتجة من حقائب المدرسة!
بحسب التوصيات التابعة لوزارة المعارف، وزن الحقيبة يجب ألا يزيد عن 2 كغم لدى الصف الأول والثاني. وليس أكثر من 5 كيلوغرام لدى صفوف الثالث حتى السادس بما معناه ليس أكثر من 10% من وزن جسم الولد.
يجب حمل الحقيبة على الظهر فقط، أيضا شد وتضييق الأحزمة من خلال تقصير طولهم قدر الإمكان، بالشكل الذي يكون كل مساحة ظهر الحقيبة ملتصقة على أعلى الظهر والحفاظ على توازن الحقيبة من خلال حملانه على كتفين وليس كتفا واحدا فقط كما يحّب بعض التلاميذ حملها.
وزارة المعارف تنصح المدرسة بتركيب خزائن خاصة للتلاميذ كي تمكنهم من إبقاء الكتب التي ليس بحاجة إليها في المدرسة.

بحسب بحث إسكندنافي نسبة آلام الظهر لدى الأطفال هي %73!
أسباب الآلام هي عديدة وممكن أن تكون نتيجة إصابات رياضية، اعوجاج في العمود الفقري جحف كسر بالفقرة اعوجاج...
(كسر في الفقرة مع تزحلق بالفقرة المجاورة)، ضرر في الغضروف بين الفقرات، مرض شوارمان، التهاب تلوثي للغضروف تلوث عظمي (اوستيومياليتيس)، ورم خبيث أو حميد...

كيف بالإمكان تشخيص المشكلة مبكرا؟
الأطباء ينصحون بإجراء صورة أشعة تظهر العمود الفقري، انا أنصح بخلع ملابس الطفل والنظر من خلال العينين على وضعية الجسم حين الوقوف وملاحظة المفاصل ووضعيتها من الأمام:
هل الرأس متركزا بين الكتفين؟
هل الكتفان بنفس الارتفاع؟
هل طول اليدين متساويا؟
هل الوركان بنفس الزوايا؟
هل الرضفة (الصابونة) متجهة إلى الأمام أو للداخل أو الخارج؟
هل القدمان متجهتان إلى الأمام أو أنهما متجهتان إلى الداخل أو الخارج؟

من الجنب
هل الأذن جالسة فوق الكتف أو أنها بعيدة عنه لأن الرأس مائل إلى الأمام؟
هل الكتف جالس فوق محور الورك وفوق الركبة وفوق عظمة الكاحل الخارجية أو أنهم لا يمرون بخط واحد مستقيم؟
كل هذه الأسئلة تستطيع الإجابة عنها إذا كان الجسم يعاني من انحراف لأنه خرج عن اصطفافه الطبيعي وخسر تصميمه الطبيعي، من هنا تحدث ظاهرة في الجسم تسمى "تعويض" ويبدأ الجسم بالشعور في الألم بعد مدة قصيرة .

مقالات متعلقة