الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 02:02

المسجد تاريخي والجامع تقليدي / بقلم: طارق بصول

طارق بصول
نُشر: 21/06/18 11:02,  حُتلن: 07:49

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

طارق بصول في مقاله:

الا أن سكان بلاد الشام تعودوا على استعمال المسجد الجامع أي أنه يجمع جميع المصلين يوم الجمعة وبهذا أصبح مصطلح الجامع ينتقل بشكل تقليدي

كان النبي عليه الصلاة والسلام يُعالج جميع قضايا المسلمين، اجتماعية، سياسية، قضائية، تعليمية في المسجد. واستمر هذا النهج في العهد الأموي مع إقامة المحراب والمقصورة للخليفة

بسم الله نحمده حمدًا يوازي نعمه ويدفع نقمته فقد مَنّ علينا بالسجود له ونستعين به بجميع أُمورنا كلها دون استثناء، كما نصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد ابن عبد الله.
من الأماكن العامة التي يحتضنها المدى الجغرافي في البلدة الإسلامية هو المسجد والذي يُعد مكان عبادة للمسلمين، فقد تمركز في وسط البلدة لكي يستقطب جميع المصلين من جميع الأحياء الجغرافية وليكون سهل المنال للزائرين. وقد توصل البعض على أن هنالك فرق بين المسجد والجامع على أن الجامع أكبر ويتضمن بداخله عدة فعاليات وقضايا، الا أن الامر غير صحيح وهذا ما سنوضحه بهذه المقالة.
منذ القدم والتاريخ الاسلامي يستعمل مصطلح المسجد للعبادة فهنالك العديد من الاحاديث النبوية التي أشارت لمصطلح مسجد منها قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:  "أحب البقاع الى الله المساجد"، واخر: "لا تُشد الرحال الا الى ثلاث مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".

كان النبي عليه الصلاة والسلام يُعالج جميع قضايا المسلمين، اجتماعية، سياسية، قضائية، تعليمية في المسجد. واستمر هذا النهج في العهد الأموي مع إقامة المحراب والمقصورة للخليفة وفي العهد العباسي تم إضافة بعض المعالم على المسجد منها المؤذنة التي تشير الى وحدانية الله سبحانه وتعالى ومكان يقف عليه المؤذن للمنادى للصلاة، بالإضافة الى القبة التي تشير الى تزامن الوقت خلال ساعات النهار لتحديد أوقات الصلاة ومع كل هذه الإضافات بقي استعمال مصطلح المسجد.
حتى بعد ازدياد عدد السكان المسلمين نتيجة الفتوحات الإسلامية شمالاً نحو بلاد الشام وشرقًا الى بلاد النهرين العراق وغربًا الى مصر الافريقية. شهد المدى الجغرافي للبلدة الإسلامية تعدد المساجد بالأحياء الجغرافية، حينها اتخذ المسلمين المسجد الكبير لإقامة صلاة الجمعة، من هنا ظهر مصطلح الجامع، أي أنه يجمع جميع المصلين بمسجد واحد، الا أن سكان بلاد الشام تعودوا على استعمال المسجد الجامع أي أنه يجمع جميع المصلين يوم الجمعة وبهذا أصبح مصطلح الجامع ينتقل بشكل تقليدي، من هنا المصطلح الأساسي لمكان عبادة المسلمين الذي استسقيناه من التاريخ هو المسجد ويبقى مصطلح الجامع تقليدي. والحمد لله الذي بنعمة تتم الصالحات. 

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة