للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
أسعد غانم في مقاله:
سوف يساهم التعليق في رفع مستوى الرفض والاستياء مما يقوم به نتنياهو وزمرته الفاشية ويعطي معنى محددا لادعاءات اعضاء المشتركة بان سن قانون القومية هو فعلا تطور خطير
تقوم القائمة المشتركة بجهود جماعية وفردية من خلال أعضائها وهو جهد كبير ونشاط هام جدا، وبعضهم يقوم بجهد مميز وجبار، اخص منه جهود عضوي الكنيست يوسف جبارين واحمد الطيبي
تشهد الكنيست اليوم نقاشا هام للاستئناف على قانون القومية، ولأعضاء القائمة المشتركة دور هام جدا في تمثيل دورنا وعرض ما يسببه هذا القانون والسياسات المستمدة من منطقه، قبله وبعده. ويجري ذلك في خضم تصاعد جدي لحركة مقاومة قانون "الدولة اليهودية"، الذي تقوده القائمة المشتركة، كجزء من لجنة المتابعة العليا وتحضيراتها بشأن المظاهرة القطرية المقررة لمساء السبت القريب في تل ابيب وللنشاطات الاخرى، وهي تمثل حلقة في تصعيد لمرحلة مفصلية في تاريخ شعبنا. هذا التصعيد يتم التحضير له، اساسا من خلال لجنة المتابعة، لكن يتم رفده بجهد شعبي يتجند له خيرة ابناء شعبنا من نشطاء حزبيين ومجتمع مدني وصحفيين وأكاديميين يلتقون في حلقات ويصدرون مواقف دافعة لما هو مطلوب لمجابهة هذا التصعيد الاسرائيلي الخطير، ويقترحون خطوات فورية واخرى بعيدة المدى . كذلك مؤسسات المجتمع المدني تساهم بشكل عيني في مساعي مجتمعنا لرفض القانون وتوضيح مخاطره بما يعجب البعض او يخرج اخرين عن طورهم، لكن هذا متروك لمناسبة اخرى.
في اطار هذا التصعيد، تقوم القائمة المشتركة بجهود جماعية وفردية من خلال أعضائها وهو جهد كبير ونشاط هام جدا، وبعضهم يقوم بجهد مميز وجبار، اخص منه جهود عضوي الكنيست يوسف جبارين واحمد الطيبي خلال مناقشات القانون في اللجنة المختصة، وموقف كل اعضاء المشتركة في الكنيست عن اقرار القانون وتمزيقهم له، والجهد الخاص ليوسف جبارين في تحضير ورقة اساسية ورسائل هامة بخصوص القانون وتداعياته، وارسالها لهيئات دولية وشخصيات فاعلة، لأجل حثها على اتخاذ مواقف من التدهور الحاصل في اسرائيل، ونزوعها الى الفاشية المعلنة، اكثر من ذي قبل.
يأتي هذا الجهد على خلفية مطلب جماهيري "بتعليق عضوية اعضاء المشتركة في الكنيست"وليس الاستقالة كما يطالب عدد قليل من النشطاء، لهم حق محفوظ في ذلك، لكن هذا برأيي سوف يضر في مكانة واستقلالية نضالنا في وطننا. ويأتي مطلب "تعليق العضوية" ارتقاء لمستوى خطورة الحدث وكخطوة في سبيل التعبير عن ارادة شعبنا الرافضة للتطورات الجارية في الكنيست، والتي اوغلت في فاشيتها وعنصريتها. ويبدو ان غالبية اعضاء المشتركة يوافقون على هذا المطلب، بينما تعارضه اقلية، متمثلة بالأساس في موقف اعضاء الجبهة الديمقراطية، الذين يسوقون تبريرات ليس لها اساس برايي، لأجل تبرير عدم القيام بهذه الخطوة، رغم أنها اصبحت مطلبا شعبيا، لمصوّتي المشتركة ولغيرهم.
وبالأساس يبدي بعض الرافضين لمثل هذه الخطوة تخوفا من ان يكون ذلك جزءا من "الانسحاب الكامل من الكنيست"، او ان يؤدي الى الاضرار في العمل البرلماني في قضايا اساسية تخص الفلسطينيين في اسرائيل خصوصا، وعموم ابناء الشعب الفلسطيني عموما. طبعا هذه تخوفات مشروعة، لكنها مبالغ فيها وتساهم في تصوير اعضاء الكنيست كمن "يتمسكون في الكراسي". الحقيقة ان تعليق العضوية في الكنيست هو رد رمزي بسيط جدا، لن يقدم او يؤخر شيئا في العمل البرلماني لأعضاء المشتركة ولا في مصالح شعبنا المتعلقة في تمثيلهم البرلماني. ربما سيمنع تقديم موقف مدافع عنا من على منصة الكنيست او في احدى اللجان لفترة التعليق، وهذا مهم، لكنه لن يحدث فرقا في تأثير اعضاء المشتركة، الذين يحاولون اقناعنا في كل مناسبة بانهم لا يحققون بعض المطالب لكونهم في المعارضة، او حتى في "معارضة المعارضة"، وبذلك فانهم لن ينجزوا في فترة التعليق ما لم يكن اصلا ممكنا انجازه. بالتأكيد يستطيع جميع اعضاء المشتركة عرض مواقفهم في كل قضية وقضية، تناقش في الكنيست او خارجها، من على المنصات الاعلامية الاسرائيلية والعربية والعالمية، بشكل افضل بكثير، ومؤثر اكثر، من على المنصة البرلمانية.
بالمقابل سوف يساهم التعليق في رفع مستوى الرفض والاستياء مما يقوم به نتنياهو وزمرته الفاشية ويعطي معنى محددا لادعاءات اعضاء المشتركة بان سن قانون القومية هو فعلا تطور خطير. وبشكل محدد سوف يثبت هذا التعليق، موقفا جماعيا قويا ضد الاجماع الصهيوني في الكنيست، وسوف يفرض على احزاب الوسط واليسار المعارضة احترام اعضاء المشتركة ومطالبهم بشكل اكبر من ذي قبل، كما انه سوف يجعل من كونهم كتلة وطنية تمثل الفلسطينيين في اسرائيل، داخل وخارج الكنيست، ادعاء اكثر جدية ورواجا وسوف يساهم في تقوية موقفهم كممثلين للفلسطينيين في اسرائيل، داخل البرلمان وخارجه مستقبلا.
وبشكل عيني، فيما يخص التحضيرات لمظاهرة تل ابيب، سوف تشكل مثل هذه الخطوة اهم عمل سياسي عام يساهم في رفع مستوى الاستعداد الشعبي للمواجهة والتعبير عنها من خلال حضور مكثف اكثر واقوى في المظاهرة ومجمل الفعاليات المطروحة، وغيرها. واكثر من ذلك، سوف يساهم التعليق جديا في ترميم ما تم تخريبه من الثقة الشعبية بالقائمة المشتركة واعضائها على خلفية ما يسمى "بأزمة التناوب"، وسوف يكون هذا احد اهم الشعارات التي سوف ترفع في معركة الانتخابات القريبة للكنيست.
وبذلك ايضا فان المشتركة سوف تربح كثيرا من مثل هذه الخطوة، وسوف يربح شعبنا اكثر، وهذا هو بيت القصيد... المشتركة، وتمثيلنا في الكنيست، هما اداة لتطوير عملنا وليست هدفا، واذا كانت خطوة التعليق سوف تساهم في كل هذا، ولن يكون لها ثمن سياسي، بل سوف يساهم في بلورة وتقوية فكرة المشتركة كممثلة لشعب وليس مجرد "ائتلاف كراسي"، فليس واضحا لماذا الاصرار على رفض ذلك.... اتمنى ان لا يترك اعضاء المشتركة الكنيست اليوم، قبل ان يعلنوا تعليق عضويتهم في الكنيست، من حيث الحضور والمشاركة في نقاشات الهيئة العامة او اللجان، وان يتوجهوا لإجراء نقاشات لا تقل اهمية خارج الكنيست ولو لفترة وجيزة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net