الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 23:02

الرأي وتقبل الرأي المغاير/ بقلم: ابراهيم بشناق

ابراهيم بشناق
نُشر: 23/08/18 13:28,  حُتلن: 12:06

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

ابراهيم بشناق:

منطق من ليس معي فهو ضدي يزرع الضغينة والعداوة بين الناس ويفرض الرأي بالقوة، ويجبر الجميع على أن يتحوّلوا إلى قطيع بلا رأي أو رؤية

مع إقتراب موعد انتخابات السلطات المحلية والتي ستجرى في الثلاثين من أوكتوبر القريب وتصاعد وتيرة الحملات الإنتخابية للمرشحين في قرانا ومدننا نرى ونسمع عن مشاحنات هنا وصدامات هناك تعود خلفيتها لدعم هذا المرشح دون ذاك.

وهنا لابد من الإعتراف بداية أننا ما زلنا مجتمع حمائلي وعائلي تحكمنا بالغالب العصبية القبلية والمميز أننا نملك خاصية مشتركة لغالبية أفراد مجتمعنا في الداخل الفلسطيني تتمثل في صعوبة تقبّل النقد أو الرأي المخالف أو المعاكس وقد يؤدي عدم تقبّل الرأي الآخر أو رفضه إلى التوتر والعصبية وقد يصل إلى قطع العلاقات بين أبناء البلد الواحد بل وفي بعض الأحيان يصل الأمر بين الطرفين لتصرفات غير محموده وغير لائقة تؤدي لمشاكل يصعب حلها فيما بعد .
لا أحد منا يحترم الآخر، أو يعترف بحقه في الاختلاف، فمنطق "من ليس معي فهو ضدي" يزرع الضغينة والعداوة بين الناس ويفرض الرأي بالقوة، ويجبر الجميع على أن يتحوّلوا إلى قطيع بلا رأى أو رؤية .
أين ثقافة الاختلاف التي نتغنى بها في كل محفل ومناسبة ؟ تلك الثقافة التي تعني إحترام كل وجهة نظر ورأي واختيار مخالف لآرائنا وأفكارنا وسماعه ومناقشته في أجواء يسود فيها الاحترام والهدوء وسعة الصدر، تحت شعار إختلاف الآراء والأذواق والأفكار في حد ذاته هو ميزة وهبنا إياها الخالق عز وجلّ وهي بمثابة رحمة للأمة ونعمة من نعم الله علينا وبصيرة لا يفقهها إلا العقلاء، كذلك هو درجة من درجات التفكّر والتعقل ولولا الإختلاف في أنماط التفكير وطرح الآراء المختلفة لما تطور الإنسان ووصل إلى ما هو عليه.
لكن ومع شديد الأسف فقد نشأ مجتمعنا على ثقافة يسود فيها الخلاف، بمعنى مخالفة كل ما يعارض أفكارنا وتفكيرنا وميولنا، وقد ترسخت تلك الثقافة في اللاشعور لدينا نتيجة للتخلف والتأخر الذي عرفه مجتمعنا، وذلك نتيجة عوامل عديدة، أهمها الأنظمة القبلية التي سادت ولا تزال سائدة في غالبية بلداتنا العربية بحلتها الجديدة من خلال السلطة المحلية.

إن وجود الاختلافات في الآراء ما بين الأشخاص هو أمرٌ طبيعي، إذ إنّ اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، إلا أنّ المشكلة تكمن في عدم تقبل هذا الاختلاف، والتعصب إلى الرأي الشخصي، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تدهور العلاقات بين أبناء البلد وزرع الكره والحقد في قلوبهم، وقد تتطور لتتحول إلى أعمالٍ عنيفة وغير قانونية من الصعب حلها .
في الحقيقه فإن معظم الأشخاص قد يكون لديهم رأي مختلف ومن الواجب عليهم أن يتعاملوا ويتعايشوا بتناغم مع الآخرين دون صراع .
إن رفض الرأي الآخر هو الذي يسبب المشاكل والسلوك العدوانى.
يجب أن نتعلم الإختلاف بأدب دون إسائه لأحد لمجرد أنك إختلفت معه في الرأي .
العناد والتعنت في التمسك برأيك وكأنك أنت الوحيد الذي لا يخطأ وأن رأيك دائما هو الصحيح، هو الذي يوسع المشاكل.
وأخيراً أتمنى أن ننظر إلى إقرار حق النقد، كما ظهر في أول خطبة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما ولي أمر المسلمين، حيث جاء في خطبته : " أما بعد أيها الناسُ فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولستُ بخيرِكم فان أحسنتُ فأَعينوني وإن أسأتُ فقوِّموني".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net     

مقالات متعلقة