الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 02:02

قصة قصيرة :الراحلون/ بقلم: اسيل منصور

اسيل منصور
نُشر: 05/09/18 12:09,  حُتلن: 15:14

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

تتدفق الكلمات من قلمي على وقع صوت الموظفة في قاعة الانتظار في مطار بين چوريون على الورق الذي لن يصلك أبدا ..أمعن النظر إلى اسمك وأرمقه بنظرة عناق ..هذا ما تبقى لي منك ..بضعة أحرف..إذا جُمِعَت ببنت شفة لم تزدني إلا وجعا احتراقاً وانطفاءً..كيف وقد رفضت السفر معي ..كيف وقد أبيت إلا البقاء ..إنه الوطن ..أجبتني..
"نداء أخير للمتوجهين إلى .." تجادلينني وأعجب من إصرارك ..أخاطبك بلسان المنطق وأشرح أن شعور الانتماء قد رفضه قلبي منذ مدة وأنني كلما حاولت أن أزرعه من جديد قوبلت بموجة غضب عارم من فؤادي ."إلى أين يا رشيد !! "

أتهمّ الوجهة؟!

ماذا تريد أن تحقق بهروبك من أرضك!!

انظري حولك !! لم تعد المعالم هي نفسها ، وكأن الأرض ثارت على هويتها ، انشقت عن أصلها !

متى رأيت شجرة زيتون في الطريق !!

ازرع إذن أنت شجر الزيتون ، إملا الأرض من بصمات كينونيتك!!

منى يا كل المنى !!

أحكم قبضتي على يد حقيبتي الوحيدة وأعاني من الغربة ما أعاني ..ألست أنا العربي الهجين ..عربي الثماني والأربعين الذي فُرِض عليه واقع هجين أيضا فإما انصهار وإما حياة من صنف لا هنا ولا هناك وإما عزلة تامّة وانفصال عن الواقع!! ومنى تتمسك ببيتنا وتأبى مفارقته وتتركني لتزرع شجرة زيتون في ساحة المنزل وأنا أصرُّ على الرحيل .. الوجهة لا تعنيني ..سأحاول أن أحيا ..أن أنتمي لبلد هذا محال ..قد وُلِدْتُ مع عيبٍ لا يعوّض..الشعور بهواء الوطن الذي يملأ رئتي الرضيع لم أذقه أو هكذا أرى الأمور من وجهة نظري ..منى خالفتني الرأي وحصل الانفصال ..اقتلعت من قلبك اقتلاعا..واجتثثت من اللاوطن اجتثاثا بفعل رفضٍ قلبيّ . تركت القهوة العربية في الإناء العازل للحرارة تغلي من برودة اللامبالاة ورحلت ..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة