الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 02:02

أنا كُلّي أنتِ../ بقلم: أسيل منصور

أسيل منصور
نُشر: 10/09/18 18:29,  حُتلن: 07:04

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency


كان المكان موحشاً واكتظت الحجرة بالأبخرة وطغت رائحة العود على روائح الغموض في مكتب الساحرة زعفرانة..زرتها رغم نداءات أمي المسترسلة بالدعاء لي بالهداية ..كان يجب أن أسمع صوتاً آخر غير صوت المنطق ..أحببتها وما كان يجب ..عشقتها وما كان ينبغي..كيف أفكّ القيد وأنا من كتبته بيدي..كل ما حولي يطبق عليّ ..العقل سقف زنزانتي..والظروف المسيئة تجهض الأمل الرفيع في رحمٍ خطّه قلمي..

وأمّي تعلم بما جناه عليّ قلبي وتفهم أَنِّي الرحّالة في درب الهلاك وتدعو لي بالنهار وترأف بي بالليل حين تداهمني الكوابيس بلا رحمة ..أناديكِ بشجاعة في حضن الظلام حين تُقفل أبواب آذان البشر ..في النهار أمسك عن ذكرك علناً وأستعيض عن اللسان بمسبحة حمراء وأهمس باسمك وكل خرزة هي جمرة تحرقني..

زعفرانة ترمقني بصمت وهي تعلم ما أريد ..وقوى الجانّ قد عجزت كلها رغم كل غوّاص وبنّاء..كيف نغيرّ التاريخ وكيف نقلب التقويم..وكيف أتكيف مع واقع ليس فيه شيء منك ..أصمت والدموع تتكلم نيابة عنّي وزعفرانة تصغي بصبر والعود يحترق وفؤادي يشتعل والكلمات خرساء وعالمي يتّقد..أصبو لأن أمسك بورقة القدر فأمزّقها وأملي عليه ما أشاء ..وزعفرانة رغم جيوش العفاريت جادّة في رفضها ..وأكاد أن أقلب طاولة الرزانة وأمحو كلّ الصّبر لأُكتّف اليأس وأطرد القنوط وآخذك من كل ما يبعدك عن بيت أمّي ..ألعن الجانّ وأرمي زعفرانة بفنجان القهوة المرّ الذي زاده فقدك مرارةً وألجمه بعدك عن الكلام فلا أثر لك بفنجاني ولا صورة لك بمستقبلي ..أعود لبيت أُمِّي وألتمس دفء سجادة صلاتي التي هجرتها منذ بعيد ..لم يعد هناك ما يقلق.. سأفتح باباً آخراً وسأترك التاريخ يحارب من أجل العشق وسألقي بنفسي في رحل آمالٍ يعيدها صوت أُمِّي يعانقني ويقول كفاك حزنا ويكفكف دموع العناء عن صدري المتهالك ..سأراك يوما وسأجني ثمار الصبر وستثمر الكلمات حياةً هي كلّها أنتِ...لأَنِّي أنا كلّي أنتِ..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة