الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 06:02

نظرة الى المواطن العربي/بقلم :د. حسين الديك

د. حسين الديك
نُشر: 30/09/18 08:45,  حُتلن: 08:25

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

ابرز ما جاء في المقال:

كفى والف كفى لهذا التوجه ولهذا الزحام ولهذا الاحتراب من اصحاب الاحتراب والاقتتال

تحضر كل الوان الحياة والمواقف والقضايا المحلية والاقليمية والدولية في الحيز العام العربي في هذه الايام ، ويجند لها كل الطاقات والامكانات المادية والبشرية والروحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية ، وتفتح الجبهات وتخترق المواقع ، وتسجل الانتصارات ، و تفرض الهزائم ، ويتباها المنتصرون، ويتباكى المهزومون ، كل هذا يحدث عربيا في الحيز العام ويملؤ الفضاء العربي بشتى الوانه ، فهذا الحضور القوي يسجل اسمى الصور في هذه المرحلة .

وفي ظل هذا الحضور العربي اللافت اقليميا ودوليا، يغيب المواطن العربي، يغيب الركن الاساس في معادلة الشعب والارض والوطن ، تغيب طموحات وامنيات ودعوات وهواجس واحلام المواطن العربي عن الساحة المحلية والاقليمية والدولية ، تظهر الاحتفالات في القاهرة ، والمؤتمرات في نيويورك ، و الاجتماعات في جدة ، واللقاءات في الفنادق المكيفة ، ويغب الوطن ويغب المواطن والانسان العربي .؟؟!!

نظرة الى المواطن العربي الذي يفكر كيف يستطيع تامين قوت يومه وطعام اطفاله الصغار، وكيف يستطيع توفير قسط ابنه الطالب في الجامعة ليقوم بدفع ذلك القسط ، او كيف يقوم بتامين اجرة التاكسي لانبته الطالبة الجامعية التي تذهب كل صباح الى جامعتها ؟؟؟ نظرة الى الى المواطن المزارع الذي ينتظر جني ثمار محصوله من الزراعي وغيره ولكنه لايجد سوقا لبيع تلك المحصول الذي ينتظره من عام الى عام ليعول عليه لقضاء حاجته وسد قوت يومه وقوت عياله ؟؟ نظرة الى الموطن العامل الذي يذهب كل صباح يحمل روحه على كفه يتعدى الصعاب ليصل الى عمله ليوفر قوت عائلته دون ان يمد يده الى الناس ؟؟ نظرة الى المواطن الموظف الذي يعمل بوظيفة لا تلبي الحد الادنى من احتياجاته مما يضطر الى العمل بعد دوامه الرسمي طوال الليل ليستطيع ايو فر ابسط مقومات الحياة لاسرته واطفاله ؟؟؟ نظرة الى المواطن الشاب الذي تخرج من الجامعة واصبح في طابور البطالة ينتظر فرج المولى في الحصول على فرصة عمل ؟؟؟ نظرة الى المواطن الذي تخرج ابنه او ابنته من المدرسة وبمعدل عال ولم يستطع ان تدريسهم في الجامعة بسبب ضيق الحال والعوز؟؟؟ نظرة الى المواطن المريض الذي لا يستطيع شراء الدواء واجراء العمليات اللازمة لشفائه بسبب الغلاء ؟؟؟ نظرة الى المواطن الفقير الذي يعيش غريبا في وطنه ولا يكاد يجد قوت يومه ؟؟؟ نظرة الى عائلة اسير او عائلة شهيد قدمت الغالي والنفيس في سبيل الوطن ولكنها تعاني اقسى انواع المعاناة دون اي اعتبار لما قدمته من تضحيات ؟؟؟.


سوف اختلف في هذا المقال عن الاجماع العام السائد في هذا الوطن العربي من المهيجين والمزمرين والمصفقين والمهللين والمبجلين لاصحاب المؤتمرات واللقاءات والاجتماعات والندوات ، واتحدث عن المواطن العربي وواقع المواطن ومعاناته اليومية ، فكفى والف كفى لهذا التوجه ولهذا الزحام ولهذا الاحتراب من اصحاب الاحتراب والاقتتال ، وليكن هناك فسحة ولو بسيطة لنظرة الى المواطن؟؟.
وهنا استذكر قول الأسطورة محمود درويش حين قال ستنتهي الحرب، ويتصافح القادة، وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب، وأولئك الاطفال ينتظرون والدهم البطل، لا أعلم من باع الوطن، ولكنني رأيت من دفع الثمن.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة