الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 19:02

الذكرى الـ62 لمجزرة كفر قاسم: الكشف عن الحقيقة/ بقلم: النائب عيساوي فريج

النائب عيساوي فريج
نُشر: 29/10/18 09:39,  حُتلن: 13:27

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

النائب عيساوي فريج:

طورات مهمة حصلت هذا العام من شأنها أن تلقي بظلالها على مقدار السرية والكتمان اللذين يحومان حول ملابسات هذه الجريمة البشعة النكراء

الكشف عن الملفات مهم جدا لقطع محاولات الانكار، لا سيما وان وسط الجهل وعدم المعرفة، يكون من السهل تشويه التاريخ

تمر الذكرى الثانية والستون لمجزرة كفر قاسم وسط سيل جارف من القوانين العنصرية، وعلى رأسها قانون القومية الأخير الذي جاء ليجردنا من ثقافتنا وحضارتنا ولغتنا وخصوصيتنا، وردنا كان ولا زال واضح المعالم: اننا هنا باقون متجذرين في ارضنا، نعيش معا يهودا وعربا، وانه لا حل غير ذلك.

ولكي نعيش حياة شراكة هنا فيها الكثير من معرفة الاخر واحترام ماضيه، علينا ان نكون واضحين كالشمس ان مجزرة كفر قاسم ستبقى على الأجندة العامة كل عام ولن تنجح سياسة الكتمان الرسمية بالصمود أمام اصرارنا على كشف الملفات السرية.

تطورات مهمة حصلت هذا العام من شأنها أن تلقي بظلالها على مقدار السرية والكتمان اللذين يحومان حول ملابسات هذه الجريمة البشعة النكراء.
المؤرخ الشجاع آدم راز، سبق زملاءه المؤرخين وقرر العودة الى تلك الحقبة المريرة طالباً بفتح الملفات السرية التي بلى عليها الزمن، لكن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تصر على ابقائها في طي الكتمان بادعاء الحفاظ على امنها!

وعناد راز اوصلنا الى المحكمة العسكرية التي بحثت في الطلب بفتح الملفات السرية. نعم، ان ما حصل من تطور هذا العام ستكون له توابع ايجابية في السنين القليلة القادمة، هذا ما أتمناه. الضغوطات التي مورست في حينه، جعلت نتنياهو يقرر فتح ملفات الأطفال المفقودين من اليمن.
نتنياهو صرح حول هذا الموضوع:" اطفال اليمن جرح عميق لا زال ينزف لدى العائلات التي تجهل ما حصل لهم. العائلات تبحث عن الحقيقة وتريد ان تعرف ما حدث واعتقد انه آن الأوان لمعرفة ذلك وتطبيق العدل والنظام". واضاف نتنياهو:" حتى هذه اللحظة لا افهم لماذا كل هذه السرية، سوف نبحث بذلك ونعالج الموضوع". نعم، وهذا ما اقوله لنتنياهو: كذلك عائلات الشهداء والمصابين في كفر قاسم لا تعرف لماذا اطلقوا عليهم الرصاص ولا تعرف لماذا حدث ما حدث"، مجزرة رهيبة تقشعر لها الأبدان.

وأنا لا افهم لماذا كل هذه السرية والكتمان حول المجزرة.
الكشف عن الملفات لا تعيد الشهداء ولكن بإمكانها ان تتيح المجال لإغلاق الدائرة التي لا زالت مفتوحة وتثير الكثير من الغضب.
لكل دولة في العالم تاريخ ومجزرة كفر قاسم هي جزء من التاريخ الذي لن تستطيع حكومة نتنياهو او أية حكومة اخرى محوها من ذاكرتنا الجماعية والفردية.
من المهم جدا الكشف عن الملفات وخاصة بعد المحاولات التعيسة لإنكار المجزرة، كما حدث مع الوزير يريف لفين الذي ادعى ان مجزرة كفر قاسم كذبة، وأنصح الوزير أن يثقف نفسه ويقرأ كتاب المؤرخ راز حتى لا يبقى في جهله وتعاسته.

ان الكشف عن الملفات مهم جدا لقطع محاولات الانكار، لا سيما وان وسط الجهل وعدم المعرفة، يكون من السهل تشويه التاريخ كما يحاول يريف وزمرته من السياسيين، ولذلك من واجبنا الاهتمام بألا يحدث ذلك.

مجزرة كفر قاسم ومجزرة دير ياسين كان وراؤهما هدف واحد، وهو تخويف الفلسطينيين وتهجيرهم ضمن خطة ما يسمى بـ"الخلد"، هذه حقيقة ليست بجديدة علينا لكن الكاتب راز ينقلها بشهادات من شاركوا في هذه الجريمة، في كتابه" مجزرة كفر قاسم: سيرة سياسية" والذي هو بمثابة "البحث التاريخي الأول حول المجزرة"، فقد قضى المؤرخ راز السنوات الماضية في مراجعة الوثائق المتاحة في الأرشيفات ومحاضر اجتماعات الهيئات الإسرائيلية ومقابلة أشخاص كانوا ضالعين في هذه القضية.

شدمي سيء الذكر، اعترف في مقابلة له قبل وفاته الشهر الماضي ان محاكمته كانت صورية وهدفها إزالة المسؤولية عن القيادة الأمنية والسياسية العليا، وبينهم رئيس الحكومة، دافيد بن غوريون، ورئيس أركان الجيش، موشيه ديان، وقائد المنطقة الوسطى ورئيس الأركان لاحقا، تسفي تسور، الملقب بـ"تشارا".
وأضاف شيدمي أن الهدف من المحكمة استعراض مشهد كاذب حول تحقيق العدالة أمام المجتمع الدولي، وإزالة الموضوع عن الأجندة العامة. لكن المؤرخ راز مقتنع بأنه في خلفية ذلك كانت محاولة لإخفاء "عملية الخُلْد"، وهي عبارة عن خطة سرية لطرد العرب في منطقة المثلث إلى الأردن، ولم يكشف حتى الساعة عن تفاصيل هذه الخطة.

بعد 62 عاماً على دولة اسرائيل عدم الخوف من الحقيقة، الحقيقة لن تمس بأمن الدولة. عندما يتم الكشف عن الحقيقة فإنني كمواطن سأبدأ اشعر اكثر امانا في الدولة. الغضب موجود منذ عشرات السنين ونحن لا نبحث عن النقمة ابدا ولا نية لنا بالمس بأمن الدولة او بحياة اي شخص كان مسؤولاً عن المجزرة.
الكشف عن الملفات لن تعيد الشهداء ولن تشفي الجروح التي لا زالت عميقة ولكن بإمكانها ان تغلق الدائرة، وان نفهم. هناك اهمية لمعرفة الجمهور بما حدث، ليس فقط الجمهور القسماوي يتوق لذلك وانما كافة المجتمع العربي ووسط الكثير من اليهود، جميعهم يريدون معرفة الحقيقة حتى لو كانت قاسية.

هناك جرح مفتوح يجب ان يندمل والكشف عن الملفات والحقيقة من شأنهما المساعدة في ذلك. على الدولة فتح كافة الملفات السرية وان تعترف بمسؤوليتها القانونية والسياسية والأخلاقية الكاملة عن مجزرة كفر قاسم جرح كفر قاسم سيبقى ينزف ما دام الإعتراف وتحمل المسؤولية لم يصلهما بعد من الدولة.

لن ننسى ولن نسامح ولن نغفر
الشهداء الـ 49 يوحدون الوطن
المجد والخلود للشهداء الأبرار

النائب عيساوي فريج عضو لجنة التوجيه العليا في اللجنة الشعبية لإحياء الذكرى الـ 62 لمجزرة كفر قاسم

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة