الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 22:02

العائلية تحت غطاء الحمولة - بقلم: طارق محمود بصول

طارق محمود بصول
نُشر: 22/11/18 21:50

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

شهدت البلدات العربية قبل اسبوعيين انتخابات للسلطات المحلية التي صادفت بتاريخ 30 تشرين اول وهنالك بعض البلدات انتقلت لجولة ثانية 13 تشرين ثاني، بالرغم من انتهاء المعركة الانتخابية الا اننا ما زلنا نعيش تحت طيات الاجواء الانتخابية. قُبيل موعد الانتخابات شهدت البلدات العربية أجواء انتخابية خلالها استُعمل بعض المصطلحات السياسية المحلية منها؛ العائلة والحمولة. هذه المقالة سوف تُسلط الضوء على الفرق بين العائلة والحمولة من حيث المنظور العلمي الديمغرافيا.

العائلة؛ عبارة عن مجموعة اسر (الاسرة؛ مجموعة افراد يعيشون بنفس البيت، اب وأبناءه، والبنات اللواتي لم يتزوجن بعد، والأبناء وعائلاتهم ونساءهم وأبناءهم)، اما العائلة فقد تجمع بين عدة اسر بينها علاقة قرابة من الدرجة الأولى، تاريخياً كانوا يعيلون بعضهم البعض في العمل الزراعي ويديرون اقتصادهم من خلال زراعة الأرض، قطف الثمار بالمواسم المختلفة وتربية الدواجن والمواشي، من هنا جاء مصطلح العائلة اعالة بعضهم البعض.
بقي النظام الاسروي والعائلي حتى نهاية سنوات الستين من القرن الماضي تزامناً مع انتهاء فترة الحكم العسكري، فقد أصبح بإمكان السكان العرب الذين بقوا في الجليل، المثلث والنقب التنقل في ربوع البلاد وإيجاد مصادر عمل أخرى بدلاً من الزراعة منها الصناعة والعمل المستقل، مما أدى الى انخفاض قيمة الأرض الزراعية التي تحولت لهدف البناء وبهذا بدأت الاسرة تتقلص نتيجة البناء الحر والفصل الاسروي.
بالمقابل الحمولة؛ عبارة عن مجموعة عائلات تجتمع تحت مظلة اسم واحد، منظومة اجتماعية تحمل جميع الاسر والعائلات، أي ان الحمولة هي حمل جميع الاطر العائلية والأُسروي.
تاريخياً كان أبناء الحمولة الواحدة يفضلون العيش في حيّز جغرافي منفرد عن باقي الحمائل من اجل الحفاظ على التماسك الاسروي والاجتماعي فيما بينهم، الا ان هذا الفصل اختفى نتيجة التغيرات الديمغرافية بازدياد عدد السكان، كثافة السكن والاقتصادية نتيجة الانتقال من القطاع الاقتصادي الأول الزراعي للقطاع الاقتصادي الثاني والثالث الصناعة والخدمات.

خلافاً عن الاسرة والعائلة ما زالت الحمولة تحافظ على نمط اجتماعي حتى يومنا في مجالين؛ الأول المجال الاجتماعي؛ فقد نجد ان الحمولة تتكاتف في المناسبات العائلية المختلفة: افراح، بيوت عزاء، اما الثاني سياسي؛ فقد نجد مع اقتراب موعد الانتخابات ان هنالك التفاف سياسي بين فئات الحمولة حول شخصية واحدة من اجل الوصول لمنصب سياسي.
الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات.

مقالات متعلقة