الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 18:02

في طريقي الى النقب ...سهير اسدي

سهير اسدي
نُشر: 31/01/19 20:36,  حُتلن: 20:39

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

في طريقي الى النقب ...

اتصال هاتفي من مركز البرامج والمخيمات في الجنوب.
المركز : مرحبا سهير
انا : اهلين تفضل
المركز :عنا مخيم اطفال ببئر السبع
انا : بئر السبع ..علامات تعجب !!
المركز : اة بئر السبع.
انا : بعيد كتير وو...
المركز : وشو ؟؟
انا : ولا شي ..اعطيني اابرنامج.
المركز : مكحول وكحلة والترابين وام القطف والسيد ام طين ورهط ..
انا :  نعم نعم شوو هضول ؟
المركز :اسماء قرى بالنقب.
انا ..وعلامة الاستغراب ع وجهي ..طيب ماشي..

انطلقت من حيفا في الساعة الثالثة صباح متوجهة لدير الاسد لجلب المتالقتين دائما وداد وحنين والانطلاق لاول يوم من مخيم الشتاء النقب..
كل الطريق وانا افكر الى اين انا ذاهبة وماذا يوجد هناك وما هي نوعية الطلاب والمدارس ..
وصلت لاول مدرسة وفي الطريق رايت بعض من الماعز والجمال التي لا نراها هنا كثيرا في الشمال ..كان الجو رائعا ووصلت الى مكحول ...
بدات بانزال السماعات والعدة.
دخلت الى ساحة المدرسة لاجد اجمل ما يكون من مدرسة صغيرة نظيفة يكسو جدرانها الكثير من الكتابات المميزة والالوان التي اعشقها...
واستقبلني اكثر من سبع معلمات بابتسامة رائعة، وليفاجئني الحارس هناك ..
صباح الخير ..قهوة ولا شاي ..
انا : هههه شاي
هنا توقف كل شيئ في هذا العالم وبدات افكر اهذا هو النقب !! انة جميل انهم لطفاء.
لماذا هذا الهجوم الشرس بالاعلام دائما ..؟؟
لماذا يحاول الاعلام وضعهم على الخارطة وكانهم من عالم اخر ؟
خلال تفكيري خرج للساحة ١٢٠ طفلا ..لا اريد الاطالة بالكتابة ولكن بين قوسين كانو مذهلين، مرتبين، هادئين، شعرت وكانهم خلية نحل.
انتهيت من مكحول لاتجه لكحلة ..بعيدة عشر دقائق، وليس هنالك فرق كأن المشهد يعيد نفسة ثانية...ودك قهوة ولا شاي ..
وقف الطلاب امامي لابدا الفعالية بالسلام عليكم، ليرد علي الجميع بصوت واحد وعالي جدا ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة. ليقشعر بدني من صوتهم الموحد...
لم يكن هنالك مجال لاعانقهم طفلا طفلا.
تركوا في قلبي مشهدا لا ينسى.
وينتهي اليوم الاول واعود الى حيفا وبعد سفر ثلاث ساعات اصل مكتبي لاقلب بعض الصور صورتها لاكتشف مجدد جمالهم وهدوئهم وكرمهم وطيبتهم واحترامهم الكبير للضيف ..
استمر المخيم لسبعة ايام تنقلت خلالها لاكثر من ٢١ مدرسة لا تكفي الكلمات للتعبير عن ذالك الشعور العجيب الذي كان يصيبني في كل مدرسة حين كانت المعلمات يعرضن الذهاب للبيت للغداء او تبادل ارقام الهاتف ليصلني كم من الرسائل المعبرة عن الشكر والامتنان والمحبة .
النقب ليس مجرد مكان النقب ليس صحراء خالية ، النقب مكان ممتلئ بالمحبة والكرم والعطاء،النقب مكان جميل يستحق الاهتمام اكثر .

مقالات متعلقة