الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 10:02

قصّة نجاح

آلاء مواسي من باقة الغربية: كوني أنتِ الدّاعم الأوّل لنفسك

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 09/03/19 10:10,  حُتلن: 17:17

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

كل امرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"!

الاء مواسي أبو حسين (32 عامًا) من باقة الغربية، زوجة وأم لثلاثة أطفال، تعلّمت موضوع هندسيّة تخطيط مبان، وتعمل في رسم خرائط كهرباء، تعمل في فنّ الطّهي ويتابعها عشرات الآلاف عبر صفحتها المختصّة بالطّهي، ورغم أنّها لم تدرس هذا الفنّ أكاديميًّا إلّا أنّها استطاعت كسب ثقة المُتابعين. لديها مشروع الشّيف الصّغير، وقريبًا ستحصل على شهادة مُرشدة للفنون.

البداية
حُبّي وشغفي بفنّ الطّهي جعلني أتّجه إليه بشكل موسّع محبّة منّي في مشاركة النّاس بما أقوم به وكتحفيز لي على الاستمرار ، وبفترة معيّنة قررت أن أفتتح محلًّا، لكن بسبب أطفالي ومسؤوليّتي تجاههم في عام 2012 لم أعد أستطيع ان أوفّق بين كُل شيء فأغلقت محلّي ولكنّي استمرّيت في تقديم مساعدات تتعلّق بوصفات للحلويات و غيرها عبر صفحات التواصل الاجتماعي ولكن بشكل أقلّ، فكان الاهتمام الأساسيّ لأطفالي وتربيتهم ولو كان على حساب راحتي الشّخصيّة، حتّى أصبح كلّ واحد منهم له شخصيّته المُستقلّة ويعتمد على نفسه وفي المدرسة هم من المتميّزين والمتفوّقين وأحرص دائمًا على التّركيز على تحصيلهم الدّراسي.

أختي كانت الدّاعمة الأولى لي في مجال الطّهي، فهي تعرف تمامًا إلى أي مدى انا أحبّ هذا المجال، وبعد فترة من الانقطاع أجبرتني على العودة وفتحت لي حسابًا عبر تطبيق الانستغرام، وهكذا عدت إلى المكان الذي اكتمل به شغفي. وبسرعة هائلة أصبح لدي عدد كبير من المتابعين وتوطّدت العلاقة بيننا.

أيّامي طويلة، فأنا أحاول أن أستغل كُل دقيقة في يومي لعمل كل ما هو مفيد، إن كان في عملي الأساسي في هندسة الكهرباء أم في الطّهي أم مع أولادي، وهدفي الأوّل في كُل ما أقوم به هو مشاركة ومساعدة النّاس بالأمور التي أتقنها، وهذا الأمر به من التّعب الكثير إلا أنّ التّشجيعات والدعم الذي أتلقّاه من كل شخص يُتابعني يُنسيني أي تعب ويمنحني الثّقة لأستمرّ.

الشيف الصغير..  ونجاحات كبيرة
حُبّي للأطفال وتعلّقي بهم، جعلني أخطو خطوة معهم ولأجلهم، فبدأت بمشروع الشّيف الصّغير، وهو عبارة عن فعاليّات تتعلّق بالطّهي تُقدّم في الغالب لطُلّاب المدارس، أحاول من خلالها ان أتيح لهم الفُرصة في التّعرّف على مراحل طهي للطعام الذي نختاره ثمّ يُقدّم لهم ليتناولوه. تجربة المطبخ بالنّسبة لهم مميّزة ومُختلفة إذ أنّها لا تتوفّر لدى الاغلب في المنازل وهذه الدّهشة في عيونهم هي سبب استمراري في تقديم مثل هذه الفعاليات. 

ليس لديّ أي هدف تسويقي عندما أُشارك النّاس بالوصفات التي أقدّمها، بل إنّ هدفي الأوّل هو نشر وصفاتي ومشاركتها بشكل مُبسّط وواضح وبطعم رائع، والطّعم بالنّسبة لي أهم من الشّكل. تُسعدني كثيرًا الفئات التي تُتابعني وتشكرني على ما أقدّم، من طالبات جامعيّات، شابّات مُقبلات على الزّواج او متزوّجات حديثًا، وشباب يسكنون لوحدهم ونساء وربّات بيوت، جميعهم يُطبّقون وصفاتي ويؤكّدون لي على سهولة التّطبيق والطّعم النّهائي، ومن هذا الدّعم أستمدّ طاقة كُلّ يوم.

العلاقة مع الأولاد
علاقتي مع أولادي هي الأهم، ورغم انشغالاتي الكثيرة والانتقادات التي أتعرّض لها من بعض قليل، بأنّي أهملهم ولا أتقرب منهم بسبب ضغط عملي، أؤكّد بأنّ هذا أمر غير صحيح فانا أجتهد بكّل الأوقات من أجلهم ومن أجل دعمهم في كُل المجالات.
حاول بعض استفزاز أطفالي بسبب شهرتي وتوجيه الاتّهامات لي أمامهم بأنّي أم مهملة بحقّهم الامر الذي كان يسبّب لهم انزعاجًا كبيرًا ويصدمني شخصيًّا لأنّهم يعلمون بأنّي إلى جانبهم طوال الوقت وأشركهم بكُل ما أقوم به وآخذ برأيهم. النّقاش كان هو المُفتاح في علاقتنا المتينة، ومنح كُل طفل منهم أن يقوم بشغفه وبكل ما يحبّه، فأنا أم داعمة إلى أبعد وأعطي أطفالي المجال ليقوموا بما يحبّون طالما هم غير مقصّرين في الدّراسة.
أنا ضدّ الحدّ من مواهب او طموح الأبناء، وضدّ ترسيخ فكرة العيب والممنوع فكل أم أدرى بمصلحة أبنائها وأنا أعطي المجال كلّه لأن يبدع أبنائي بالشّكل الذي يرونه مناسبًا لطموحاتهم، طبعًا مع رقابة دائمة على كُل التّفاصيل الصّغيرة والكبيرة.
وقتي مع عائلتي مهم جدًّا، ومنه يأتي إلهامي وإصراري في الحياة، أحاول قدر الإمكان أن أكون قريبة من أطفالي نخرج إلى الطّبيعة نُشارك في فعاليات كثيرة مفيدة ومسليّة، لذلك أنا المرجع الاول لهم، ومبدؤنا الأهم اليوم السّعادة، أن نعيش سعداء هو أكثر ما يكفيني.

الشّهرة ومشاركة الخصوصيات
أتشارك مع النّاس أوقاتي كل يوم، ولكنّي أراقب ما أنشر، وأعرض ما أريد وما أراه مناسبًا، وقسم من مشاركتي لخصوصيّتي مع عائلتي او أطفالي جاء من دافع محبّة للمتابعين، كذلك قد تضيءُ علاقتي بأطفالي للأهل وللأمّهات بالذات طرق للتّعامل مع أطفالهم وإشراكهم في كُل شيء وحتّى في المطبخ كما أفعل أنا، هذه رسالة منّي لكل أم وأب، أن يكونوا قريبين من أطفالهم وألا يحدّوا من مشاركاتهم في كافّة الأمور، هذا يعزّز العلاقة ويكشف لهم جوانب ثانية عن أهاليهم ما يجعلهم يقدّرون التّعب والمجهود المبذول في سلبيا أن يحيوا حياة كريمة وسعيدة.
انا أعلم أنّ مواقع التّواصل الاجتماعي هي سلاح ذو حدّين ولكني أحاول قدر الإمكان أن أظهر الجانب الإيجابي فقط مع أطفالي وأهدف على الدّوام على توعيتهم وتحصينهم من الآراء السّلبية.

المستقبل المهني
أطمح أن أكرّر تجربة أن يكون لي محلًّا خاصًّا بفن اطّهي الذي أقدّمه، وقد تكون الخطوة قريبة ولكن يجب أن تُدرس جيّدًا، مع استمراري في تقديم كل ما استطيع عبر صفحتي، فأنا لن أنسى فضل الآخرين عليّ إن كان من خلال رسائلهم التي تصلني بالمئات يوميًّا أو من خلال التعليقات التي تُثني على عملي ومجهودي. وأنا أرى أنّ وضع الأهداف والسّيطرة على استغلال أوقاتنا بالشّكل السليم دون إهمال للتّفاصيل سبب مهم للنّجاح والتّقدّم، ومساعدة الآخرين ومشاركتهم بالأفكار والمعلومات تعمّق معنى الهدف والنجاح الذي نصله.
لكل امرأة، لا تنتظري دعم من أحد وكوني أنت الدّاعم الاول لكِ، فلا توجد أي امرأة في العالم غير قادرة على الإنتاج والنّجاح والإبداع والتّطور، الإيمان بالذّات واكتشاف الزّوايا الإبداعية بداخلنا هي التي توصلنا لأبعد الأماكن، ويجب عدم الاتّكال على الحظ، فلا أحد يحالفه الحظ هكذا دون أسباب، فالنّجاح غير مربوط بالحظ إنّما بالاجتهاد والجدّيّة والتّعب.
أنا أقدّر دور المرأة داخل المنزل وخارج المنزل، ووجود مسؤوليّات كبيرة مُلقاة على عاتق المرأة لا يعني ان تترك أحلامها جانبًا، على العكس، هي قدوة وفخر لنفسها أولًا ولمجتمعها. نصيحتي لكُل أنثى تُحاول وتسعى للنّجاح، ضعي حدًّا لكل السّلبيين وعيشي حياتك بكُل عنفوان وعفويّة مع الإيجابيين، واسعي لكل ما تُحبّين بفرح ومحبّة.
 

مقالات متعلقة