الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 22:02

طوبي لنوال السعداوي لأن فكرها لن يموت/ بقلم: رانية مرجية

رانية مرجية
نُشر: 14/03/19 10:25,  حُتلن: 20:32

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

للمرة الأولى يهزم الموت المفكرة والباحثة والطبية النفسية والاديبة د.نوال السعداوي بعد أن هزمته عشرات المرات قاومته
بابتسامتها التي لا تقهر رحلت د. نوال ولكن فكرها لن يرحل - رحلت من كتبت الوطن المرأة النضال المقاومة والعنفوان كاشفة الجهل متمردة على الظلم والقهر والفكر التكفيري الظلامي راحت تاركة غصة في قلب كل من عرفها من بعيد او قريب.

د.نوال السعداوي قاومت الخبيث بلا مساومة او مهاودة بلا خوف او انكسار لمع نجمها لأنها احبت الكرامة والعدل والسلام ولم تراوغ يوما كانت انسانة مناضلة بجدارة كل من عرفها احبها وعشق فكرها المستنير وقلمها الحر فقد كانت صوت المرأة والفقراء المهمشين والكادحين على ارضنا البلهاء طوبى للسماء لأنها ستستقبل اليوم د.نوال التي احبت وطنها وشعبها بضمير وكانت للإنسان انسان طوبى للدكتورة نوال السعداوي لأنها لم تمت يوما ولن تموت بل سيبقى فكرها يصدح عاليا لدهر الدهور في كافة الاماكن نحبك نوال طوبى لك لان لمثلك ملكوت السموات.

لا شك أن مصابنا برحيلك عن عالمنا جلل ولكن ما يعزينا يا صديقتنا واستاذتنا وجودك الآن في الفردوس مع شهداء الكلمة والوطن ومع القديسين الأبرار،  ما اصعب رحيلك وانت الانسانة المثقفة المفكرة الحرة الداعمة المحبة التي عملت ليل نهار بجد واصرار على مدار 65 عاما ونيف لمكافحة العنصرية الممنهجة الظلم وتهميش المستضعفين ولا سيما المرأة دون مهاودة او مزايدة او ازدواجية مقيتة، فقد كنت ناشطة وباحثة وكاتبة ومفكرة من الطراز الأول التي لم تنافق يوما او تتذبذب او تحمل خطابين مختلفين ارضاء للطرف الاخر.

عشتِ حرة شريفة في سبيل كشف الحقائق للطرف الاخر، ان الأنثى هي الأصل هي كل شيء ولن يرهبك التهديد والملاحقات كنت ثابتة كشجر الزيتون ان جل ما يهمني الان كما يهم كل من عرفك وكل من عمل معك وشاركك الحلم والرؤية، السير على نهج خطاك، واكمال ما ابتدأت به, لأنّنا كنّا وما زلنا متيقنين، أنّ أكثر ما يمكن أن يسعدك هو متابعة مشوارك الإنساني المستنير،  ولا يسعني إلاّ أن أعترف لك ولنفسي ولكلّ من يعرفك ويجهلك، أنك كنت لنا السّند والمعين، والملاك الحارس أنت الآن بمعية الشّهداء والقديسين، تمدّينا بالقوة والمحبة والتضحية والإيمان والنضال والإصرار!
نعم نوال، لا تزال بسمتك تلازمنا، ولا زال صوتك وضحكتك يرافقان مسامعنا، مع كل نقاش ونقاش يعلو حول القضايا النسوية نعم يا صديقتي كثير من الشهادات المُحِبّة والصادقة بحقك، لا زالت دفينة نفوس عامرة بذكراك، فأنت حية بأعمالك بأفكارك بنضالك وبحبّ الناس لك، ومن كان مثل نوال وبهذا الفؤاد لا يُنسى أبدا، فليُطوّب تذكارُك إلى أبد الأبد!

فيا نوال الغالية ... لماذا تركتينا ونحن في قمة الضياع والانهزام ؟ أخرجي إلينا أو اخرجي علينا، كما كنتِ بوضوحك العميق وابتسامتك الملائكية وقلبك الكبير وفكرك المستنير . وقولي لنا ان رحيلك مؤقت، حاصري موتك حاصريه
وعيشي ألان حرة طليقة بلا قيود وبلا جوازات سفر عيشي بكل المدائن، كوني روح الحياة الآتية، روح المقاومة العاتية،  قومي كما قام المسيح من قبلك واكسري شوكة الموت، قومي لساعات قليلة وعانقينا وعانقينا ليس هذا بمستحيل، قومي وانتفضي على الموت وعلمية درسا جديد ان آن للأبرار أن يعيشوا من جديد.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة