الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 00:02

قراءة أولية في نتائج الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية/بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 10/04/19 09:46,  حُتلن: 18:33

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

شاكر فريد حسن في مقاله: 

حزب "ميرتس" اليساري، الذي إختار مرشحيين عربيين في الخماسية الأولى فقد حافظ على قوته وحصل على 4 مقاعد، واحتفظ العربي ابن كفر قاسم عيساوي فريج بمقعده

بالنسبة للأحزاب العربية فقد تقلص تمثيلها من 13 مقعدًا إلى 10 مقاعد، حيث حصلت قائمة الجبهة واحمد الطيبي على 6 مقاعد، والتجمع والإسلامية الجنوبية على 4 مقاعد

أبرزت هذه النتائج قوة كل قائمة من هذه القوائم، ولعل ذلك يكون عبرة للمستقبل وعدم المزايدات والتبجح بالقوة الانتخابية

أظهرت النتائج شبه النهائية لإنتخابات الكنيست الـ21 التي جرت أمس الثلاثاء، وتخطت نسبة الـ69 بالمئة، على تعادل في عدد المقاعد البرلمانية بين حزبي الليكود بزعامة نتنياهو وأزرق أبيض بقيادة غانتس. وهذا في الواقع إنجاز كبير لحزب أزرق أبيض الجديد، المكون من جنرالات وشخصيات سياسية وعسكرية، الذي إستطاع حصد 35 مقعدًا، وإدخال أول امرأة درزية إلى الكنيست. وفي المقابل هو فوز ونصر كبير لبنيامين نتنياهو شخصيًا أولًا، ولحزبه ثانيًا. فقد تمكن نتنياهو من النجاح وتقوية حزبه وزيادة مقاعده، بالرغم من التهم الموجهة له وملفات الفساد التي تحوم حوله وقرار المستشار القضائي بتقديمه للمحاكمة. ويعتبر ذلك انتصارًا جديدًا لحزب الليكود، ونجاحه في فرض أجندته السياسية والانتخابية في الشارع الاسرائيلي، وهو الآن المرشح للبدء في عملية تشكيل الحكومة القادمة مع الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة، وسيعمل على سن قوانين جديدة لحماية نفسه وعائلته.

في حين أن حزب العمل مني بهزيمة بل نكسة كبرى وتعرض لضربة قوية بحصوله على 6 مقاعد فقط، وهذا مؤشر واضح على سقوطه وانهياره وفي طريقه للإختفاء عن الحلبة السياسية إذا لم يجرِ حسابًا للذات، ويعمل على ترميم بيته، والقيام بثورة داخلية، والنهوض من جديد.

أما حزب "ميرتس" اليساري، الذي إختار مرشحيين عربيين في الخماسية الأولى فقد حافظ على قوته وحصل على 4 مقاعد، واحتفظ العربي ابن كفر قاسم عيساوي فريج بمقعده. فيما مني حزب "بينيت" اليميني بهزيمة ولم ينجح بعبور نسبة الحسم.

وبالنسبة للأحزاب العربية فقد تقلص تمثيلها من 13 مقعدًا إلى 10 مقاعد، حيث حصلت قائمة الجبهة واحمد الطيبي على 6 مقاعد، والتجمع والإسلامية الجنوبية على 4 مقاعد. وهذه النتيجة تؤكد وتثبت أن الاستطلاعات التي سبقت تشكيل القوائم وغداة تقديمها للجنة الانتخابات المركزية، بحصول احمد الطيبي ما بين 7- 8 مقاعد، لم تكن سوى استطلاعات وهمية مدفوعة الأجر، وللإبتزاز لا أقل ولا أكثر، إذ أن القائمتين معًا حصلتا على 6 مقاعد بطلوع الروح كما يقال.

وفي الواقع أن القوائم العربية اجتازتا نسبة الحسم ومرحلة الخطر بفعل زيادة نسبة التصويت في الساعات الأخيرة، بفعل نداءات الإستغاثة والتوسل و "الطنب" من قبل القيادات الحزبية والنشطاء السياسيين، والتوجه إلى الناس عبر مكبرات الصوت في الشوارع والمساجد للخروج إلى صناديق الإقتراع للتصويت، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر. وقد لاحظنا كيف عاشت هذه الأحزاب حالة من الذعر والهلع والتوتر طوال ساعات النهار، بأن تكون الكنيست خالية من النواب العرب.

وقد أبرزت هذه النتائج قوة كل قائمة من هذه القوائم، ولعل ذلك يكون عبرة للمستقبل وعدم المزايدات والتبجح بالقوة الانتخابية.

وبإعتقادي المتواضع أن إمتناع الكثيرين عن التصويت وازدياد دعوات الإمتناع والمقاطعة، هو نتيجة الغضب الشعبي وخيبة الأمل الكبيرة من أداء هذه الأحزاب، ونتيجة شق وتفكيك المشتركة، ما أدى بالتالي إلى خسارة 3 مقاعد وربما أكثر نتيجة زيادة عدد المصوتين الجدد، ولو حافظت هذه الأحزاب على المشتركة، ولكن الايغو العالي هو الذي أدى إلى هذه الخسارة في التمثيل، التي يتحمل المسؤولية عنها قيادات هذه الأحزاب وفي مقدمتهم أحمد الطيبي المسؤول الأول عن شق المشتركة.

وما من شك أن هذا الإمتناع عن التصويت هو رسالة واضحة لهذه الأحزاب العاملة في الشارع العربي، كي تقوم بمكاشفة حقيقية ومراجعة نقدية ذاتية لأدائها، ومحاسبة نفسها عن هذا التراجع في التمثيل العربي بالكنيست، وإستخلاص العبر والنتائج، والإعتراف بالخطأ عن هذا الفشل والإخفاق الكبير، ولما جرى وحدث من هدم للمشتركة، ومناكفات ومهاترات حزبية، وزواج غير طبيعي وغير شرعي بينها، للحفاظ على مقاعدها ووجودها في الكنيست، وكذلك دعوة وتوجه للإرتقاء بالخطاب السياسي والانتخابي، ووضع برامج وخطط عمل مستقبلية، وهو ما افتقدناه خلال الحملة الانتخابية، والتوقف عن التهجمات، والتخلص من لغة التخوين وتوزيع شهادات الشرف، ومن خطاب الترهيب من اليمين الفاشي. فالكل يدرك تمامًا أن سياسة التمييز والقهر القومي والقوانين العنصرية التي تستهدف جماهيرنا العربية، ليست جديدة، فهي منذ قيام الدولة العبرية، وهو نهج متواصل لكل حكومات اسرائيل المتعاقبة. والمؤسسة الصهيونية تعلم قبل غيرها، أنه لا يمكن لأي قوة أن تقتلعنا من ارضنا ووطننا، مهما علا صراخ ابواق اليمين العنصري الفاشي، فهذا وطننا ونحن هنا باقون كالصبار والسريس والزيتون.

ومن نافلة القول، أن شعبنا أثبت أنه عاطفي جدًا، وينسى بسرعة، وأن القيادات لم تتجرأ بالإعتراف أنها اخطأت بحقه، ولم نسمع منها بعد صدور النتائج، سوى كلمات التقدير لهذا الشعب الطيب، الذي خذلته بالتشرذم وشق وتفكيك المشتركة، وعلى هذه القيادات أن تخاطب في المستقبل عقل هذا الشعب، وليس قلبه.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة