الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 21:02

في راحتها نبع عسل/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 11/05/19 18:16,  حُتلن: 21:22

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

في راحتها نبعُ عسلْ
أرحلُ عنها ويغيبُ فمي
لكن الشهدَ على شَفَتي
لا ينضبُ أو يرحلْ
تأخذني قدمي لأماكنَ نائيةٍ
وأظلُّ غريقاً في بحرٍ
لُجَّتُهُ أفراحُ لقاءٍ وقُبلْ
وأظلُّ أرى النورَ المتألقَ
في أعْيُن أطفالِ بلادي
حتى لو كنتُ على سطح زُحلْ
وتعود الأشواقُ إلى عادتها:
لهبٌ تحت رمادِ الصدرِ
ودمعٌ محبوسٌ
في حدقات مُقلْ
ويعودُ الوطنُ الهاربُ
يرميني بعيونٍ عاتبةٍ
وكأني قافلةٌ في الصحراءِ
تسيرُ بلا أي عتادٍ
أو خُفِّ جملْ
وأظلُّ أسير وخلفي ما أنشُدهُ
من ماءٍ عذبٍ وينابيعِ عسلْ.
***
سأظلُّ أسيرُ بلا تعبٍ أو كلَلٍ
لأدُقَّ بقبضةِ كفٍّ غاضبةٍ
باب القصرْ
فأنا أعرف من قتل الحقلَ
ومن لوّث ماء النهرْ..
أعرفُ من ذوَّبَ كلَّ جليد القُطبِ
ومن أطعم أبنيةَ الساحلِ للبحرْ
سأظلُّ أنادي في الناسِ
لكي يفتحَ فلاحٌ أبواب القصرْ
سأقول لهم:
ما كان القصرُ سيُبنى
لولا حَفْرِ العاملِ في الصخرْ
سأقولُ لكل العُمالْ:
أنتم من يحملُ مفتاحَ الفجرْ.
***
سأعودُ إلى راحتها يوماً
لأرى النحلَ
وقد أخرجَ فيها نبعَ عسلْ
سأراها تزرعُ أزهارَ حديقتها
وتطرِّز للأعراسِ حُللْ
سأعودُ إلى بلدٍ
لا يهجرهُ الهدهدُ والبلبلْ..
يحضنهُ من جهةٍ بحرٌ منشرحٌ
ومن الجهةِ الأخرى صدرُ جبلْ..
يعمل فيه الناسُ كعائلةِ النحلِ
بدون مللْ..
سأعود إلى دارٍ عاشقةٍ
تغمرها أفراحُ عناقٍ وقُبلْ.

يوسف حمدان - نيويورك

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة