الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 13:01

ملك حكروش من كفركنا تُبدع بتصميم الأزياء وتنطلق نحو العالمية من ألمانيا

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 27/06/19 11:08,  حُتلن: 20:57

كل امرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"!

الأحلام لا تتحقّق بمفردها، السعي وراءها والمُضيّ قُدمًا نحو هدف منشود بخطوات واضحة وثابتة هي الطّريق التي "تُحقق أجمل الاحلام وتصنع أعجب العجب- ت.ز".
ملك حكروش من كفركنا مُصممة أزياء من كفركنا وصلت إلى العالمية بتصاميمها المُميّزة، درست في ألمانيا تصميم الأزياء وشقّت طريقها بنفسها، لتحقق أحلامها وأهدافها.
البداية.


ملك حكروش

بدأت مسيرتي التّعليمية في معهد التّخنيون بمجال هندسة الحدائق لكنّي لم أشعر برضا تامّ في التّخصّص الذي اخترته بالإضافة إلى أنّ البيئة المُحيطة في التّعليم لم تكن مُناسبة لتطلّعاتي وطموحاتي، بعد عام ونصف من التّخبّطات وعدم الشعور بالرّاحة قررت ترك البلاد والانتقال للعيش في ألمانيا
قرار ترك التّخنيون كان من أصعب القرارات التي واجهتها في حياتي، إذ أنّه جاء بعد أن وصلت إلى منتصف الطريق للقب الأول، وكانت هناك مُعارضة من قبل الأهل فكيف أترك موضوع الهندسة والتخنيون؟ لكن بعد إصراري بدأت أرى تشجيعًا من أهلي لأقوم بما أراه مناسبا لمستقبلي، بدأت أتّعلم في المانيا في البداية لغة حتّى أتقنتها . وهنا قررت مُلاحقة حلمي والتحقت بمدرسة تصميم الازياء Brigitte Kehrer بالقرب من فرانكفورت. خلال فترة التعليم اشتركت بعدة مسابقات عالمية حيث اختيرت تصاميمي وعرضت في باريس، نيويورك فرانكفورت وبرلين.
في البداية كما في بداية أي شيء، كل الأمور تبدو لنا صعبة جدًّا ونحتار في كيفية التّعامل معها، ولكن عندما نتعمّق أكثر بها ونكون سعداء بمكاننا تهون كل الصّعاب، واجهت صعوبة باللغة لكنّي اجتهدت كثيرًا وكان لدي إصرار بالغ، حتّى تمكّنت من فرض نفسي وشخصيّتي وموهبتي أمام الجميع فازدادت ثقتي بنفسي بشكل كبير وصار الحلم أكبر وأقرب.

الفرق بين الدّعم في البلاد وخارج البلاد
تقول ملك: "لا استطيع مُقارنة الدّعم بين البلاد وفي الخارج، إذ أنّ الاحباط في البلاد كبير جدًّا للمواهب ونرى قلّة في الدّعم، ولكن خارج البلاد، لو لاحظوا أنّ لديك القليل من الإبداع يطيروا بك نحو السّماء ويدعموك حتّى الرّمق الأخير، لذلك أنا وجدت الدّعم لتحقيق حلمي في ألمانيا وهناك ثقتي بنفسي ازدادت وصدّقت حلمي أكثر، عندما كنت أعود إلى البلاد سمعت الكثير يقولون عنّي خيّاطة وكأنها إهانة، الخيّاطة مهنة مُهمة جدًّا ولا أعرف كيف يراها البعض إهانة لكن رغم ذلك أنا لدي جانب إبداعي وأعرّف عن نفسي كمصممة أزياء. لا استطيع انكار أنّ الشعب الألماني كان المُشجع والدّاعم الأكبر لي في طريقي".

قرارات في الغُربة
بعد إنهاء التعليم في مجال تصميم الازياء، وقضاء ست سنوات في الغربة، قررت أن التحق ببيت من بيوت الأزياء الألمانية للعمل هناك كوني اعيش في المانيا، فقررت ان أتقدّم لشركة Hugo Boss الالمانية لإيماني بأنّها شركة ستضيف إلى سيرتي الكثير من الخبرات والإنكشافات الواسعة على عالم الأزياء بالذّات وأنّ اسلوبها في الازياء قريب لأسلوبي التصميمي. وبالفعل شركة Hugo Boss فتحت لي ابواها وقبلتني الإدارة للعمل كمصممة ازياء. لكن للأسف، زوجي رفض هذا العمل ولم يتقبّل الفكرة بالأساس ووضع لي الكثير من الحواجز، وقبل يومين من بدء العمل في الشركة الغيت عقدي معهم خوفًا على خسارة حياتي الزوجية، لكنّي أدركت متأخرة أنّ طريقة الاستسلام للأحلام ليست الطريقة المثلى لإنقاذ الحياة الزوجية بل على العكس الأمر أثر بشكل سلبي.
تجربتي أكّدت لي بأنّ أهمية دور المرأة في المجتمع لا يقل أهمية عن دور الرّجل، بالتالي يجب عدم تهميش وجودها على الإطلاق، لذلك يجب اتّخاذ الإجراءات والقرارات الصحيحة في الأوقات الصحيحة لتجنّب الخضوع لأي سلطة ومن أجل تحقيق كُل الأحلام، فكان قرار الإنفصال عن زوجي هو القرار الثاني بعد فسخ عقدي مع شركة Hugo Boss، كان يجب علي أن أقدّم تنازلًا كي لا أخسر النور الذي يضيء غُربتي وهو التصميم. وقررت أنّ حياتي حتمًا ستكون أجمل وافتتحت رغم الصعوبات مشروعي الخاص وأطلقت مشروعي الاول الذي يتناول رسائل بموضوع المرأة القوية الطموحة والمثابرة.
أنا أرى أنّ لديّ نمط مختلف في الملابس التي أقدّمها، وجمهور الهدف هم الأشخاص المهتمّين بالثّقافة واللغة العربية والقضايا التي أحرص على طرحها من خلال تصاميمي، أصبح خطّي في التّصاميم له جمهوره الذي يأتي خصيصًا من أجله وهذا أهم ما في الامر، أن رسائلي وصلت.

التّصاميم.. لمسة تُراثية بأسلوب عصري
الملابس التي أصمّمها، تُشبه كثيرًا أسلوبي البسيط في الحياة، فأنا أعتقد أنّ قوّة الأشياء تكمن في بساطتها، لذلك أجتهد على أن تكون الفكرة قويّة بتصميم بسيط لتصل بشكل سلس وجميل. أحب أن أُدخل في تصاميمي التّطريز الفلسطيني ولكن على طريقتي، لا يمكنني أن أقدّم تصاميم تحتوي على تطريز كانت موجودة على زمن جدّاتنا، بل أستحدث التّصميم من البساطة ولا استخدم إلا القطع الصّغيرة المُطرّزة لأمنح القطعة التّميّز والتّفرّد بأسلوب حديث.
لأحافظ على خطّ الأزياء الخاصّ بي ومنحه هويتي، أطلقت مجموعة من القبّعات والتي تحمل في طيّاتها لمسة تراثية مميزة أطلقتها نحو العالم ليتعرّف على تراثي وثقافتي من جانب، ومن جانب آخر لم أرى أجمل من حفظ التّراث بقطعة فنّية توضع على الرأس شعورًا مني بالفخر للتراث الذي إليه أنتمي.
واستمرارا لثيمة القُبّعات اليوم أنا أعمل على تصميم مجموعة ملابس سأطلقها قريبا، مجموعة تُعبّر عنّي عبر التّطريز والجمل العربية التي استخدمتها والتي تصف جانبًا مُهمًّا من حياتي وتجارب مررت بها. وكل ما أصممه أبيعه عبر متجر على شبكات الانترنت.

اليوم أنا أعمل بين قانا الجليل وألمانيا، وأشعر برضا كبير وبأنّ العالم وبسبب شبكات التواصل الاجتماعي أصبح صغيرًا لدرجة أنّ تصاميمي وصلت إلى كل أنحاء العالم، وكان لي الشّرف أن ترتدي الإعلامية المشهورة رابعة الزّيات من تصاميمي، هذا أعطاني دافع وحافز للاستمرار في عالم الفن والإبداع.

رسالتي لكل امرأة عربية، عليك أن تؤمني بنفسك وبطموحك واذهبي بها جميعًا حيث اللاحدود، اجعلي من نفسك سندًا لنفسك ولا تنتظري أن يحقق لك أحد أحلامك بل حققيها بنفسك والنجاح سيكون له طعم مختلف، وتذكّر أنّ الجميلات كُل الجميلات هنّ القويّات.


تصميم إبداعي يحمل رسالة 
تصميم الساعة الذي حمل مضمون الوقت (بوقتنا الحالي المليء بالحروب سيبقى الأمل)

 

مقالات متعلقة