الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 02:02

التنسيق الأمني وإسقاط حق العودة خيانة مثل التطبيع/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 25/07/19 10:58,  حُتلن: 19:05

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

أحمد حازم في مقاله:

زيارة هؤلاء "العرب الجيدون" لإسرائيل هي زيارة تطبيعية بامتياز، ويجب إدانتها

إعلاميون وكتاب من السعودية، العراق، الإمارات، مصر والأردن قاموا بزيارة لإسرائيل بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية، لكن الوزارة لم تذكر أسماءهم، والسبب كما قالت صحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية الناطقة بالإنجليزية، تخوف إسرائيل من أن يتعرض هؤلاء لمتاعب بعد عودتهم إلى بلادهم. "يا سلام، شوفو إسرائيل قديش حريصة على حياة وسلامة زوارها من العرب الجيدين!!"

احد هؤلاء "الجيدين؟" وهو سعودي يحمل اسم محمد سعود، أراد خلال الزيارة أن يغرد وحيداً خارج سرب هذه المجموعة العربية (الجيدة إسرائيليا) وفكر في (تدنيس) المسجد الأقصى. ولم يخجل من نفسه على فعل ذلك، حيث شوهد في باحة الأقصى وهو بزيه السعودي مستفزاً شعور الفلسطينيين. لكن استفزازه انقلب عليه. فقد تعرف عليه بعض المصلين المقدسيين الشباب لدى دخوله المسجد الأقصى وطاردوه، وظل الأطفال والشباب يبصقون عليه ويسمعونه كلاماً يليق به، ومنعوه من الصلاة في الأقصى على اعتبار أنه خائن لقضيتهم. وظلوا يلاحقونه حتى أخرجوه من الأقصى. شباب يستحقون الإحترام.

ناشطون في وسائل التواصل الإجتماعي تداولوا مقاطع فيديو لعملية غضب الفلسطينيين في الأقصى من هذا السعودي الذي وصفوه بالمطبع الصهيوني. ولم يتوقف استفزاز هذا السعودي على دخول الأقصى بالزي السعودي، بل ذهبت وقاحته إلى أكثر من ذلك. فقد ذكر في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه "يحب إسرائيل ويشعر إن الإسرائيليين مثل عائلته". نعم، انه على حق فهو واحد منهم لأنهم جميعاً من يهود خيبر. حتى أنه قال في حديث مع إذاعة غالاتس الإسرائيلية "أنّ الشعب الإسرائيلي يشبه شعبه". طبعًا لأنهم من نفس الطينة.

زيارة هؤلاء "العرب الجيدون" لإسرائيل هي زيارة تطبيعية بامتياز، ويجب إدانتها، ولاقت استنكارًا عربيًا شعبيًا. حتى أنّ نقابة الصحفيين الفلسطينيين أدانت الزيارة واعتبرتها شكلاً من أشكال التطبيع، "وجُرمًا يتعارض مع موقف اتحاد الصحفيين العرب". لكن الناشط عبد الله السعفان رد على نقابة الصحافيين الفلسطينيين في تغريدة له: "نزول صحفيين عرب ضيوفا على حكومة الاحتلال تطبيع مرفوض وخيانة، ولكن ليس من حق صحفي تابع لسلطة أوسلو أن ينتقد ذلك لأن قيادته هي التي فتحت باب الاعتراف بإسرائيل".

موقف العراق الرسمي جاء ليبرهن بالفعل "أن شر البلية ما يضحك". فالعراق الذي أدان الزيارة ويرقض التطبيع كما يقال، تجاهل ما فعله سفير العراق قي واشنطن من تصريحات فاضحة لدولة تدعي أنها ضد التطبيع. فقد جرى تداول مقطع فيديو للسفير العراقي في واشنطن فريد ياسين في الخامس من تموز/يوليو الحالي، قال فيه: إن «هناك أسباباً موضوعية قد تدعو إلى تطوير العلاقات مع إسرائيل»، أليس هذا دعوة صريحة للتطبيع؟ ولماذا لم يتم مساءلة السفير حول هذا الأمر، وعلى الأقل تجريده من منصبه استناداً إلى القوانين العراقية في هذا الشأن؟
ولكن لنكون واقعيين ونضع الحروف على النقاط. قبل توجيه اللوم "للمطبعين العرب" لماذا السكوت على تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس "بتقديس" التنسيق الأمني "وإسقاط" حق العودة؟ ألم تسمع نقابة الصحفيين الفلسطينيين بهذه التصريحات؟
في بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012 أجرت القناة الإسرائيلية الثانية مقابلة مع عباس المح فيها تنازله عن حق العودة. فقد صرح: "بأن فلسطين هي دولة في حدود 67 وشرقي القدس عاصمتها الى جانب دولة اسرائيل ورغم كونه لاجئا من صفد، الا أنه لا يفكر بالعودة للسكن هناك".

وفي السادس عشر من شهر تموز/يوليو عام 2014 ذكرت القناة الإسرائيلية نفسها، أن عباس تعهد أمام ناشطين إسرائيليين زاروه في رام الله، بمواصلة التنسيق الامني مع الاحتلال الإسرائيلي بالرغم من دعوات فلسطينية من أحزاب وشخصيات متعددة تطالب بوقفه، وقال: "التنسيق الأمني مقدس وسنستمر سواء اختلفنا او اتفقنا في السياسة سوف يستمر".

في لقاء مع وسائل الإعلام العاملة في الضفة الغربية جرى في الثالث والعشرين من شهر يناير/كانون الثاني عام 2016، بمقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، قال أبو مازن "إن التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي لا زال قائما ونحن نقوم بواجبنا على أكمل وجه". والواجب الذي يتحدث عته الرئيس الفلسطيني هو ما ورد في اتفاق أوسلو عام 1995 والذي ينص على تبادل المعلومات بين الأمن الفلسطيني وإسرائيل، بحيث تطلب الأخيرة من الأمن الفلسطيني اعتقال أي شخص تريد". حتى هذا البند (المهين) لم تحترمه إسرائيل إذ أنها تقوم وحدها باعتقال من تشاء ومتى تشاء دون الرجوع للسلطة الفلسطينية. ورغم ذلك لا يزال أبو مازن متمسكاً به.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ألم تسع نقابة الصحفيين الفلسطينيين بهذه التصريحات التي هي أكثر خطورة من التطبيع، الذي أدانته النقابة، بينما تغاضت عن تصريحات عباس؟ سؤال برسم الإجابة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة