الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 23:02

الفكاهة الساخرة في العين الساهرة(1)/ بقلم: سهام فاهوم غنيم

سهام فاهوم غنيم
نُشر: 02/09/19 13:45,  حُتلن: 13:58

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الفكاهة الساخرة في العين الساهرة(1) مقامة القاع والضياع

تعد الفكاهة والسخرية شكل من أشكال المجابهة والمواجهة حتى يتمكن الانسان من التعايش مع واقعه خاصة الأليم منه. من مميزات الفكاهة المبالغة في تكبير الصورة او الأمر المرجو الحديث عنه حتى تسلط الأضواء عليه ويراه الجميع ويشعر به فيما بعد.
من الجدير بالذكر أن الخيط رفيع بين النقد عن طريق الفكاهة وبين التجريح الشخصي، لذالك على الكاتب في هذا المجال الانتباه لذالك، فهناك فرق بين أن تنتقد إنسانا لشخصه او أن تنتقده لما يحمله من فكر او مسار.
من خلال دراستي وتخصصي في دراسة الفكاهة وطرق العلاج عن طريقها خاصة خفض وتيرة العنف بواسطتها استطعت كتابة ثلاثة كتب من بين الخمسة التي كتبتها تتطرق إلى الموضوع، منها ما يتعلق بالفكاهة المحلية ومنها بالفكاهة العربية.
دعونا إذن نواجه واقعنا الأليم الذي نعيشه اليوم بشيء من الفكاهة وأخواتها.
دعونا أيها الأعزاء نحيي ما تبقى من الفكاهة في نفوسنا لعلها تكون لنا الداء والدواء.
إن شعورنا بالفشل والإحباط وعدم القدرة على حل ما نواجهه في مجتمعنا من عظائم الأمور سبب كاف لنسخر من انفسنا خاصة واننا في هذه البقعة من العالم نضحك لكي لا نبكي!
إن مجتمعنا اليوم يعاني من وضعية الدرك الأسفل في كل المجالات أكانت الخلقية او السلوكية او الاجتماعية او السياسية وغيرها.
إن الصورة القلمية الساخرة التالية تعبر عن جزء من هذه الوضعية البائسة، هذه الصورة لعلها تكون عبارة عن "فشة خلق" للكثيرين منا خاصة تلك الأغلبية الصامته!
فهناك من "يفش خلقه" عن طريق المسدس أما نحن فعن طريق القلم، لأنه عندما خفت صوت القلم الصادق وتمت محاربته ارتفع صوت المسدس!

مقامة القاع والضياع
يا إخوانْ ويا خِلاّنْ راحْ نسمعْ آخرْ زمانْ
وينْ كنّا وينْ صُرْنا للْعدلْ ما في مِيزانْ
الحرامْ اصبحْ حَلالْ وْكُلُّه صارْ مِثْلِ القُطْعانْ
لا قِيَمْ ولا أَخلاقْ لِسَّه فاكرْ كانْ زمانْ
الِمْنيحْ بْيُطرْدوه والعاطل بْيُعبْطوه يا حيفْ على هالأَوانْ
الآدمي صارْ اهبلْ والأَزْعَرْ فَهْلَوي والنَصَّابْ والحرامي شاطرْ كمانْ
السُّحاقْ والُلواطْ اصبحْ مفاخرْ شو هالوقتْ الصَعْبانْ
والمرأة يا عيني عليها! ماتتْ عاطفياً واستفاقتْ جنسياً آه مِنْكو يا نِسْوانْ
أوادِمْها نامتْ وهُمَّلها قامتْ والحاكمْ شيخْ الزعرانْ
على شِبرْ ارضْ بيقتلْ واحدْ وعلى مترْ بيقتلْ سَبِعْ شُبَّانْ
صِرْنا ناكلْ وْنِشْرَبْ حشيشْ والحشيشْ طولْ عُمْرُه للبقرْ والخُرفانْ
حِلمْ الشبْ "ضربة عُمُرْ بالكيف" وْبَعِدْها بِيْصيرْ غَني وْفرحانْ
نُصْ الناسْ بْتِدْفعْ دْيُونْ للسّوقْ السودة والنصْ الثاني بْيِقبضْ مَليانْ
صارْ الجنسْ والمالْ سَببْ لَقتلْ الشُبَّانْ والنِسْوانْ
اللي بدو يِدَيَّنْ ليشْ ما بْيِدْفَعْ عالميزانْ
بِيْقولوا ليش انقتلْ سَدِّدْ دَيْنَكْ يا أنسانْ
ليشْ بِتروحْ عالِقْمارْ ليشْ تْموتْ قبلْ الأَوانْ
من الضحايا أبرياءْ وِرْصاصة طايْشِه عالعُميانْ
ما في حدا بْيِعْطي شرعيِّة لَقتْلك أيها الإنسانْ
قَتلْ قتلْ قتلْ بين الآذانْ والآذانْ
نَظرة واحدة ما بينْ شَبِّينْ بتولِّعْ كُلْ المكانْ
وعلى صَفِّة سيارة بِيْصيروا كُلْهمْ بِخَبَرْ كانْ
الو يا بوليس الو يا بوليس الكل يْصيحْ والكلْ قَلْقانْ
اذا إحنا الشرْ بْعينُه شو بَدُّو يِعْمَلْ هالمَفكالْ الحيرانْ
الآدمي بْيِغْلَطْ غَلْطة بْيِنْسولو مْنيحو يا جِدعانْ
والأَزْعَرْ مَرَّة بْيِعْمَلْ مْنيحْ بْيِمْحولوا كُلْ غلطاتو زمانْ
اللِّي الَكْ ضيَّعتو واللِّي الي بالقوِّه اخَذْتو يا طَمْعانْ
ليشْ صارتْ كلمة الأَخو نَجاسه وْكِلْمِةْ الغِيرْ قَداسِه يا جَهْلانْ
آه نْسينا الأَرْجيلة سِتْ السِتَّاتْ حَبيبة الصبايا والشبابْ والصِبيانْ
بْيِحرقْ لِكْتابْ تَيْعَبِّي راس الأرجيلة , يْغنِّي وِيْقولْ خلِّيني دَخلكْ خَرْمانْ
وبَعدْ كلْ هدا بيسألوني ليشْ أنا جبانْ؟

نْسينا لمَّا في الثْماني والأرْبعينْ تْشَتتنا مِثِلْ ريشْ الزَّمانْ
نْسينا لما حْمِلْنا الصَّحِنْ وِالسَّطِلْ وْكَرْتْ المُؤَنْ يا جيرانْ
حتَّى نِحصَلْ عاللقمة , حَفنةْ طْحينْ وْسُكَّرْ احْمَرْ كَمانْ
جِدَّكْ يِحْمِلْ هالمَنْكوشْ وْسِتَّكْ تِسْألو :أنتِ عطشانْ؟
وِالْعيله كانِتْ تِتْلَمْلَمْ على رْغيفْ وْبَصَلهْ وشَقْفِةْ باذنجانْ
عِندْ "الخواجة "كنَّا عبيدْ يِنْهَرْ فينا وِيْصيحْ هِيه أنتِ سَمْعانْ؟
نْسينا سَفَرْ الخيلْ والحَنطورْ والطنبورْ كلُّه صارْ طَيْ الكِتْمانْ
تَعالْ وشوفْ شو صارْ اليومْ خيرْ كتيرْ والكلْ جوعانْ
ما حدا بْيِحْمِدْ ربُّه , كُلُّه زهقانْ كُلُّه تَعبانْ
بِيْلِفْ العالمْ وِبْيِرْجَعْ يْقولْ : مشْ عارفْ ليشْ انا مِشْ فَرْحانْ؟
بْيِفْطَرْ بالملديفْ وِبْيِتْغَدَّى باسْطنبولْ وْبرْضُه بِيقولْ انا ليشْ طَفْرانْ
طَفْرانْ طفرانْ , كُلُّه عالدِّينْ وْعالمِشْكَنْتا وْعَلِقْروضَه أَشْكالْ الوانْ
وْطَبْعاً ما مَعاه يِدْفَعْ حَقْ الْمَيْ بْيشربْ عَحْسابْ البائِسْ والجوعانْ
بَسْ بالأَعراسْ لِحْسابْ غيرْ بْتُفْرُطْ الجيبهْ وْيالله إصْرفْ عاَلعَمَيانْ
للمدارسْ آه ما في فْلوسْ وِبْأَهلْ الخير بيصيرْ طَمعانْ
المِعْدِه الجوعانة ما بْتِشْبَعْ والعِينْ الفارْغَة ما بْتِقنعْ بِدْها كَمانْ وْكَمانْ
آه نْسينا كراسي الانتخاباتْ والصَوْلاتْ والجَوْلاتْ يا فَهْمانْ
لَلْاِنتخاباتْ ما تِتْعِبْ حَالكْ يا زينْ الشَّبابْ والشُبَّانْ
المَجْلِسْ رَحْ يْصيرْ نُصُّة زعرانْ والنُّصْ الثاني نِسوانْ
الْكلْ سَكرانْ الْكلْ خَرْمانْ بْعالمْ افتراضي كُلُّه غَرْقانْ
كُلْ الِّي صايِبْنا مع مَصايبْنا عارفينْ ليش ؟لأنُّه ما عادْ في شُجْعانْ
وْعَلى قولْ المصريَّة هاتولي راجل يا جِدْعانْ‼‼

الكاتبة - سهام فاهوم غنيم- باحثة اجتماعية

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة