الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 05:02

أيمن عودة سأصوّت لك وللقائمة المُشتركة/ بقلم: فؤاد أبو سرية

فؤاد أبو سرية
نُشر: 02/09/19 19:03,  حُتلن: 22:21

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

فؤاد أبو سرية:

ما صرح به النائب أيمن عودة أثبت أنه قائد مِن نسيج رفيع وأنه إنسان يُفكر ويعي ما يقوم به مِن تصريحات

أيمن عودة أثبت أنّ مصلحة شعبه تهمه كونها مسؤولية كبيرة وليست مُغامرة قابلة للعديد مِن الاحتمالات، فتحية إليه

أيمن عودة، سأصوت لك وللقائمة المُشتركة، وها أنا ذا أدعو الجميع للتصويت كي نأخذ مكاننا اللائق بنا كشعب يريد الحياة

شهدت الأيام القليلة الماضية عددًا مِن التصريحات والتصريحات التعقيبية المضادة، وقد وقف في صُلب هذه التصريحات موضوع الانتخابات البرلمانية في السابع عشر مِن أيلول الجاري.

صحيح أنَّ بعضًا مِن هذه التصريحات إنصب في عُمق العملية الانتخابية، وأنَّ بعضها الآخر مسها مِن بعيد، إلا أنَّ ما يَهُمني هنا هو مدى تأثير هذه التصريحات على الانتخابات وما يُمكن أن تُؤدي إليه مِن تحييد أو إقصاء لنا مِن المُشاركة في صُنع القرار في هذه البلاد التي هي بلادنا ولا بلاد لنا سواها، لذا أكتب هنا مِن مُنطلق المسؤولية واضعًا نُصب عيني أمرين أحدهما الإقصاء السلطوي لنا نحن العرب في هذه البلاد والإقصاء الإرادي الذي يدعو إليه بعض الإخوة بِحُسن نية أو بسوئها، وكلا الإقصاءين مرفوض.

مِن الواضح أنَّ أبرز التصريحات خلال الفترة الماضية السابقة كانت لرئيس القائمة المُشتركة النائب أيمن عودة عندما لم ينف إمكانية الائتلاف مِن أي نوع ما مع اليسار اليهودي مُمثلًا بغانتس، لقد أقام هذا التصريح الدنيا ولم يقعدها، وما زال هناك مَن يتناولها بالتعقيب المؤيد حينًا والرافض حينًا آخر، وَلِكُل مِن هذين وِجهة نَظَرِهِ التي يُفترض أن نحترمها، ليس بتأييدنا لها إذا كانت تروق لنا وإنما بِمُناقشتها والتعاطي معها بصوت عال وأمام الجميع.
بإمكاننا إجمال رأي المؤيدين في كلمات مفادها أننا يُفترض أن نبحث عن أي إمكانية لِتعزيز مواقعنا في الكنيست لإحقاق ما نُريده ونبغيه دعمًا لوجودنا، وما المانع بالتالي مِن الائتلاف مع اليسار في البرلمان، أما بالنسبة للرافضين فإنه مِن المعروف أنَّ هؤلاء أعلنوا دائمًا أنهم لا يريدون التعامل مع البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) مِن مُنطلق أنهم ما زالوا ينظرون إلى قضيتنا الفلسطينية مِن مُنطلق ماضوي توقف عند عام النكبة ولم يتزحزح قيد أُنملة فارضًا على نفسه مُعطيات لا تتغير ولا تتبدل، ولئلا أُفهم خطأ فإنني أُسارع إلى القول أنني أحترم كل الآراء، لا سيما الشريفة منها، وأدعو للنقاش معها مِن مُنطلق المسؤولية والمحبة.
للتوضيح أقول أنني لست مع المُقاطعين أو الداعين إلى المُقاطعة في الانتخابات البرلمانية، وقد سبق وكتبت الكثير عن هذه المُقاطعة وحولها وما يُمكن أن تُؤدي إليه مِن مضار، لعل أبسطها دفعنا لاتخاذ موقف المُتفرج لا المُشارك، وشتان بين الموقفين.
إنني أُعلنها بِكُلِ وضوح وبدون أي تردد أو جمجمة، إنَّ ما صرح به النائب أيمن عودة أثبت أنه قائد مِن نسيج رفيع وأنه إنسان يُفكر ويعي ما يقوم به مِن تصريحات، وسؤالي إلى الإخوة الرافضين هو ماذا كنتم تتوقعون مِن قائد يُريد أن يقود المركبة إلى بر الأمان، أن يقول أننا لا يُمكن أن نأتلف مع أي يساري يهودي حتى لو كان مؤيدًا لقضيتنا الوطنية ووجودنا الاجتماعي؟، إننا لا يُمكن أن نأتلف مع أي يساري يهودي حتى لو تقبل بعضًا مِن مطالبنا ووافق على اتفاقية تصب في مصلحتنا ومصلحة أبنائنا؟، إذا كان هذا ما تتوقعونه مِن عودة وأمثاله أيها الإخوة، فلماذا نحن نُناضل مِن أجل تحصيل حقوقنا السياسية والاجتماعية ونُطالب السلطات المسؤولة بها ليل نهار؟
لقد تابعتُ تصريحات النائب أيمن عودة مُنذُ سنوات وبإمكاني أن أُسجل هنا أنها تصريحات قائد مسؤول يعرف ما يُريد ويدعو إلى معرفة الآخر وإتقان لغته والتحدث معه بلغة العقل التي بات العالم كله يُطالب بها، لغة الإنسان المُثقف الذي آمن بأن معرفة لغة الآخر المُختلف وإتقانها إلى أقصى حدودها هي واحدة مِن أهم الوسائل لِتحصيل المرغوب والمنشود، وَلِعلي لا أبتعد كثيرًا عما أُود قوله عندما أُذكر بالحديث الشريف "مَن عَرِفَ لُغة قوم آمن شرهم"، أما بالنسبة لإمكانية الائتلاف مع الآخر المُختلف وهو هنا غانتس، فإنني أُذكر بالحكمة الصينية العظيمة وهي "أن نشعل شمعة أفضل مِن أن نُلعن الظلام طول الوقت".
النائب أيمن عودة أثبت بتصريحاته وأعرف أنَّ عددًا مِنها لم يلق القبول لدى العديد مِن الرافضين، وأنَّ مصلحة شعبه تهمه كونها مسؤولية كبيرة وليست مُغامرة قابلة للعديد مِن الاحتمالات، فتحية إليه.
ذكرتني مواقف الإخوة الرافضين لتصريحات النائب أيمن عودة خاصة تصريحه الأخير المُشار إليه آنفًا بتصريح آخر انشغل به شارعنا العربي خلال الأيام القليلة الماضية للكاتب الصحفي الإعلامي يارون لندن عنا نحن العرب ووصفه لنا "بأننا وحوش نُؤذي حتى أنفسنا"، لقد رد العديد على هذا التصريح وانهالت الردود مِن كُل حدب وصوب تتدفق في صفحات وسائل الاتصال الاجتماعي خاصة (الفيسبوك)، فلا حاجة للمزيد، وقد لفت نظري رد الإعلامي الصديق نادر أبو تامر عليه في مقالته "الوحش" لا سيما عندما لفته لندن إلى أنَّ الوحوش العرب قدَّموا الكثير مِن الكفاءات في شتى المجالات العلمية والثقافية، وهناك رد لافت آخر للصحفي الإعلامي أيضًا تميم أبو خيط مِن الطيبة مفاده أنه كان على لندن القول أنَّ بعض العرب وليس كلهم وحوش، كما فهم مِن كلامه.
في العودة إلى تصريح النائب أيمن عودة حول إمكانية الائتلاف مع غانتس أقول أنه حمل في طياته أفضل رد على لندن وأكد له وأمثاله أننا نحن العرب نُفكر ونتعامل مع الواقع ووقائعه بعقلانية وروح إنسانية مُنفتحة تحترم الآخر ولا تنتقص مِن قيمته أو تدعو لإقصائه.
أيمن عودة، سأصوت لك وللقائمة المُشتركة، وها أنا ذا أدعو الجميع للتصويت كي نأخذ مكاننا اللائق بنا كشعب يريد الحياة.

يافة الناصرة

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة