الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 04:01

نصائح وتوجيهات يمكنها مقاومة التآكل - بقلم: د. نجيب صعب

د. نجيب صعب
نُشر: 08/10/19 16:12,  حُتلن: 18:19

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency


سبق وذكرت في مقالات سابقه, ومواضيع اجتماعيه كثيراً من المؤثرات في حياتنا اليومية والتي من شأنها ان تسيء الى نوعية الحياة والتعامل بين افراد المجتمع من مختلف شرائحه واطيافه وطوائفه الاجتماعية وغيرها. وفي هذا المضمار تحضرني توجيهات ونصائح من نابع مسؤوليتي الاجتماعية ان اوجهها للقراء الاعزاء من الجنسين بغية المساهمة في عدم توغل التآكل في نواحي الحياة الانسانية

والاجتماعية التي يعيشها الناس, ذلك للحفاظ على النسيج الاجتماعي وعلى العلاقات والروابط بين افراد هذا المجتمع ان كانت في الاسر والعائلات القريبة والبعيدة.

ومن هذه التوجيهات والنصائح ربما تكون في مكانها, وقد تعجب او لا تعجب البعض, الا انها ضرورية جداً جداً في نظري واوردُ منها قسماً لا يستهان في قراءته وفي فهمه وادراك معانيه التي من شأنها بدون ادنى ريب ان تؤثر بعمق في مقاومة التآكل الذي قد يصب كثيراً من الانظمة الاجتماعية وتؤثر على انتظام الحياة والتعامل بشكل جيد.

فمثلاً افضل للإنسان ان يحذر وليس كل من دق على قلبه يفتح له, وكذلك ليس كل من طلب الخروج من يسمح له, فالقلوب كنوز لا يمكن ان ينالها سوى من يستحقها ولا يخرج منها الا من لا يدرك قيمتها ومعناها, فالطبع يمكنه ان يساهم ذلك في التصدي للتآكل بقدر المستطاع.

وفي موضع اخر قال لقمان الحكيم لابنه: يا بني! اذا امتلأت المعدة نامت الفكرة, واذا خرست الحكمة فقد وقفت الاعضاء عن العبادة, ففي هذه العبارة الكثير الكثير عزيزي القارئ من المعاني المبطنة التي يمكنها توقيف التآكل الى حد معين بين افراد المجتمع والاسَر والمجموعات.

وفي مجال اخر, اي مجال التربية الخاطئة التي يمكنها ان تسيء للأبناء وقد تشجع التآكل نوعاً ما, فمثلاً: الحماية الزائدة للأبناء تنتج عنها شخصيه خائفة غير ناضجه, وليس لديها طموح, وترفض تحمل المسؤولية ويكون لديها المجال الكافي لسهولة الانحراف للسلوك السيء, لذا علينا ان نكون متوازنين ونحن نتعامل مع الأبناء وبالطبع من الجنسين.

وفي هذا المجال يترتب على الاهل في تربية الاطفال في نظري ان تنصح الأبناء والبنات ان يسمعوا ثم يبتسموا ثم يتجاهلوا باتباع القول: رحم الله امرءاً تغافل لأجل بقاء الود, ونقاء القلب ليس عيباً, والتغافل ليس غباء والتسامح ليس ضعفاً وانما هي تربيه صحيحه وتنطوي على انتاج انساني وادبي ومسلك حياتي صحيح ومستقيم.

وفي مجال مقاومة التآكل بين الناس في امور واخلاقيات عديده, على المرء ان يتعامل مع الناس ليس بالعواطف والهبات والهدايا بمقياس البيع والشراء, ولا بميزان الربح والخسارة وكذلك في نظري ان يتعامل المرء مع الاخرين بالكرم والجود, واذا اخطأ هذا المرء او ذاك ان تمكن من الاعتذار ولا يكون صامتاً, فاجعل ايها الانسان من يراك يتمنى ان يكون مثلك, ومن عرفك يدعو لك بالخير, واجعل من يسمع عنك يتمنى مقابلتك, لان من تعطر بأخلاقه لن يجف عطره أبدَ الدهر, ففي كل هذا تواضع وتسامح واخلاقيات تساهم كلها في نقاوة المجتمع من الشوائب او مقاومة تآكل الاصوليات.

وفي النهاية عزيزي القارئ لا بد من الاشارة بالقول الى: ان الحقيقة المُرة اهون وافضل الف مره من وهم زائف وعلينا ان ندرك نحن بنو البشر ان الشهادات العلمية كلما كثرت وتعددت بدون ان نسلحها بالثقافة والمعرفة والاطلاع والآداب تبقى أميّه مقنّعه.
خلاصة القول ان كل ما ذكر وكثيرٌ مما لم يذكر في هذا المجال من الايجابيات والتوجيهات لا بد الا وينطوي على نتائج طيبه وربما يقف سداً منيعاً امام التآكل الاجتماعي يمنع الانحرافات والتراجعات من الاستشراء في صفوف ونواحي المجتمع على اختلافها.

مقالات متعلقة